آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


قمة نيروبي تسحب السلطة المالية عن الشرعية

قمة نيروبي تسحب السلطة المالية عن الشرعية

الأحد - 21 أكتوبر 2018 - 06:54 م بتوقيت عدن

- متابعات

ينعقد في نيروبي عاصمة كينيا قمة بين الأطراف اليمنية تنظمها الأمم المتحدة عبر المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، القمة تهدف إلى تنظيم المؤسسات المالية وإلغاء الإزدواجية بين البنك المركزي صنعاء وبنك عدن، إضافة إلى جمع إيرادات اليمن شمالاً وجنوباً في وعاء واحد تحت إشراف المنظمات المالية الدولية وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أجل توزيع تلك الإيرادات على محافظات اليمن كموازنة تشغيلية لها وصرف مرتبات كافة موظفي الدولة.
وبحسب مراقبين فإن قمة نيروبي تسعى إلى سحب البساط على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، لصالح اللجان الدولية التي ستدير العملية الاقتصادية بعيداً عن تدخلات الحكومة، بصفتها وخلال أكثر من عامين على نقل البنك المركزي إلى عدن اتخذت سياسات تدميرية للاقتصاد سواءً بطباعة العملة المحلية دون غطاء نقدي أو بسبب الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة وأدى إلى هبوط العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها مسبباً أزمة كارثية كان أحد نتائجها اندلاع التظاهرات في أطثر مكن الجنوب تطالب بإسقاط حكومة بن دغر بعد أن تضاعفت أسعار السلع الأساسية.
في موازاة تلك التطورات فإن المجتمع الدولي يسعى إلى إشراك جماعة الحوثي ضمن تلك اللجان على اعتبار أن الإيرادات التي لازالت تحت تصرفهم وعلى رأسها إيرادات ميناء الحديدة والمقدرة بأكثر من 40 مليار يمني ، إضافة إلى الضرائب الأخرى، تُعد إيرادات هامة لرفد ميزانية الدولة التي ستخضع للإشراف الدولي.
ورغم أن القيادي في حركة الحوثيين حسين العزي اعتبر ذلك موقفاً دولياً مناهضاً لحكومة هادي، بحسب تغريدة له قائلاً إن �جهات دولية أبلغتنا بأن شرعية هادي باتت بالنسبة لها شكلية وأنها واقعا وعملياً ستحرص بشدة على عدم الدخول مع حكومته في أي تعاملات أوالتزامات عملية، مؤكدة بأنها باتت تدرك أن طرف هادي لم يعد، في ظل الظروف القائمة، يتمتع بوضعية قانونية سليمة ولا بأي تمثيل فعلي لمصالح الشعب اليمني� لكن محللين يرون أن تلك المساعي تأتي امتداداً لمساعي المبعوث الدولي الذي حرص على بناء الثقة بين الأطراف فيما يتعلق بالملف الإنساني والاقتصادي، قبل الولوج في الملف السياسي.
أياً تكن الأهداف لتلك التحركات، فإن حكومة هادي لم تعد المتحكم الوحيد بموارد البلد، وإخراجها من المشهد أصبح رغبة إقليمية ودولية والحديث عن حكومة مصغرة �تكنوقراط� غير مجدي ، بحسب مراقبين، في ظل التطورات الأخيرة التي ستتمخض عنها قمة نيروبي.