تحليلات سياسية

السبت - 20 فبراير 2021 - الساعة 10:41 م بتوقيت اليمن ،،،

(تحديث نت ) صالح لزرق

أعاد المجلس الانتقالي بالقضية الجنوبية إلى تصدر المشهد السياسي في المحافل الدولية من خلال توقيع اتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الذي جاء برعاية المملكة العربية السعودية وباعتراف من الدول الخمس الكبرى.

وأجاد المجلس الانتقالي الجنوبي اللعب سياسيا ودبلوماسيا امام القوى اليمنية البارزة وتفوق عليها، وأصبح الطرف الاقوى على الأرض من بين الأطراف المتصارعة في الملف اليمني، سواءً على الجانب السياسي او العسكري.

توقيع اتفاق الرياض... كيف استفاد المجلس ؟!

من المتوقع ان ينقل اتفاق الرياض بالقضية الجنوبية إلى مراكز متقدمه حيث سيعمل المجلس الانتقالي من داخل الشرعية كونه طرفا شرعيا بعد مشاركته في الحكومة الجديدة المناصفة بين الجنوب والشمال، لصالح مشروعه الذي وجد لأجله وهو استقلال دولة الجنوب كما كانت قبل عام 90م.

يقول اتفاق الرياض ان المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون الطرف الممثل للجنوب، وقضيته في مشاورات الحل النهائي للأزمة اليمنية، التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى إنهاء الحرب في اليمن، ودعم جهود السلام في اليمن بحسب تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن.

وأكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري ان المجلس يقف اليوم في نقطة لم تصلها القضية الجنوبية من قبل ، وهي نقطة التوجه لوضع هذه القضية على طاولة أي مفاوضات وأي مشاورات قادمة في إطار التوجه نحو السلام في الجنوب واليمن، موضحا ان اتفاق الرياض وفر للمجلس الإنتقالي الجنوبي أن يكون جزءًا من وفد سيتم تشكيله في هذه المفاوضات ممثلًا عن القضية الجنوبية وحق شعبنا في تقرير مصيره.

وأوضح الكثيري في تصريح صحفي أن هذه الأمور هي تطورات مهمة جدا حدثت وجاءت نتيجة إتفاق الرياض، وأصبح المجلس بكل هيئاته وقواته الجنوبية أصبحت شرعية ومشروعة بفضل هذا الإتفاق،

وأكد الكثيري ان لقاءات وفد الانتقالي مع الهيئات الدبلوماسية ومع المنظمات الدولية كان هناك توافق على أن الجنوب ينبغي أن يمثل وأن يكون له مشاركة فاعلة في أي تسوية قادمة بحيث ينال حقه في تقرير مصيره حد قوله.


كما قالت الخبيرة ألالمانية ماري كريستين هاينز وهي متخصصة في الشأن اليمني ان عدم نجاح تشكيل وفد مفاوضات مشترك بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية سيؤدي إلى تقسيم فعلي لليمن إلى دوليتن شمالية وجنوبية.


فشل الحسم العسكري شمالا يضع خيار انفصال الجنوب ممكن


ورغم تعقيدات المشهد اليمني بالنسبة للتحالف العربي الذي تدخل في اليمن لاعادة الشرعية المعترف بها دوليا ودحر الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا، الا أن نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيا،وانتصاراته عسكريا على مختلف الجبهات الجنوبية، وضعته أمام الأمر الواقع وهو دعم الجنوب والاعتراف بقضيته،

ويرى مراقبون ان الدعم العسكري من قبل التحالف العربي للمجلس الانتقالي بحد ذاته اعتراف بحق الجنوب خصوصا وان الشمال في طريقة إلى الحوثيين أدوات إيران في اليمن لذلك، لن يترك التحالف العربي الجنوب لإيران او للمحور التركي القطري،
واعتبر مراقبون ان فرض اتفاق الرياض على الشرعية والضغط السعودي على الشرعية للاعتراف بالانتقالي، تأكيد بأن الانتقالي سيكون حليف استراتيجي في المراحل القادمة ولاعب اساسي في المنطقة.

اقتراب الحوثي من إسقاط مأرب آخر معاقل سلطة الشرعية والاخوان المسلمين يضع التحالف العربي، وحيد وهو تحصين الجنوب من التمدد الإيراني والقطري التركي، وهو مشروع مناهض للتحالف العربي ولمشروعه، لذلك سيكون التحالف العربي إلى جانب الانتقالي لصد المشروع التركي، كما أن روسيا الذي زارها وفد المجلس الانتقالي مؤخرا ستكون حاضرة، كداعم للمجلس الانتقالي ضد التمدد التركي القطري.

وقال الصحفي الجنوبي محمد سعيد باحداد ان ‏الأحداث تؤكد بان الأيام القادمة ستثبت أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي هو المتحكم بكل الخيوط بما فيها السياسية والعسكرية وبما يوحد أبناء الجنوب نحو إستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.
واضاف باحداد هناك :"مزيداً من النجاحات والتطورات التي تتوافق مع هدفنا المنشود انتظروها.

وبات العالم يتعامل مع سلطة الأمر الواقع في اي بلدان العالم حيث أن الانتقالي اثبت للعالم بأنه سلطة أمر واقع وحليف استراتيجي للمجتمع الغربي والإقليمي والدولي، وقادر على تأمين الملاحة الدولية.

كيف كسب الانتقالي المجتمع الدولي والإقليمي؟

تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من دحر مليشيات الحوثي المدعومة من إيران سرطان الشرق الأوسط حيث تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من دحرها من الجنوب ومن الساحل الغربي بدعم وإسناد من التحالف العربي ، كما أن المجلس الانتقالي لعب دورا بارزا في مكافحة الإرهاب وتمكن من تطهير المحافظات الجنوبية من العناصر الإرهابية التي كانت تتحرك بشكل كثير فيها بتسهيل من قوى يمنية تسيطر على شرعية الرئيس هادي .

وأشادت صحف دولية وعربية بالدور الذي لعبته الأحزمة الأمنية والنخب الحضرمية والشبوانية في مكافحة الأرهاب، وآخرها تقرير الخبراء الدوليين المستقلين التابعين للأمم المتحدة، الذين اكدوا ان قوات الانتقالي هي من جففت منابع الإرهاب في الجنوب وانها هي القوات الوحيدة التي تتعرض لهجمات إرهابية على عكس قوات الإخوان التي تضم عناصر إرهابية في معسكراتها بمأرب وشبوة ووادي حضرموت وتعز.

ماهو الخطر الذي يواجه الانتقالي؟

وتقوم مليشيات الإصلاح تحشيد عسكري منذ سيطرتها على محافظة شبوة في أغسطس 2019م، بعد انسحاب النخبة الشبوانية من المحافظة،
وأنشأت معسكرات تدريبية في شبوة بدعم تركي قطري بهدف السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل اليمنية، كما شكلت ألوية عسكرية في تعز وعلى حدود محافظة لحج الجنوبية، لحصار عدن واسقاط جبهة الساحل الغربي خدة للأجندة التركية القطرية.

يملك الانتقالي اكثر من مئة الف مقاتل يستطيع تأمين كامل تراب الجنوب وابعاد الخطر الإخواني، كما أن اتفاق الرياض يلزم مليشيات الاخوان الانسحاب من الجنوب والتوجه لقتال الحوثي ولكن المليشيات تنصلت من الاتفاقات كما فعلت سابقا حيث تحاول توسع نفوذها في محور تعز وطور الباحة مؤخرا وانشأت معسكرات لاسقاط مناطق الصبيحة.
ويؤكد الانتقالي ان تلك التحركات تحت الرصد، وقواته ثابته وجاهزة لأي خطر قد يستهدف الجنوب.

وقال المتحدث العسكري باسم المنطقة العسكرية الرابعة النقيب محمد النقيب في منشور له على "الفيسبوك"‏:"كلنا في الواجهة ولا احد خارج المواجهة، وكلنا نعيش حياة الشهداء في ميادين وجبهات الاشتباك مع عدو مصيرنا وهويتنا وديننا وارضنا وقدرنا ووجودنا وكبريائنا، مشيرا إلى" إنها حرب تحرير وخلاص،لها تضحياتها وابطالها ورجالها ولها جبروتهم ومفاجآتهم،
وختم منشوره :" صمودنا صلب في ضالع الصمود وثباتنا اشم في الصبيحة النشاما".

الانتقالي: المرحلة ملائمة جدا لأن يدعم الجنوب لتقرير مصيره


واعتبر نائب رئيس دائرة الإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي أن المرحلة ملائمة جدا لأن يقف المجتمع الدولي موقفا داعما لحق الجنوبيين في استعادة دولتهم، وإعلان إنهاء الوحدة اليمنية التي قامت في مايو/ أيار 1990، بعد أن انتهت على الواقع، وأن تستعيد الدولتان السابقتان وضعهما القانوني، ويقيما علاقة طيبة تقوم على حسن الجوار والتعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من أجل تحقيق السلام، والانطلاق نحو البناء والتنمية، والاستفادة من الثروات والموارد الهائلة الموجودة في جغرافية البلدين".


كما طمأن القيادي الجنوبي الشركات والدول الكبرى، بأن مصالحها في الجنوب بعد الاستقلال ستكون محفوظة ومحمية بالقانون وبعيدة عن كل أشكال الابتزاز والفساد التي كانت وما زالت قائمة حتى اللحظة، وأن الاتفاقات التي وقعتها هذه الشركات ستظل سارية طالما هي في إطارها القانوني السليم ومع مؤسسات الدولة".