آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


التخادم ( الحوثي - الإخواني ) دليل دامغ على الشروع في جريمة مشتركة ضد الجنوبيين ( تحليل خاص )

التخادم ( الحوثي - الإخواني ) دليل دامغ على الشروع في جريمة مشتركة ضد الجنوبيين ( تحليل خاص )

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2023 - 11:49 م بتوقيت عدن

- تحليل / أبو مصطفى السالمي.


ما كان مخفيا أصبح ظاهرا، وما كان مستترا أصبح مكشوفا للعيان فالحوثي والإخوان يلعبون على المكشوف في الامتار الأخيرة للتسوية النهائية للحل السياسي في اليمن .

وبحسب محللين فإن ظهور العلامات الصغرى والكبرى لطاولة التسوية السياسية للازمة اليمنية فان دواعي الاختباء وراء الاقنعة قد فقد مبرره وصار التخادم الحوثي - الاخواني يتسارع بشكل غير محتشم مصدقا لقول النبي صلى الله عليه ولم ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت).. فالتخادم الإخواني الحوثي أصبح واقعا وتؤكده أحداث ووقائع سواء على المستوى السياسي أم العسكري الأمني أم الاقتصادي أم الرياضي) في قادم السطور سنفصل هذا التخادم بالأدلة التي لن تدع مجالا للشك.



التخادم الساسي.

ما يقدمه إخوان اليمن وخارج اليمن من دعم سياسي بمثابة الأكسجين للحوثي الذي يمد من بقائه في المشهد اليمني عموما وفي الجنوب خاصة، وكل هذا التخادم لأقصاء الجنوب من حقه في استعادة دولته، فكل تحرك عسكري يسعى لاجتثاث شأفة الحوثي للقوات الجنوبية نجد تحرك سياسي إخواني (داخلي - خارجي) لوقف التقدم القوات الجنوبية وما تعز إلا خير مثالا لهذا التخادم!، لتبقى حق الشعب الجنوبي معالقا بسبب عدم حسم الحرب مع الحوثيين.

وإن أمعنا النظر في كل التحركات السياسية من قبل التحالف العربي وعلى رأسه دولة الإمارات نجد نباحا من حزب الإخوان لعرقلتها بتأييد من شركائه الخارجيين (إيران وقطر)، والأمثلة كثيرة على ذلك فقط سنذكر مثالا واحدا وهو فعالية تحت عنوان "نحو السلام الدائم والديمقراطية في اليمن" الذي نظمه مؤسســـة توكل كرمـــان ومنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) المدعومة من دولة قطر، ففي هذه الفعالية التي ظاهر عنوانها فيه العدل وباطنه فيه الجحود، حيث حمَّلت هذه الفعالية التحالف العربي مسؤولية التداعيات الإنسانية والاقتصادية، وتبرئة الحوثيين وتحسين صورتهم سياسيا وإعلاميا هو ما يؤكد هذا التخادم.

وسعت هذا الفعالية للهجـوم على دول التحالف العربي المجلـس القيـــادة الرئاسي للمزيد وللضغط الذي يراد منه القبول بشروط الحوثيين وللضغط بتوسيع شراكة الإخوان في الرئاسي واعطائها ثقلا رئيسيا الهدف منه إقصاء الجنوب في تقرير مصيره.



التخادم العسكري الأمني:

برغم القوة الضاربة للقوات الجنوبية وقدرتها الميدانية في حسم المعارك يظل التخادم الحوثي الإخواني ورعاته الإقليميين وتحديداً (إيران وقطر) السد الستار لهزائم الحوثيين، فالتخادم الإخواني الحوثي دائما ما يستهدف ما أنجزته عاصفة الحزم وما حققته القوات الجنوبية في الجنوب ومن خلال تضحيات المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية، كان من ضمن هذه الخطوات الذهاب بالحكومة الشرعية إلى أستوكهولم لوقف هزائم الحوثي في الساحل الغربي، ومنها اعطائه الضوء الأخضر للسيطرة والتمدد في عملية استلام وتسليم من جبهة نهم صنعاء الجوف ومعظم مديريات مأرب ومحافظة البيضاء.

وتجدد الأمر في معركة تحرير شبوة والتقدم نحو مأرب، وكيف أوقف إخوان اليمن تقدم قوات العمالقة نحو مأرب بتحركاتهم المشبوهة في شبوة، فكانوا خنجرا طعن القوات الجنوبية من الخلف بالحملات التحريضية ضد القوات الجنوبية ودولة الإمارات الداعمة مالا وعتادا ولوجستيا للقوات الجنوبية، وللأسف الشديد واستطاع إخوان اليمن توظيف الحكومة الشرعية ضد القوات الجنوبية ودولة الإمارات، كان هدف إيقاف تقدم القوات الجنوبية لعدم السماح بخسارة الحوثي في الشمال.

ولو ضربنا مثالا حادثة قصف واقتحام معسكر العلم، قال الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، في تغريدة له على تويتر: "إن التخادم الإخواني الحوثي في شبوة أصبح وقائع وأكدته حادثة قصف واقتحام معسكر العلم، الذي يتواجد فيه أبناء شبوة، ومن ثم نهب المعسكر بدل أن يتم الحفاظ عليه وتعزيزه للدفاع عن عتق كون معسكر العلم موقعه مهما للغاية في الدفاع عن عتق"، مؤكدا أن الإخوان وبطريقتهم في نهب معسكر العلم يقولون للحوثي تفضل الطريق إلى عتق سالك".



التخادم الاقتصادي.

ما يبقي أي كائن طفيلي حيا هو ما يتغذى عليه، وبالنظر إلى مصادر التمويل الحوثي الاقتصادي داخليا يجد أن ما يجنيه من قطاع الاتصالات كافيا لدعم قواتها التي تسعى لاجتياح الجنوب مرة أخرى فصحيفة (اليمن) التابعة للحوثيين قد نشرت في 13 يناير 2020م تصريحا منسوبا لشركة (تيليمن) مفاده أن خسائر الشركة بسبب انقطاع كابل الألياف الضوئية البحري الدولي وصل إلى 10 مليار ريال في 4 أيام فقط، وهذه ‏الخسارة في 4 أيام، وبعملية حسابية يتبين أن كم الأرباح لـ 8 سنوات:
8 سنوات × 365 يوما = 2920 يوما.
2920 يوما ÷ 4أيام = 730
730 × 10 مليار = 7300000000000 (سبعه تريليون وثلاثمائة مليار ريال) إجمالي أرباح 8 سنوات من إيراد واحد (الإنترنت)، وهذه الأرقام المهولة كشفت لماذا شن إعلام الإخوان والحوثي حربا إعلامية شرسة بعد موافقة مجلس الوزراء مؤخرا على مشروع اتفاقية لإنشاء شركة اتصالات مشتركة بين المؤسسة العامة للاتصالات، وأخرى إماراتية، لتقديم خدمات الهاتف النقال والإنترنت في البلاد.

ونجد التخادم الحوثي الإخواني ما أطلقه برلمانيون إخوانيون من مخاطر الموافقة على مثل هذه الاتفاقيات دون الرجوع إلى مجلس النواب، يقول الخبير الاقتصادي د. محمد الكسادي: "قطاع الاتصالات البيئة الثانية للاقتصاد الوطني بعد قطاع النفط والغاز، وتحمل خدمة الاتصالات أمرين اقتصادي وآخر استخباراتي، وأول ما سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء سيطرت على الاتصالات حتى تستطيع التحكم في الإيرادات بما يساهم في استمرار مليشيا الحوثي في الحرب وانتصارها في الجبهات واستهداف القادة الجنوبية أمثال ابو اليمامة وسيف المحرمي وغيرهما من القيادات".

ومن أهم المخاطر لاحتكار الحوثيين لقطاع الاتصالات يقول الصحفي محمد القادري: "معروف ما يستفيده الحوثي في هذا الجانب من استخبارات وحصول على معلومات، ومراقبة للتحركات، والاستعانة لتحقيق الاختراقات والاغتيالات والحرب النفسية ودعم الإرهاب وتنفيذه واستغلاله لتبادل الخدمات مع المتخادمين معه".



التخادم الرياضي .

وصل التخادم الإخواني الحوثي إلى الرياضة فلسنوات ظل التخادم الحوثي الإخواني مقتصرا على الجانب السياسي والعسكري والاقتصادي لكن في الآونة الأخيرة بدأ التدخل رياضيا فوزير الشباب والرياضة الإخواني نائف البكري عين ناشطين وناشطات من تنظيم الاخوان في الوزارة، حين عزل البكري شابا جنوبيا وعين بدلا عنه ناشطة من مدينة تعز في منصب مدير مكتب الوزير، كما عين المصورة الخاصة بالقيادية الإخوانية توكل كرمان في منصب وكيل الوزارة دون أي خبرة سابقة لها سوى انها كانت توثق خطابات توكل كرمان في ساحة الجامعة بصنعاء ابان الانتفاضة ضد نظام علي عبدالله صالح، وعين الإخواني منير لمع، وكيلا للوزارة ومسؤول قطاع الشباب، والمهمة الملقاة على عاتقه أو التي كلف بها "انه أصبح مسؤولاً عن تجنيد الشباب لمصلحة التنظيم".

وزير الشباب والرياضة الإخواني نائف البكري أشاد بمليشيات إخوان اليمن وهي تجتاح محافظة أبين في العام 2020م، مشيدا في مقابلة مع قناة اليمن الرسمية، بما اسماها (انتصارات الجيش الوطني)، ولم يقف الامر هنا، بل تحمل عناء السفر من عدن إلى مأرب لتقديم ما زعم انها "بندقية المقاومة الجنوبية" لحاكم مأرب سلطان العرادة، قبل ان يظهر في قناة اليمن الرسمية متحدثا عن ميليشيات الجنوب التي قال انها تحاصر عدن وتمنع عن الناس (الدولة) التي زعم ان جميع أبناء عدن تواقون لها.