ادب وشعر

الإثنين - 14 يناير 2019 - الساعة 08:44 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث/ خاص:سعيد المحثوثي:

الزمان / الواحدة والنصف ظهراً من يوم مضى.
المكان / مطار عدن الدولي.

موظف طيران السعيدة ينادي على المسافرين بصوت مسموع أن تم إصلاح الطائرة وعلى الجميع الاستعداد للسفر.
كانت الخرطوم وجهتنا.. الكل حزم أمتعته واصطف بانتظام مريح عدا بعضهم خالفوا الصف حتى اشمئز الكل منهم!!
تجاوزنا سلم الطائرة ووصلنا جميعاً إلى مقاعدنا .. كان الموظف الآخر ينادي فينا : ليجلس كلٌّ على مقعده لأنا تأخرنا كثيرا !!

كنت حينها وجلاً أفكر في عطل الطائرة وقد تأملتها من الخارج فوجدتها لا تصلح للطيران حتى إلى صنعاء.
يا الله أعنا على رحلتنا هذه واكتب لنا النجاة والسلامة.
يشاركني الهم أحد الطلاب في جامعة الخرطوم من أبناء يافع .. من أنبل من عرفت من الأصدقاء.

أقلعت الطائرة وبدأنا بالارتفاع والابتعاد عن تراب الوطن شيئاً فشيئاً فتذكرت أني لم أسمع بعد التسجيل الصوتي المرسل لي من قبل المستقبل الخاص لدى الوفد المشارك معه.. حاولت سماع ذلك من جوالي لكن صديقي اليافعي باشرني قائلاً : من أجل سلامة المسافرين لا تفتح جوالك حتى نصل .. وأنت ضيفي لا تقلق !!
وضعت الجوال جانباً وبدأنا بالحديث عن السياسة وتقلباتها.. عن المناطقية المقيتة والمناكفات الجارية في الشارع اليمني عامة وكان محور حديثنا عن الوطن والمستقبل الضبابي لدينا كشباب !!
من الخلف أصوات تعلو وصياح نساء أصم آذاننا قمنا فزعين من مقاعدنا .. تقدمنا خطوات أمسكت بأحدهم : ما الذي يحدث؟!
- فيبك زكام أو شي .. ما تروحش الرائحة!!
- نعم .. رائحة سيجارة .. من فعل هذا !!
قالها صديقي بحنق وحسرة شديدين!!

اقتحمت الحشد الصغير محاولاً تهدئة الوضع حتى وصلت إلى الرجل .. خاطبه صديقي: يا رجل اتق الله كيف تدخن وهو ممنوع !!
- ما بلا أنا حر .. بدخن بدخن ..

كتمت غيظي وأنا أرى هذا التصرف الوقح أمام عيني وعدت إلى مقعدي وأنا ألعن مثل هذه العقليات التي تتصرف بهمجية رعناء وقلة أدب .. صديقي اليافعي أقبل وربت على كتفي .. وقال : حط في قلبك بطيخة .. الحرب مطولة !!
عدلت برأسي إليه : صديقي محمد .. حدثني عن دراستك الجامعية وخططك المستقبلية!!

اكتب لكم الآن من مطار الخرطوم الدولي صالة الإنتظار .. وأنا أشاهد أمامي طيران السعيدة قد أقبلت إلينا لتزفنا إلى مدينتنا عدن .. متمنيا من الله تعالى ألا يكون معنا ذلكم الشاب الغريب صاحب السيجارة حتى لا يفسد علينا رحلتنا !!

#سعيد_المحثوثي