تحليلات سياسية

الأربعاء - 13 ديسمبر 2023 - الساعة 08:12 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت /خاص

بقلم/ حافظ الشجيفي


 لقد شكل الحراك السلمي الجنوبي، والمعروف أيضًا باسم الحراك الجنوبي، قوة مهمة وفاعلة في النضال من أجل الاستقلال وتقرير المصير لشعب الجنوب العربي. إلا انه وفي السنوات الاخيرة ساد بين الناس مفهوم خاطئ عن طبيعة هذا الحراك والظروف التي احاطت به ، لذلك فمن المهم التوضيح أن الحراك الجنوبي ليس كيانا سياسيا أو إطارا تنظيميا أو مكونا حزبيا.  بل هو مرحلة ثورية شعبية شاملة، كان لها شروطها ومقدماتها ومقوماتها وظروفها وخصوصيتها قبل ان تنتهي لينتهي معها الحراك السلمي الجنوبي..


 لقد ظهر الحراك الجنوبي كرد فعل على المظالم التاريخية والتهميش السياسي ونتائج الحرب التي شنها نظام صنعاء ضد شعب الجنوب في صيف1994م  حيث سعى إلى معالجة هذه المظالم والتأكيد على حقوق شعب الجنوب العربي واستمر الى ان بلغ ذروته بالمقاومة المسلحة التي اندلعت إثر غزو مليشيات الحوثي للجنوب في2015م وما ترتب على ذلك من تداعيات وتبعات ونتائج، لتؤدي إلى مرحلة جديدة هي المرحلة السياسية التي وصلنا اليها اليوم.


 وتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة هذه المرحلة السياسية بموجب تفويض شعبي مليوني، وهي تختلف عن المرحلة الثورية السابقة .  حيث تتسم بشروط مختلفة تماما عما كانت عليه في مرحلة الحراك السلمي وتسعى إلى تحقيق تطلعات شعب الجنوب العربي من خلال الوسائل السياسية.  

ومن المهم التأكيد مرة اخرى على أن هذه المرحلة السياسية تختلف تماما عن المرحلة السابقة للحراك السلمي الجنوبي.  فقد تغيرت الظروف والوسائل والأهداف والديناميكيات، ولم يعد من المناسب الان الإشارة إلى أي مكونات سياسية أو تنظيمية على أنها جزء من "الحراك الجنوبي".


 حيث كان مصطلح "الحراك الجنوبي" في الأصل وصفًا لحالة غليان شعبية في مرحلة وطنية معينة، وليس اسمًا يطلق على جماعة سياسية او على إطار تنظيمي معين.