اخبار سياسية

الأحد - 12 أغسطس 2018 - الساعة 06:54 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/ تحليل خاص

  يبدو أن المعارك التي تشهدها مدينة مأرب بين القوات المحلية التابعة لحزب "التجمع اليمني للإصلاح" من جهة ، وبين القبائل في المدينة من جهة أخرى ، لا تنفصل عن المعارك بين الطرفين منذ مابعد ثورة التغيير وتحديداً بعد  العام ٢٠١٢ حين استلم "الإصلاح" السلطة وجعل من تلك القبائل "شماعة" يعلق عليها فشله في ملفلي "الكهرباء والوقود" ورسّخ الحزب في أذهان الشعب شخصية ،كلفوت، على اعتبار أنه أحد المشائخ المدعومين من الرئيس السابق، على عبدالله صالح، من أجل إفشال سلطة "الإصلاح" الحاكمة  بعد ثورة التغيير .


معركة "الإصلاح" لم تكن حصراً على الشيخ، كلفوت، وعمم "الحزب" في أذهان اليمنيين وقواعد وجمهور "الإصلاح" أن قبائل مأرب والمناطق المحيطة بها أدوات معطلة لمشروع بناء  الدولة.

ومع ظروف الحرب وتداعيات "عاصفة الحزم" أصبح "الإصلاح" حاكماً لمأرب، غير أن بقاءه متربعاً على "عرش بلقيس" دون شراكة فاعلة من أبناء القبائل في المدينة، أحدث فجوة بين كوادر وقواعد الحزب من جهة، وبين القبائل في المدينة من جهة أخرى.


تلك التراكمات جعلت من قوات الأمن التابعة لـ"إصلاح" تتعامل مع القبائل الوافدة إلى مدينة مأرب وخصوصاً مشائخ وائلة بنوع من "الخفة والإزدراء" وهو ماتمثل في في نقطة الفلج حين أطلق أفراد النقطة الأمنية وابلاً من الرصاص في صدور المشائخ، الأمر الذي أحدث ردة فعل واسعة من قبل قبائل وآئلة


 المعروفة بقوتها وامكانياتها وهي التي ظلت تقاتل قبائل ،دهم، (بكيل) في الجوف بسبب منطقة السلبة، لأكثر من عشر سنوات مستخدمةً المدفعية في تلك المعارك، وبحسب مصادر قبلية لـ"تحديث نت" أكدت أن "وائلة لن ترضخ لأي ضغوط خصوصاً   وأن ١٢ شيخاً وأكثر من عشرة جرحى سقطوا برصاص قوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح، وهو ماتعتبره قبائل وائلة عيب أسود".

في موازاة ذلك سارعت قبيلة بكيل للوقوف مع قيائل وآئلة، معتبرةً بيان صادر عنها، ما حدث لمشائخ وأعيان وائلة "عيب أسود، واعتداء غادر وهمجي، وعمل اجرامي يتنافى مع شرائع السماء وقوانين الارض وقيم واعراف القبائل".


وتوسعت رقعة الرفض القبلي لسلطة "الإصلاح" في مأرب أثر العملية، خصوصاً وبيان قوات الأمن التابعة لـ"الحزب" في مأرب وصف قبائل وآئلة القتلى بـ"العصابة الإرهابية"، في موقف أحرج قيادات "الحزب" القبلية  الذين نسقوا مع مشائخ وائلة للوفود إلى مأرب، وهم شيوخ عبيدة، : الشيخ محسن بن علي بن معيلي، والشيخ حمد بن علي بن جلال، والشيخ على بن حسين بن غريب، والشيخ مبخوت بن العرادة، والشيخ سعيد بن علي بن جردان، والشيخ سيف بن عفار، والشيخ ناصر بن عوشان.


وبحسب مراقبين فإن الأوضاع في مأرب تتجه إلى وضع حداً للسلطات المحلية التابعة لـ"الإصلاح"، خصوصاً وأن الدعاية الإعلامية التي روج لها "الإصلاح" خلال السنوات الماضية، ضد قبائل مأرب سقطت، وأثبتت القبائل أنها تنسجم مع مشروع الدولة والشراكة والنظام، على خلاف ماقامت به قوات "التنظيم" من "مجزرة" بحق قبائل وائلة التي وصلت إلى مأرب لحل مشاكل الخطف والسرقة التي تقوم بها عناصر محمية من سلطات المدينة.