آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

كتابات


لمرة واحدة .. تحلو بالشجاعة والجرأة

لمرة واحدة  .. تحلو بالشجاعة والجرأة

الثلاثاء - 06 فبراير 2024 - 07:43 م بتوقيت عدن

- كتب/ أحمد سعيد كرامة:

الرئيس الراحل عفاش طيلة فترة حكمه كان يناور ويحاور وينتزع ما يمكن إنتزاعه من الرياض تحديدا ، ومالا يمكن إنتزاعه يجزئه إلى أجزاء حتى يصل الى الهدف الذي رسمه ( كان الدعم المالي من الرياض يصل بالمليارات جوا الى صنعاء ) ، الحروب الستة مع الحوثي رغم الفارق الكمي والنوعي بالعدد والعتاد بين جيش عفاش والحوثي ، إلا أنه كان في كل جولة أو مرحلة ينتزع الاموال الطائلة ولا أقول يأخذ أو يستجدي أو يشحت بطريقة مهينة ومذلة من الجارة الكبرى السعودية .

ويقول لها بالفم المليان هي حربكم وليست حربي ( جزء من تلك المبالغ تذهب الى خزينة الدولة ) ، وبالتالي من الطبيعي والواقعي والمنطقي أن تتحملوا نفقات تلك الحروب ، صبيان اليوم سقطوا عند أول إختبار ولا يوجد هناك جزء لخزينة الدولة ، حتى بات يعيش الشعب أسوأ مرحلة معيشية وخدماتية بتاريخه ، أنهم لا يولون شعبهم الأولوية التي يستحقها ، وبالتالي باتوا هدف أو فريسة سهلة بأقل النفقات والمخاسير عن سابقيهم .

للمرة المليون أقول للرياض وغيرها من القوى الإقليمية والدولية أصحاب اليد الطولى في اليمن الذي يمر بأضعف مراحله على الإطلاق ، أنكم تصنعون بؤرة صراع دموي كارثي بأفعالكم اللا مسؤولة وأنتم أول من سيعاني ويتألم ويكتوي بنارها ، هاهو الشمال يغلق باب المندب والبحر الأحمر الذي لم يغلقا على مر التأريخ البشري ، وجنوب اليمن بات مستعد ومهيء أكثر من أي وقت ومرحلة لأن يقول كلمته ويبرز قوته بعيدا عن قيادات الارتهان المذل والتبعية المفرطة .

أنهم يسيرون بالشعب والوطن الى حتفه ، بسبب التماهي المشكوك في سببه مع الرياض ، للتاريخ أقولها بأن الرياض لا رؤية لديها لإدارة الملف اليمني الشائك والخطير جدا على مستوى العالم وليس الإقليم فقط ، ولا إستراتيجية لديها لما بعد التسوية السياسية ، أن خلق الفوضى والاقتتال والأزمات المفتعلة في جنوب اليمن سيجعله فريسة سهلة لإيران وغيرها للخروج من دوامة الأزمات المفتعلة والمؤامرات والدسائس التي تحاك ليل ونهار لاسقاط جنوب اليمن بيد أدوات الرياض الرخيصة .

لا ألوم الرياض أو غيرها على العبث الواضح والفاضح في مصير ملايين من الشعب الجنوبي ، بقدر لومي على قيادات إنتهازية وصولية مناطقية وشللية مريضة ورخيصة ، كانت تستطيع تلك القيادات الهشة أن تستثمر شعبها ووطنها بصورة أخرى تحفظ به قليل من كرامة هذا الشعب النبيل الصادق والمقدام والمضحي بأغلى ما لديه ، لكنهم عبارة عن مزيج غريب ومتناقض جمعتهم المصالح المادية.

لن يقولو كلمة لا مطلقا من أجل الشعب والوطن ، سيقولوها إذا مست مصالحهم ومواقعهم فقط .