اخبار عدن

الأحد - 15 سبتمبر 2019 - الساعة 05:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص

في العاصمة عدن لا يمضي وقت طويل على انفراج ازمة الغاز التي يعانى منها المواطنين منذ سنين طويلة حتى تعود الى الواجهة من جديد، ولكن اقوى في ظل اعتراف حكومة الشرعية مسبقا بوجود نقص في مادة الغاز وعجز عن توفيرها لمواطني المدينة.


فامام كل مركز توزيع للغاز تجد ارتالا من نساء ورجال وفتية من مواطني مدينة عدن وقد تجمعوا وسط صراخ وتزاحم وفوضى، تصطف امامهم اسطوانات الغاز لتشكل رتلاً آخر موازياً لهم.

وفي ظل هذا الازدحام الكثيف والانتظار تحت اشعة الشمس المرتفعة للحصول على اسطوانة الغاز، تنتعش السوق السوداء وعمل ما يسمون بـ"تجار الازمات".

فقد يأتي احدهم ليقول بصوت خفيض، هل تشتري اسطوانة غاز؟ وتسأله بكم ؟ فيقول بـ 8 الف ريال للاسطوانة الواحدة، واحيانا تباع بـ اكثر من ذلك.


ولم يستطيع وكلاء الغاز ان يلبو حاجة المواطنين من الغاز ، حيث يطر المواطنون حجز الاسطوانات لدئ الوكلاء في الاحياء لأسابيع طويلة بل ان البعض لا يصل الى الوكيل الا وقد نفذت الكمية التي استلمها الوكيل من محطة الغاز في نفس اليوم ، ناهيك عن بعض الاسر التي لا يتوفر لديها اسطوانه احتياطية ليظل المواطن يجوب بين محلات الغاز الذين لا يخافون الله في معاملاتهم ، فهناك زبائن يخصص لهم اكثر من اسطوانه وهناك من يرد حافي القدمين ليلجأ إلى المحطات الخاصة التي تستنزف اموال الناس وتبيع الغاز باسعار كبيرة جدآ

-هل ازمة الغاز قرار سياسي من حكومة الشرعية ؟

ويعيل سالم الدبعي أسرة من 15 فردًا، بينهم الأطفال والرضع والذي اشتكى لصحيفة "تحديث تايم" والانزعاج في ملامحه قائلا: : نعاني من نقص غاز الطهي كل عام وتتكرر الازمة في ظل تعنت حكومة الشرعية باللعب بمصالح المواطنين وتعذيبهم.

ويوضح الدبعي أن عائلته تلجأ لطهي الطعام على الحطب، الذي يكلفهم عناء وجهدًا كبيرًا في هذه الأجواء الصعبة.

ويبدي الدبعي انزعاجه من حرمانهم من غاز الطهي، مبديًا استيائه من تكرار تلك الأزمة.

وتسائل قائلًا: هل حرماننا من الغاز بقرار سياسي من حكومة الشرعية ؟

مضيفا:ما الذنب الذي اقترفناه ليمنع عنا الغاز؟.

من جهته، يشتكي المواطن جمال فهمي من سكان المنصورة من تكرار تلك الأزمة التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة، مشيرًا إلى أن حلم كل إنسان هو توفير أنبوبة غاز لبيته.

ويصف الحصول على أنبوبة غاز معبأة في هذه الأوقات، كالهدية التي تهدى للأم في يوم عيدها.




-استغلال السوق السوداء!

وتقول ام احمد ل"تحديث تايم "اتيت من منطقة دار سعد الى منذ الساعة السادسة صباحا وسلمت الاسطوانة الفارغة ودفعت ثمن اخرى جديدة واستلمت ايصالا" .

وتابعت السيدة المسنة "انا لا استطيع ان ازج بنفسي بين هذه الجموع، وانتظر مع جيراني لنحصل على حاجتنا ونغادر معا".

وتقول ام سمير وهي من سكان مديرية الشيخ عثمان "منذ اكثر من اسبوع آتي الى هذا المركز من اجل الحصول على اسطوانة غاز ولم أنجح حتى الان"،

مضيفة "ليس بمقدوري شراء اسطوانة الغاز من السوق السوداء

وتؤكد انها "تطهو الطعام على سخانة تعمل على الكهرباء"، وطالبت الجهات المعنية في عدن بضرورة تأمين هذه المادة الضرورية للمواطنين.

-سبب فاقم في تفشي الازمة

وكان وكلاء محافظة عدن لبيع الغاز المنزلي قد كشفوا عن ازمة خانقة في مادة الغاز المنزلي ستشهدها مدينة عدن خلال الايام القادمة.

وأكد مصدر في  إدارة شركة الغاز اليمنية بمحافظة عدن ايقاف محطتين تابعتين للشركة  بتاريخ 9 أغسطس برغم ان ألغاز متوفر في هذي المحاطين  بنسبة 9 مقطورات لكل محطه موضحين ان المحطتان التي تم إيقافها هما محطة العريش و الحرة.

وحذر الوكلاء من تفشي أزمة الغاز خلال الايام القادمة مطالبين بتفسير واضح من إدارة شركة الغاز اليمنية بمحافظة عدن عن سبب إغلاق المحاط المذكورة.


ويقول الحاج حمدي سالم ل"تحديث تايم" إن "هذه الازمة جعلتنا نستخدم ادوات عفا عليها الزمن، واصبحت من التراث".


ويقول أبو سعيد وهو صاحب محل لبيع المعجنات، بحسرة وهو ينظر الى محله الخاوي الا من عامل وحيد بعدما اضطر لتسريح عاملين اخرين "ما ان نخرج من ازمة حتى ندخل في اخرى فقد اضطررت لشراء اسطوانة الغاز ب مبالغ باهضة من السوق السوداء".

ويتابع ان "ما يبعث على الحيرة هو توافر المادة بسعر مرتفع" رغم ان المسؤولين يقولون ان التوزيع يتم لعقال الحارات والمحلات باعداد محدودة ، ويتساءل "من اين تتسرب الاسطوانات الى مستودعات السماسرة؟".

ودعا "الجهات المعنية تزويد المحلات بحاجتها فشراء الاسطوانة من السوق السوداء يعني ان نرفع سعر انتاجنا، وهنا سنتعرض للعقوبات التموينية وربما لاغلاق المحل".

ومازال المواطن فهمي احمد وهو اب لطفلين من منطقة "القاهرة" التابعة لمديرية المنصورة يتردد على مركز المزة منذ نحو اسبوع للحصول على اسطوانة غاز.

وقال لـ"تحديث تايم" "اتيت اليوم من الساعة الرابعة فجراً، وجاءت السيارة الى هذا المركز وذهبت معظم حمولتها للجهات الحكومية، ونحن مازلنا ننتظر الفرج".