اخبار وتقارير

السبت - 12 أكتوبر 2019 - الساعة 05:02 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

طيلة الاسابيع الفائتة ظلت الحكومة الشرعية تكابر في غيها بعدم الاعتراف بحوار جدة عبر لسانة المطرود احمد الميسري وزير الداخلية في حكومة معين، طيلة هذه الايام تخوض قيادة المجلس الانتقالي مفاوضات مع الجانب السعودي ومع الشرعية بصفة غير مباشرة الا إنها اعترفت الشرعية للمرة الاولى بحوار مع المجلس الانتقالي وهي رافعة الشارة البيضاء في مدينة جدة السعودية، وذلك على لسان وزير خارجيتها محمد الحضرمي.

اعتراف رسمي بالحوار

قال الحضرمي "ان الحكومة حريصة على إنجاح حوار جدة المرتكز على الثوابت الوطنية ومنها، الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية، وعودة الدولة بجميع مؤسساتها إلى عدن، بما في ذلك مجلس النواب".

وكشف الحضرمي عن "عرض الحكومة للمجلس الانتقالي بدمج جميع تشكيلاته العسكرية في إطار وزارتي الداخلية والدفاع".

امتحان عسير

ولم يكن الوصول إلى طرح ملف القضية الجنوبية على مائدة حوار برعاية اقليمية وتأييد دولي حاسم بسبب الصدفة او دعوة الوالدين بل بسبب دماء الشهداء والجرحى وعزيمة شعب في الجنوب الذي لم يتوانَ في تقديم التضحية مع قيادة حكيمة عرفت كيف توجه دفة هذا النضال الى برّه الامين. ولم يكن سهلا أمام شرعية فاسدة ان تعترف يوما بمن يفضحها ويسحب البساط من تحتها ويظهر عجزها ولصوصيتها أمام العالم .

ونجد ان حوار جدة الذي ترعاه دول التحالف العربي يؤيده المجتمع الدولي بكل قوة ، بمثابة امتحان عسير يخوضه الطرفان: الانتقالي وحكومة الشرعية ونجد فيه ان الانتقالي يمتلك النفس الطويل وفي يديه اوراق الحسم أمام حكومة لا تعرف ما تريد وتماطل في مواقفها لأنها تدرك فضيحتها سواء وافقت أو رفضت على أية شروط . 

في المقابل الجنوب يعاني الآن أكثر مما سبق، لأن الحكومة استغلت مسؤوليتها في سبيل إخضاع الجنوبيين لشروط فسادها وتمارس أبشع أنواع التعذيب من خلال حرمان الجنوبيين من مقومات العيش في أبسط صوره.

تسريبات مفبركة

يقول الباحث السياسي حسين لقور بن عيدان أن الاتفاق الوشيك بين الانتقالي وحكومة الشرعية اليمنية في جدة "يقضي بتولي التحالف الإشراف على إدارة الجنوب".

واتهم بن لقور الشرعية اليمنية بأنها تعمل على نشر تسريبات ومعلومات مفبركة عن حوار جدة، معتبرا هذا الفعل اعترافا من الشرعية بخوضها الحوار على خلاف تصريحات مسؤوليها التي تنفي أي مشاركة بحوار مع الانتقالي الجنوبي.

وقال في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "انقضى وقت طويل حتى أقرت حكومة المنفى اليمنية بالمفاوضات القائمة بينها وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، الآن أوعزت إلى أتباعها بنشر معلومات مفبركة عن ذلك الحوار".

من جانبه قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي سالم ثابت العولقي "ضخ إعلام الإخوان عن توقف حوار جدة ووصوله إلى طريق مسدود زاد بصورة ملفتة".

وقال في تصريح صحفي إن "كل ما يُنشر من قِبل وسائل إعلام ونشطاء مقربين من شرعية الإخوان حول حوار جدة لا صحة له ويأتي في سياق الدعايات الإعلامية".

وأضاف القيادي بالانتقالي الجنوبي أن "الحوار مستمر والنقاشات مستمرة حول مسودة الاتفاق بإشراف اللجنة المشتركة للتحالف العربي".

واختتم "الجديد فقط أن من أنكر الحوار بالأمس يقر به اليوم وسيقر لاحقا بأشياء أخرى".

المحلل السياسي والكاتب الصحفي هاني سالم مسهور قال إن "السعودية توشك على إنجاز اتفاق تاريخي سياسي وعسكري وأمني سيؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل اليمن جنوبه وشماله".

وأضاف في تغريدة بتويتر أن المطلوب أمام هذه المستجدات هو "أن تستفيد الأطراف من الفرصة لتحقيق أقصى درجات الاستقرار لمصلحة الجميع محلياً وإقليمياً"، داعيا إلى تفويت الفرص على من وصفهم بـ "المغرضين الذين يريدون جر المنطقة لمزيد من الصراعات والتناحر".

مراوغة الشرعية

ويستمر تواجد وفد المجلس الانتقالي الجنوبي في جدة تلبية لدعوة المملكة العربية السعودية للحوار مع الحكومة الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين.

و تواضح الأمر الى ان شرعية هادي لاتزال تماطل في وعودها بالرغم على إقرارها الحوار مع الانتقالي، ولكنها تختلق المزيد من التعقيد عبر حشد الياتها العسكرية ومحاولة افشال الحوار باي طريقة وهي تعرف انه ليس بصالحها .

الالعيب الإخوانية تهدف في المقام الأول إلى محاولة إفشال حوار جدة، إدراكًا من هذا الفصيل الإرهابي بأنَّ الحالة السياسية المقبلة لن تكون كما سبقها، وأنّ حزب الإصلاح بات أقرب ما يكون من أن يتم استئصال نفوذه من معسكر الشرعية بشكل كامل، بعدما ارتكب الكثير من الخطايا وتعاون مع المليشيات الحوثية في خيانة كبّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.

فشل حكومي

وأصبحت الأمور واضحة العيان بشكل كبير أمام كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التحالف العربي، عن التردي الحاد في حكومة الشرعية، بعد خمس سنوات من سيطرة حزب الإصلاح الإخواني عليها، حيث فشلت في كافة القطاعات سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، وتحديدًا عسكريًّا بعدما تحالف المليشيات الإخوانية مع نظيرتها الحوثية سرًا وعلنًا.

في المقابل، فإنّ المجلس الانتقالي يتمتع بحنكة سياسية تمثّلت في حرصه من اللحظة الأولى على المشاركة في حوار جدة، تقديرًا للمملكة العربية السعودية التي دعت لعقد الاجتماعات، بالإضافة إلى حرصه على التهدئة وعدم التصعيد العسكري، على الرغم من أنّ القوات الجنوبية تتولى مهمة الدفاع عن أمن شعبها وأرضها.

التحالف العربي و امام العالم يريد ان يخرج بحلول جذرية لمواصلة محاربة مليشيات الحوثي المهيمنة على المناطق الشمالية، وإعادة استقرار المشهد بالجنوب بعد محاولة الاخوان في تحويل الجنوب الى إماراه إخوانية بدعم قطري وتركي، ولكن قوات الانتقالي انقذت المشهد بالوقت المناسب بعد ان استبعدت تلك الجماعات من عدن وأبين.

الامل لتوحيد الجهود ضد الحوثي وايران

وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أن حوار جدة الذي ترعاه المملكة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي هو الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة. وقال ابن بريك في تغريدة على حسابه بـ�تويتر� يوم (الثلاثاء) الماضي: إن الثقة في التحالف العربي بقيادة السعودية لا حدود لها، مضيفا: �سننتصر بإذن الله رغما عن كل المؤامرات والدسائس التي تريد إفشال التحالف وإنجاح المشروع الإيراني�.

وشدد على أن �حوار جدة الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على ما تبقى من مشروع إيران في منطقتنا، والمجلس الانتقالي لم يحد أبدا عن هذا الهدف ولن يحيد عنه�.

وأستقبل الرئيس القائد الزُبيدي، في مقر إقامته في مدينة جده ، سعادة السفير الفرنسي لدى اليمن، السيد 《كريستيان تيستو》وجرى خلال اللقاء تناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف الأمني والسياسي في الجنوب، بالإضافة الى مناقشة تطورات حوار جدة الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.

الالتزام بالوعود

وحول مايشاع عن اتفاقات لبنود عسكرية وأمنية ونقل القوات الى الجبهات لمواجة مليشيات الحوثي ووجود التحالف العربي كطرف محايد للتطبيق يعد أول خطوات النجاح، شريطة وجود عناصر من الشرعية ساعيين إلى مواجهة الحوثي بالفعل، إذ أن الإيهام بمواجهة العناصر الإيرانية لن يكون مسموحاً به في الفترة المقبلة، واستمرار الوضع الحالي على ما هو عليه سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس على الجنوب فقط ولكن على محافظات الشمال أيضا.

الرهان في الفترة المقبلة ليس على التحالف العربي ولا المجلس الانتقالي الذي تعامل بمسؤولية مع الأوضاع التي تسببت فيها مليشيات الإخوان في الجنوب، ولكن التعويل الأكبر على مدى التزام الشرعية بما سيجري التوصل إليه، وضمان عدم مراوغتها من جديد في ظل وجود أذرع تابعة لها تتفاوض بشكل سري مع مليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.

وبالمقابل، هناك معركة حقيقية تنتظر الجنوبيين قيادة وشعب هي البناء واعادة الجنوب لروحه وثقافته ووعيه وتنميته، وستبدأ هذه المعركة بعد ان يستعيد الجنوب قراره السياسي والاداري والاقتصادي بعد ان تحرر جغرافياً قبل خمس سنوات ولكن بقي محتلاً سياسياً وادارياْ واقتصادياً.