تحقيقات وحوارات

الإثنين - 20 أغسطس 2018 - الساعة 04:37 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/ إستطلاع خاص


ساعات قليلة تفصل لدخول اجواء عيد الاضحى المبارك الذي داوم اليمنيين على استقباله بشراء كل احتياجاته من الاضاحي والملابس الجديدة .. ونتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور والمعيشي السيئ اكتوى المواطنين هذا العام بارتفاع شديد وحاد ليست بدرجات الحرارة كما هو معتاد ,ولكن بارتفاع كبير للأسعار الذي طال كل شيء امامه حتى مواد غذائية واستهلاكية لتصل الى الاضاحي والملابس .

ويشكو عدد من التجار وأصحاب المحلات التجارية في عموم مديريات العاصمة المؤقتة عدن من ضعف القوة الشرائية للمواطنين، وتراجعها الى نحو الثلث، حيث يقدّر عدد من المواطنين والتجار ارتفاع الأسعار بنحو 40 في المئة.
ولجأ كثير من المواطنين الاكتفاء بالقليل والتعويض بالبديل المناسب عن ما لا يقدر على شرائه من الاضاحي بشراء اللحم او الدجاج اما بالنسبة للملابس فقد اتجه البعض الى شراء حاجاتهم والملابس من بسطات الشوارع او ما تم شرائه في عيد الفطر السابق نظراً لرخص ثمنها وعدم قدرتهم على شراء الجديدة.

" انهيار الريال وتدهور الاقتصاد"
يعزوا محللون اقتصاديين الانهيار الأكبر في تاريخ الريال اليمني إلى إخفاق الحكومة في التعامل مع الأزمات التي تمر بها البلد و بدوره على العملة المحلية الريال بشكل مباشر، فقد تسبب تراجع الريال على ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، في البلد الذي يستورد أكثر من 80% من استهلاكه المحلي، من بينها المواد الأساسية والوقود كل هذا الاوضاع تزيد من تفاقم المشاكل المعيشية عند المواطنين الذين يبحثون عن رمق عيش وحياة كريمة تنهي فصول المعاناة الذي يعيشونه .

" نار الاضاحي لا ترحم "
وفي احدى حارات مدينة التواهي ، تحدث سعيد توفيق موظف متقاعد كان يعمل في بلدية التواهي بأسى عن الغلاء الفاحش، ويقول: “قبل عامين كنت أشتري كبش اضحي به للبيت ، بسعر 20 الف اما الان فراتبي لا يكفي بالكاد تغطية الاحتياجات الاساسية من المواد الغذائية , فالأسعار زادت أكثر من الضعف والراتب كما هو لا حوافز او زيادة فيه .
فتجار الاضاحي " المواشي " هي الاخرة لم تكن في معزل عما يجري في الاسوق من ارتفاع الاسعار ، فقد وصل سعر الاضاحي ما بين " 50 الى 150 " الف ريال للراس الواحد وهذا السعر قالب للارتفاع حسب نوع وحجم الماشية وسط ذهول الجميع مما يجري من عمليات البيع والشراء لمواشي الاضاحي خلال هذا العام .

يصف المواطن ،فهد علي, اسعار المواشي بانها لا تصدق في اغلب الاحيان حسب قول وصل سعر البلدي من الماشي الى 150 الف ريال فيما وصل سعر المواشي المستوردة " الصومالي " الى 60 الف ريال ويعتبر هذا السعر مرتفع عن ما كان في السابق .


" حجم معاناه تنسي فرحة العيد"
تتضاعف حجم المعاناة الذي يعيشه المواطن نتيجة ارتفاع الاسعار عند كثير من الاسر محدودي الدخل عند شراء الملابس للأطفال بهذا العيد ، فهم عاجزون عن شراء الثياب الجديدة هي الاخرى نالت لها نصيب من موجة ارتفاع الاسعار فقد وصل سعر البدل الواحدة للأولاد الى "15" الف ريال ونفس الحال بالنسبة لملابس الفتيات حيث وصلت سعر الفساتين بين " 7 الى 12 " الف ريال ، الاطفال هذا العيد محرومون من ابسط مقومات السعادة والفرح الذي يكسيها ابتهاج العيد المتمثلة لبس ثياب جديدة يخرج بها الى اصدقائه وجيرانه واهله ليبادلهم تهاني قدوم العيد ويشاركهم اجوائه الفرائحية .

في محل بيع اطفال الملابس الاطفال المعروفة بشارع المتحف بكريتر، سامي المنصوري صاحب محل يقول : السوق يشهد تراجعا كبيرا نوعا ما في عملية البيع والشراء خاصة ما يتعلق بسوق الملابس بسبب ارتفاع صرف العملة التي رافق انهيار تام للعملة المحلية الريال امام العملات الاخرى , في سابقة خطيرة لم يشهدها البلد خلال الازمات الماضية , واضاف : الارتفاع اثر كثيرا فالتاجر يسعي دائما لتعويض كل خسائره هو لا يتكبد نتائج انهيار العملة وحدة بكل يقوم بمضاعفة كل ما يخسره عند شراء البضاعة واعمال الشحن والنقل ، وما يتحمل الفارق من التكلفة المواطن البسيط الذي لاحول له ولا قوة امام هذا النار المستعرة من الاسعار .

تقول ام مريم الجفري ربة بيت وأم لثلاث بنات وولد تقف حائرة في كيفية شراء ملابس جديدة لأبنائها, لا استطيع شراء ثياب جديدة بهذا الاسعار الخيالية فالقطعة الواحد لطفل في سن الثالث من العمر تصل الى اربعة الف ريال او ستة ، راتب زوجي الجندي 60 الف ريال ، ماذا اعمل به بالكاد نوفر الطعام وجبتين اما الملابس لا يمكنني ان اشتري بهذا المبلغ سيبقون داخل المنزل في صباح العيد حتى لا يرون غيرهم بثياب جديدة .

وبدوره قالت ام تهاني من منطقة العيدروس إنها تشاجرت مع زوجها بسبب عدم قدرته على الايفاء بمتطلبات حياتها وحياة أطفالها الخمسة ، وأضافت أن زوجها أعطاها 15 الف ريال لشراء ملابس جديدة لثلاثة أطفال من أبنائها، واحتجت بأن المبلغ ضئيل وغير كاف لشراء قطعة ملابس واحدة لكل طفل.


" باي حلة جئت يا عيد "
يقف الكثير من المواطنين في حالة ذهول وعدم إدراك لما يجري من تسارع في ارتفاع .. ففي ليله وضحاها تتحول سعر السلع والملابس وغيرها من المقبول الى غير المعقول ، يجهل كثيرون الاسباب الحقيقة التي تقف وراء هذا الافتعال الماسي ، الشبة مخيفة للمواطن الذي لا يعتمد في الغالب الا على دخل بسيط يتحصل عليه من نهاية الشهر ويعجز تمام في عملية توزيعه وصرف الذي يذهب به للديوان والبقالات والايجار ، وفي وقت لا يجد توضيح لهذا الاحداث المتسارعة من الازمات التي نشهدها خلال هذا الفترة .