آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


ما الكارثة القادمة اذا غاردت #الامـارات من المشهد المحلي ؟

ما الكارثة القادمة اذا غاردت #الامـارات من المشهد المحلي ؟

الإثنين - 01 يوليه 2019 - 07:37 م بتوقيت عدن

-

‏البعض ممن يرفعون شعار مغادرة القوات الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن لا يدرك من يقف خلف هذه الدعوات التي يتبناها إخوان اليمن، لخدمة إيران وقطر وتركيا، وتجده يردد هذا الشعار دون وعي وادراك للمخاطر الكارثية ،فمعلوم أن القوات الإماراتية سجلت حضور قوي في انتصارات محافظات الجنوب ودحر مليشيات الحوثي الإيرانية، بل والتقدم إلى الساحل الغربي وتأمين اهم ممر مائي فيه ممثل بممر باب المندب، وكذلك لعبت دور ريادي في تطهير الجنوب من الجماعات الإرهابية، وبالتالي فإن لاحتمال مغادرة القوات الإماراتية مخاطر كارثية على الجنوب واليمن وأمن المنطقة العربية والملاحة الدولية عموماً.

ولكون القوات الإماراتية هي من أشرفت وقادت العمليات العسكرية خلال معارك تحرير الساحل الغربي ذات الموقع الاستراتيجي الهام، وكذلك حالياً تشرف وتقود عملية تأمينه وإدارة المناطق الواقعة ضمن إطاره، وعليه فإن مغادرة هذا القوات يعني التفريط بالساحل الغربي وخسارة أمن واستقرار أحد أهم الممرات المائية في العالم ممثل بممر باب المندب الذي يمر فيه أكثر من ثلثي نفط العالم، وبالتالي يتحول إلى ممر غير آمن ومرتع للتهريب والفوضى وتتعطل فيه الملاحة الدولية، وربما يعود لسيطرة إيران عبر مليشيات الحوثي.

وفي خسارة أخرى لا تقل أهمية عن خسارة باب المندب لا سمح الله في حال مغادرة القوات الإماراتية، فإنه وفي مجال محاربة الإرهاب الذي تشرف عليه القوات الإماراتية ولعبت فيه دور ريادي، ستتشتت القوات المدعومة من الإمارات وبالتالي تجد الجماعات الإرهابية فرصة سانحة لتعود إلى محافظات الجنوب، كونها وبعد تطهير الجنوب منها غادرت الي البيضاء ومأرب شمال اليمن، وبالتالي فإن مغادرة القوات الإماراتية تعني خسارة الانتصارات على الإرهاب وفتح الطريق لعودته من جديد إلى الجنوب ليمارس أبشع مما كان يمارسه قبل تطهير الجنوب من عصاباته وجماعاته المتطرفة، وهذا سيشكل تهديد على أمن واستقرار المنطقة برمتها وليس اليمن فقط.

الأمر الثالث من تلك المخاطر الكارثية، يتمثل في مليشيات الحوثي التي ستجد في مغادرة القوات الإماراتية تجميد الجبهات المشتعلة في الساحل الغربي والضالع ولحج وكل محافظات الجنوب، باعتبار الإمارات هي من تدعم القوات الجنوبية، وبالتالي حينها ستجد مليشيات الحوثي دون ضغط ومواجهة على الحدود الجنوبية مما يمكنها من تمكين تواجدها في الشمال وتعزيزه ، ومن ثم يفتح الطريق أمامها لإعادة التقدم باتجاه الساحل الغربي والجنوب، وربما تعيد توغلها لتحتله من جديد.

ولم يعد بخافي على أحد أن إخوان اليمن وذراعهم السياسي حزب الإصلاح هو من يتبنى ويسعى لان تغادر القوات الإماراتية، وفيه خدمة لمليشيات الحوثي وللتنظيمات الإرهابية التي يتأكد ارتباطها بالاخوان وأنهم يحملوا اجندات مشتركة تصب في خدمة إيران وقطر وتركيا، واستهداف الجنوب والتحالف العربي والمنطقة العربية برمتها ، ولعل المتمعن في تلك المخاطر يلاحظ الأجندات المشبوهة التي تحملها دعوات مغادرة القوات الإماراتية، على أمن واستقرار المنطقة العربية ويهدد الملاحة الدولية ، ومما لا شك فيه أنه سيقف ضد هذه الدعوات والمساعي الإخوانية.