عربي ودولي

الأحد - 17 فبراير 2019 - الساعة 05:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت | متابعات



قال ديفيد يبوي، مدير مجموعة الدراسات الأمنية الأميركي، إن قطر كانت الواحة الصحراوية الصغيرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وكثير من الإرهابيين حول العالم، وقاعدة العمليات المضيافة لهم، ومع مرور الوقت، سرعان ما برزت الجماعة بصفتها الأيديولوجية الفعلية للإمارة، مع ترحيب عائلة آل ثاني بهم بفخامة وحتى قيامهم بتأسيس مؤسسات جديدة لتلقين الآلاف هذه الأيديولوجية.

أوضح ريبوي خلال تقرير منشور عبر مجموعة الدراسات الأمنية الأميركي أن نفوذ قطر وعملياتها الإعلامية كانت إحدى أقل القصص التي تحصل على تغطية وتدقيق خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن لحسن الحظ هذا يتغير؛ فبسبب دعمها للإخوان وتحالفها مع إيران، بدأ يفهم كثير من الأميركيين أن قطر قوة خبيثة، ليس فقط في الشرق الأوسط لكن في هذه الدولة أيضًا.

بعد تفاقم الأزمة مع دول الرباعي العربي في 2017، أدركت الإمارة الصغيرة حاجتها لمزيد من التغطية الإعلامية في واشنطن؛ ما أدى إلى عملية شراء نفوذ ناجحة باستخدام الأموال القطرية قام بها وكلاؤها وجماعات الضغط التي تعمل لصالحها، وتحديدًا مجموعات مثل "ستونينجتون ستراتجيز" التي يديرها جوي اللحام ونيك موزين.

تلقى الاثنان حوالي 7 ملايين دولار من الأموال القطرية، طبقًا لما كشفت عنه مجلة "تابلت" البريطانية، لكن بالطبع هذا مجرد جزء صغير من الأموال التي تعترف قطر بإنفاقها على عمليات الضغط سنويًا التي يذهب معظمها إلى شراء شركات علاقات عامة وحملات إعلانية ووسائل إعلام ونواب أميركيين سابقين وغيرهم، حيث حصلوا على مبالغ كبيرة للتأثير على الشخصيات ذات النفوذ.

لكن "ستونينجتون ستراتجيز" كانت الأكثر إثارة للاهتمام والسخرية؛ فبلا شك، وظف القطريون موزين واللحام فقط بسبب علاقتهما بالمجتمع الأميركي اليهودي والدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب، وقد استخدما تلك الأموال لكسب مؤيدي إسرائيل في محاولة لإقناعهم بسخافة أن قطر -راعي حماس والإخوان وحليف إيران وتركيا- صديقة لهم.

أوضح ريبوي خلال تقرير أن موزين واللحام استهدفا بعض أكثر القادة المؤثرين في الدوائر اليهودية وغيرها، لكن لحسن الحظ، لم ينجح الأمر، أو على الأقل ليس على النحو الذي أراده القطريون، فبالطبع لا يرغب أحد أن يكون في وضع المدافع عن السجل القطري المتعلق بالإرهاب، حتى ولو مقابل حقيبة من النقود.

أشار الباحث الأميركي إلى أن القطريين وجماعات الضغط التابعة لهم أدركوا لاحقًا أن أفضل طريقة لإنفاق أموالهم هي بدفع أميركيين من ذوي النفوذ البارزين إلى مهاجمة خصمهم السعودية.

وفقًا لريبوي، كان يتجلى عمل تلك الشخصيات مع وجود قضية يمكنهم استخدامها على أفضل نحو، وتحقق ذلك من خلال أحد أكبر قصص العام الماضي، وهي مقتل الصحفي جمال خاشقجي التي استخدمت بصورة متعمدة كشرارة تشعل النقاشات السياسية التي من شأنها تحقيق أجندة قطر الإقليمية.
قال ديفيد ريبوي إننا عادة ما نميل للتفكير في المؤسسات على أنها غير ربحية أو حزبية، لكن في حالة "مؤسسة قطر" الوضع مختلف؛ فهي موجودة لتحقيق أولويات الإمارة الصغيرة، وكثيرًا ما طالتها انتقادات بسبب دعمها الإرهاب.

كانت مؤسسة قطر منذ تأسيسها وسيلة للإمارة لإبراز قوتها الناعمة التي عادة ما تعمل في خدمة أجندتها، وفي الحقيقة ثلاثة من المساهمين في المؤسسة هم: تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة وموزة بنت ناصر.

كانت قطر وراء عملية القرصنة التي استهدفت أكثر من 1000 شخصية بارزة، من لاعبي كرة القدم إلى نجوم بوليوود إلى خبراء المراكز البحثية والصحفيين، وطبقًا لملفات دعاوى قضائية أميركية، كان موزين واللحام وراء تلك العمليات.

من بين الذين تم استهدافهم، الجمهوري إليوت برويدي صاحب السجل الطويل في العمل ضد الإرهابيين والإرهاب، الأمر الذي جعله هدفًا رئيسيا للجهود القطرية في الولايات المتحدة؛ حيث كان وقف جهوده في التصدي لقطر مهمًا للغاية لتلك الجماعات ومموليها في الدوحة.

اختتم الباحث الأميركي تقريره بأنه يجب على الأميركيين أن يكونوا مدركين لجهود قطر الخطيرة داخل البلاد، وأنه يجب عليهم التصدي لها.