تحليلات سياسية

الثلاثاء - 09 فبراير 2021 - الساعة 05:02 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / صالح لزرق:

اوضحت الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللوا عيدروس الزبيدي رئيس المجلس، إلى روسيا ملامح المشهد السياسي القادم في اليمن في ظل التحولات السياسية الدولية في المنطقة.

تحركات المجلس الانتقالي جاءت بعد إعلان حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال بموجب اتفاق الرياض الذي تم توقيعه في العاصمة السعودية بين المجلس والشرعية وأصبح من خلاله طرفا شرعيا.

اختيار المجلس الانتقالي روسيا رحلته الأولى خارجيا خطوة صحيحة للدبلوماسية الجنوبية لما تلعبه روسيا من دور كبير في المنطقة حيث تعتبر لاعب رئيسي في الشرق الأوسط وقريب من جميع أطراف الصراع في المنطقة، لذلك يبقى كسب الصوت الروسي كفيل للانتصار لمشروعك السياسي، كما أن لها دور كبير في بناء دولة اليمن الديمقراطية الشعبية في السبعينات وكانت ابرز الحلفاء للجنوب حينها.


واجمع مراقبون سياسيون على أن الزيارة الى موسكو ستثمل نقلة كبيرة للانتقالي سياسيا، وانفتاح مهم على الأطراف المؤثرة في هذه المرحلة الحساسة، في ظل الإصرار الأمريكي والبريطاني على الحل السلمي الشامل للأزمة في اليمن، وهو ما اكده الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي ان ادراته ستعمل على الحل السياسي، ورغم محاولة أطراف الشرعية والمبعوث الأممي مارتن جريفيث استبعاد الجنوب من مفاوضات الحل النهائي، ولكن سيكون الأمر مختلفا بعد لقاءات الانتقالي بالروس.


وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان ناطقه الرسمي علي الكثيري إن المباحثات في روسيا، كانت بناءة ومثمرة، حيث تطابقت المواقف والرؤى تجاه ضرورة الدفع بعملية سلام شاملة تستوعب كافة القضايا والأطراف، وفي صدارتها قضية شعب الجنوب، بما يحقق تطلعات وأهداف الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف المتحدث في تصريح صحفي وفد الانتقالي برئاسة الزبيدي، أجرى سلسلة لقاءات ناجحة ومثمرة مع مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلسي الاتحاد والدوما، كما التقى بنخبة من العلماء والباحثين المهتمين في الشأن الجنوبي، موضحا أن هذه الزيارة قد شكلت تطوراً نوعياً في علاقة المجلس الانتقالي مع الأصدقاء في روسيا الاتحادية.


يشهد الملف اليمني تدخلات دولية واقليمية بسبب موقعه الجغرافي ويعد محل اطماع للدول الكبرى خصوصا المناطق الجنوبية وشريطها الساحلي ومضيق باب المندب الذي يعد موقعا استراتيجيا وممر دولي تجاري.


تركيا الخطر الحقيقي على الجنوب..!

وتطمع تركيا في المحافظات الجنوبية حيث تلعب دور محوري في إرباك التحالف العربي الذي يخوض معركة ضد التمدد الإيراني عبر مليشيات الحوثيين الخطر الحقيقي على المنطقة حيث يدعم الأتراك حزب الإصلاح الإخواني المهيمن على قرار الشرعية السياسي والعسكري، واضعفوها عسكريا في جبهات الشمال لصالح الحوثيين الذي يتمدد هناك بشكل سريع.

ويتواجد الإخوان المسلمين بدعم تركي في شبوة وأجزاء من أبين ووادي حضرموت ووسع الإصلاح انتشاره في تعز وعلى حدود محافظة لحج مؤخرا بشكل اوسع، لحصار الجنوب بعد تسليمه لجبهات الشمال للحوثي وهو مؤشر واضح يكشف نواياهم ويفضح مخططات تركيا العدوانية في الملف الجنوبي.

‏ويرى مراقبون ان المخطط التركي الإيراني في اليمن تحرك بشكل خطير حيث قام الحوثي بالهجوم على آخر معاقل الشرعية في مأرب، وفي الجهة الأخرى يحشد "الإخوان" نحو مناطق الصبيحة بلحج ليكون الشمال إيراني فارسي، والجنوب تركي قطري وموطن بديلا لحزب الإصلاح الأخواني وجماعاتهم الإرهابية، ويصبح اليمن شماله وجنوبه منطلق للهجمات الارهابية ضد البلدان المجاورة.

وعلى ما يبدو أن المخطط في الشمال نجح ولم يبقى الا القليل ليصبح الشمال بالكامل بيد إيران، وبمباركة دولية واقليمية، ويبقى المخطط التركي جنوبا يواجه امامه المجلس الانتقالي الجنوبي، القوة السياسية والعسكرية الفاعلة التي تحطمت أمامها كل المؤامرات التي استهدفت الجنوب.


الدب الروسي ودوره القادم في الجنوب

ويدعم المجتمع الدولي وعلى رأسه إدارة بايدن ايقاف الحرب في اليمن والدخول في تسوية سياسية تشمل جميع الأطراف وتعيين بايدن مبعوثاً جديدا خاص به إلى اليمن يؤكد إصرار إدارته على الحل السياسي، على الرغم من محاولة المبعوث الأممي غريفيث عدم اشراك الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في المفاوضات النهائية، وهو ما أكده رئيس المجلس الانتقالي في آخر لقاء تلفزيوني انه لم يستلم وثيقة "الحل المسترك"من جريفيث، لكن الزبيدي اكد ان اي تجاوز للقضية الجنوبية والمجلس في الحل النهائي لن يؤسس لنجاح في المنطقة بل يدخل المنطقة في معترك سياسي خطير حسب قوله.

ويرى الصحفي البارز خالد سلمان، إن الحل لو اليمن ياتي ضمن تور متكامل لكل حروب المنطقة، حيث ستلعب موسكو بجسورها المفتوحة مع كل الأطراف ،دوراً كممر لتفاوض خليجي إيراني قابل للتحقق.

ويتوقع مراقبون دور كبير ستلعبه روسيا في الجنوب لصالح الانتقالي الحنوبي فهي من أوقفت قرارات دولية كانت ستصدر ضد الانتقالي تضعه كقوة متمردة وانقلابية على الحكومة الشرعية في الجنوب، ويضا قرارات بريطانية بشأن اليمن في مجلس الأمن،

ستعمل روسيا على تجفيف منابع الأرهاب في الجنوب المدعوم من تركيا وقطر عبر قوات المجلس الانتقالي، الذي تملك خبرة في مكافحةالعناصر الإرهابية وعملت سابقا في تطهير المحافظات الجنوبية من التنظيمات الإرهابية التي كانت بؤرة لتلك للإرهاب،
وستكون اكبر المتضررين من الاستراتيجية الجديدة للروس في الملف الجنوبي.

ختاما زيارة الانتقالي الجنوبي إلى روسيا هدفها ضرب عصفورين بحجر واحد الأول إعادة العلاقة مع الروس أصدقاء الإيرانيين لوضع حدا الهجمات الحوثية واساء السلام بين الطرفين وأيضا تحالف الانتقالي مع الروس ضد الأتراك العدو اللدود للروس في الشرق الأوسط .