تحليلات سياسية

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2023 - الساعة 10:24 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

بقلم/حافظ الشجيفي

تعتبر قضية استقلال دولة الجنوب العربي وحقها في تقرير المصير قضية معقدة ومثيرة للجدل وتشكل مصدر ازعاج  للمجتمع الدولي كما يبدو.  وبينما يدعو المجلس الانتقالي الجنوبي إلى استقلال الجنوب، مستشهدا بالمظالم التاريخية والتهميش السياسي كأساس لمطالبه، فقد التزم المجتمع الدولي بالصمت إلى حد كبير بشأن هذه القضية، مما يثير تساؤلات حول الالتزام بالعدالة وتقرير المصير لجميع الشعوب.

 إن قضية الجنوب العربي ليست جديدة، فهي تسبق الصراع الحالي في اليمن مع المتمردين الحوثيين بسنوات طويلة.  حيث عانى شعب الجنوب منذ فترة طويلة من التهميش والحرمان وقدم تضحيات كبيرة في سبيل الاستقلال، وقضيتهم متجذرة بعمق في المظالم  التاريخية.  إن حق تقرير المصير منصوص عليه في القانون الدولي ومختلف المواثيق، ولشعب الجنوب حق مشروع في ذلك.  إلا أن عدم اهتمام المجتمع الدولي بهذه القضية يثير المخاوف بشأن مدى التزامه بالتمسك بهذه المبادئ.

 إن صمت المجتمع الدولي تجاه قضية الجنوب العربي أمر مثير للقلق بشكل خاص نظراً للتضحيات الكبيرة التي قدمها شعب الجنوب في سعيه إلى الاستقلال.  لقد تبنى المجلس الانتقالي الجنوبي هذه القضية، وواجه أعضاؤه تحديات ومخاطر هائلة في سعيهم من أجل تقرير المصير.  ورغم ذلك، فشل المجتمع الدولي في الاعتراف بجهودهم ودعم قضيتهم، مما أدى إلى مشاعر الإهمال والامتعاض بين أبناء الجنوب.

 أحد التفسيرات المحتملة لعدم انخراط المجتمع الدولي في قضية الجنوب العربي هو أنه ربما يحاول التقليل من أهميتها من أجل تجنب المزيد من زعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل.  ومن خلال تجاهل المظالم المشروعة لشعب الجنوب، ربما يحاول المجتمع الدولي الحفاظ على توازن دقيق في اليمن ومنع المزيد من التشرذم والصراع.  ومع ذلك، فإن هذا النهج يتعارض تماما مع مبادئ العدالة وتقرير المصير التي تعتبر أساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

 والاحتمال الآخر هو أن صمت المجتمع الدولي بشأن قضية الجنوب العربي قد يكون نابع من استراتيجية متعمدة لتقويض تطلعات شعب الجنوب.  ومن خلال تجاهل مطالبهم وحرمانهم من حقهم في تقرير المصير، ربما يسعى المجتمع الدولي إلى اثباط عزيمتهم وإحباط معنوياتهم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سحق آمالهم في الاستقلال.  وهذا من شأنه أن يشكل ظلماً فادحاً لشعب الجنوب، الذي عانى لفترة طويلة جداً من التهميش السياسي والاقتصادي والقهر والحرمان.

 وختاما، فإن قضية استقلال الجنوب العربي وحق تقرير المصير هي قضية عادلة ومشروعة تستحق الاهتمام والدعم من المجتمع الدولي.  فقد عانى شعب الجنوب من مظالم تاريخية وقدم تضحيات كبيرة في سعيه لتحقيق الاستقلال، ومن الضروري أن تُسمع أصواته وأن يتم الاعتراف بتطلعاته.  ويجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن هذه القضية، بل يجب أن يتعامل معها بطريقة منصفة وعادلة تدعم مبادئ العدالة وتقرير المصير لجميع الشعوب.  ولا يمكن التوصل إلى حل شامل ودائم لشعب الجنوب العربي إلا من خلال الحوار الهادف والدعم الحقيقي.