منوعات

الثلاثاء - 24 أبريل 2018 - الساعة 10:53 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/ وكالات





لعلّها أثمن هدية، حصل عليها في حياته، وكانت دراجة سباق رياضية، بمواصفات خاصة، وصلته من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في شهر سبتمبر/أيلول 2016.

 

لكن فرحة الدرّاج الفلسطيني، علاء الدالي، لم تكتمل، وذهب تعب التدريب الشاق على الدراجة، طوال الفترة الماضي، سدى، بعد أن بُترت ساقه، جراء إصابته برصاص إسرائيلية، خلال مشاركته في "مسيرة العودة"، قرب حدود قطاع غزة.

 

وأرسلت تركيا ثلاث سفن، لقطاع غزة، اثنتان وسط وأواخر عام 2016، والثالثة منتصف عام 2017 وحملت نحو 14 ألف طن من المساعدات.

 

وكان من ضمن المساعدات، دراجات هوائية أرسلها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان كهدية شخصية منه لأطفال غزة (ألف دراجة)، وكذلك للرياضيين (10 دراجات).

 

ويقول الدرّاج الدالي (21 عاماً)، إنه وهب حياته من أجل تطوير نفسه وبناء جسد رياضيّ قادر على اجتياز مسافاتٍ كبيرة جداً عبر دراجته الهوائية.

 

لكنه يشعر اليوم بعد بتر ساقه، بأن "أحلامه تتساقط تباعاً". 

 
وقال بعد إصابتي مباشرة، شعرت أن الاحتلال فجّر جميع أحلامي التي كنت أبنيها منذ طفولتي وليس قدمي فقط". 

 

ولم يتخلّ "الدالي"، عن حلمه الذي بناه في بداية مسيرته الرياضة وهو "رفع علم فلسطين في منتخبات الدراجات الهوائية العربية والدولية"، ويطمح لفعل ذلك بـ"ساق واحدة"، وبالاستعانة بساق صناعية.

 

*قبيل الإصابة 

 

في الفترة التي سبقت الإصابة، انشغل الدالي في التدرب على ركوب الدراجات الهوائية، كي يشارك مع المنتخب الفلسطيني، في سباق من المقرر أن يُقام في العاصمة الأندونيسية (جاكارتا)، الشهر المقبل. 

 

وكان يومياً، يقضي ساعات طويلة على دراجته الهوائية، التي حصل عليها كهدية مقدمة الرئيس التركي، أردوغان.

 

وخلال فترة التدرّب، انتقل الدالي بدراجته الهوائية وبرفقة أصدقائه من مدينة لأخرى في القطاع. 

 

وقال الدالي إن الدراجات التركية كانت بمواصفات عالمية، وساعدته وأصدقائه في عملية التدرّب. 

 

وأوضح أن تلك الدرّاجات ساهمت في تطوير المهارات الخاصة بركوب الدراجات الهوائية. 

 

وخاض الدالي، بهذه الدراجات 3 سباقات محلية، نظّمها المنتخب الفلسطيني بغزة. 

**لحظة الإصابة 

 

يستذكر الدالي لحظة إصابته بالرصاص الإسرائيلي قائلاً:" ذهبت إلى مخيم العودة المقام قرب الحدود الشرقية لمدينة رفح، كنت مرتدياً الزيّ الرياضي الخاص بي وبشكل سلمي تماماً". 

 

ويقول إنه أصيب بالرصاص الإسرائيلي وهو واقف على بعد 200 متر عن السياج الفاصل بين المخيم وإسرائيل. 

 

وفور إصابته، شعر الدالي كصعقة كهربائية (كما وصفها) ضربت ساقه اليمنى أسقطته فجأة على الأرض مضرّجاً بدمائه. 

 

ونقل الدالي على أثر إصابته للمستشفى القريب من مكان المخيم، لكنّه يقول إنها كانت "مكتظّة تماماً بالإصابات، ما اضطره للانتظار نحو 3 ساعات تقريباً". 

 

وبعد ذلك مكث الدالي في العناية المركزّة لمدة يومين اثنيْن. 

 

وخضع لنحو 8 عمليات في محاولة "مستميتة" لإنقاذ ساقه، ومستقبله الرياضي، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، ولم يبقَ خيار لدى الأطباء غير "البتر"، على حدّ قوله. 

 

كما خضع لعمليات زرع شرايين لكنها أيضا باءت بالفشل، نظراً لما قال إنه "أثر الرصاصة المتفجرة التي تذيب أي شريان يتم زرعه". 

 

وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء اعتداء الجيش الإسرائيلي على متظاهرين سلميين قرب حدود غزة، منذ 30 مارس/ آذار الماضي، وحتى مساء الإثنين (23 إبريل/نيسان) إلى 41 فلسطينيا، فيما أصيب الآلاف بجراح مختلفة. 

 

ويتجمهر فلسطينيون عند 5 نقاط قرب الحدود بين غزة وإسرائيل بشكل يومي في إطار مسيرات "العودة" التي بدأت قبل 26 يوما ومن المقرر أن تبلغ ذروتها في ذكرى "النكبة" (15 مايو/ أيار المقبل)، وتطالب بعودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.