اخبار سياسية

الخميس - 18 أبريل 2019 - الساعة 08:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت/خاص



يبدو أن سلطان البركاني، المعين رئيسا لمجلس النواب، قد وقع في فخ حزب الإصلاح، بعد تخليه عن مطالب حزب المؤتمر الشعبي العام للقبول بالمشاركة في جلسة سيئون مقابل عدد من الشروط، أهمها رفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح، وإشراك المؤتمر في المناصب الحكومية إسوة بحزب الإصلاح، قبول البركاني ترأس المجلس دون الحصول على الموافقة من قبل الشرعية، يٌعد تنازلا لصالح حزب الإصلاح الذي احتفى بإنعقاد الجلسة على اعتبار أنه حقق مكسبا مهما يجعل من كتلة في البرلمان المسيطرة على قرارات المجلس بعد تراجع نواب المؤتمر وانقسامهم بين صنعاء والرياض.


تواطؤ البركاني

برأي متابعين فإن سلطان البركاني، تواطىء ضد حزب المؤتمر ورضخ للضغوط والاغراءات التي مارسها السفير السعودي محمد آل جابر، لأجندة لم تعد خافية على المتابع اليمني، إذ أن الرياض حرصت على بعث الروح في مجلس النواب المنتهي ولايته من أجل تحقيق أجندة خاصة بصالحها في الجنوب وتحديدا في المهرة وحضرموت.
وتتمثل أهداف الرياض الاقتصادية الوصول إلى بحر العرب عبر القناة البحرية الممتدة من السعودية مرورا بالمهرة وحتى حضرموت، وهو المشروع الذي يكلف الرياض بحسب دراسات 100 مليار، إضافة إلى ذلك تسعى الرياض إلى هيكلة الشرعية خصوصا والرئيس عبدربه منصور هادي، قد تدهورت صحته مؤخرا، واقدمت على خطوة الالتئام للمجلس من أجل خلق صيغة دستورية تضمن استمرار الحرب في حال وفاة رئيس الجمهورية.


هل نجحت الرياض ؟

ظهر واضحا حجم الإرباك، الذي رافق انعقاد المجلس في سيئون، وتعذر حضور العشرات من النواب، وبحسب مصادر لتحديث تايم فإن عدد النواب الذين حضروا 106 نائبا فيما رفض المشاركة 47 نائبا، الأمر الذي أربك حسابات السفير السعودي، حيث أن النصاب 173 نائبا، إضافة إلى المخالفة القانونية في ما يتعلق بتزكية رئيس المجلس ونوابة بدلا من عملية الانتخاب بحسب أنظمة المجلس الداخلية.


الإصلاح يعود إلى الواجهة

تسبب سياسات السفير محمد آل جابر المزدوجة في الملف اليمني بعودة حزب الإصلاح إلى الواجهة السياسية مرة أخرى، الحزب الذي توزع على عدد من العواصم الإقليمية بعد فشله ميدانيا في حسم المعارك في مواجهة الحوثيين وبعد تورطه في نهب الدعم العسكري والمالي المقدم من قبل التحالف خلال الأربع السنوات الماضية دون تحقيق أي نتائج، هذه المرة عاد مجددا عبر بوابة مجلس النواب، على الرغم أن التحالف اعتبر حركة الإخوان المسلمين في اليمن منظمة إرهابية، غير أن سياسات السفير السعودي محمد آل جابر دفعت بالإخوان إلى الواجهة، وظهر رئيس كتلة البرلمان لحزب الإصلاح عبدالرزاق الهجري، في كلمته مهاجما المقاومة الجنوبية وساخرا من القضية الجنوبية، إضافة إلى ما جاء في كلمة الشيخ حميد الأحمر، الذي أكد على بقاء الوحدة مهما كلف الثمن، تصريحات قيادات الإصلاح يرى فيها الجنوبيون إنها تأتي إعادة انتاج خطاب قوى 7 يوليو التي احتلت الجنوب بقوة السلاح، وهو خطاب مستفز للجنوبين بعد التضحيات الكبيرة التي قدموها من أجل تحرير الجنوب والدفاع عن الأراضي السعودية.

توجس جنوبي

توالت مواقف المكونات الجنوبية وجاءات منسجمة مع بعضها رافضة لشرعنة احتلال الجنوب مرة أخرى، وسخر القيادي في الحراك الجنوبي عمر أحمد بن فريد، من القيادات الشمالية التي هربت من مناطقها برغم امتلاكها ترسانة عسكرية أمام بضعة مقاتلين من ميليشيا الحوثي، وعلق قائلا: يافرحة الحوثي فيكم وياخيبة أمل من يعول عليكم، واستشهد بن فريد بصورة على حائطه في الفيس بوك، لقوات المقاومة الجنوبية وهي في عرض عسكري لافتا إلى هناك فرق بين القوة العسكرية التي تبنى بهدوء وبين كروش تتضخم وتقول هل من مزيد.
وهاجم السياسي الجنوبي بن فريد، تصريح حميد الأحمر مؤكدا أنه :
‏بكل عنجهية وغطرسة وبرغم الإذلال والإهانة التي تكبدها في صنعاء من قبل الحوثي، لازال يتبنى نفس الخطاب المقيت تجاه الجنوب وأهله، مضيفا : وكأنما والجنوب قسم في أحد شركاته ياحميد أفق لنفسك وحاول أن تحرر صنعاء اما الجنوب العربي فلك أن تفهم أنه لن يكون جزء من مشروع الإخوان الذي تتبناها انت وحزبك.
من جهته القيادي في جمعية المتقاعدين العسكريين العميد حسن البيشي، اعتبر اجتماع سيئون فصلا جديدا ضحيته الجنوب، ولفت البيشي إلى أنه : بعد إعلان سيئون عن هيئات شكلية تشريعية وسياسية للشرعية المزعومة برعاية وحماية سعودية ، سيبدأ فصل جديد للحرب يغلب عليها الطابع السياسي ، يحاولون فيه البحث عن حلول سلمية مع الحوثيين بمساعدة جريفث.
وأضاف البيشي بأنهم : وفي نفس الوقت يواصلون سياستهم التدمديرية الممنهجة ضد الجنوب وتهميشه سياسيا وتجويعه واغراقة في الفوضى وتردي في الخدمات وانعدام للمواد الغذائية ولا مانع عندهم من إدخاله في حرب أهلية وفي نفس الوقت اشغاله في الحرب بنفس طائفي ضد الحوثيين يستفيدوا منها سياسيا كورقة ضغط عسكرية بيدهم، معتبرا أن الهدف : دفن القضية الجنوبية دفن شعب الجنوب كله.
ولم يقتصر الهجوم الجنوبي على القوى السياسية الشمالية ، وشن مغردون على منصات التواصل الاجتماعي هجوما لاذعاً على السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
وعلق الناشط السياسي محمد مظفر، مهاجما السفير السعودي، قائلاً: هل نجح أل جابر في تقزيم مشروع أمة من أجل مشروع أنبوب؟
إلى ذلك تساءل الناشط السياسي سعيد عبدالله، حول تصريحات السفير السعودي بخصوص تحالف دعم الشرعية قائلاً: تحالف 16 حزب موالي للشرعية وهي التي تشكل الشرعية قررت عقد تحالف جديد لدعم الشرعية. لافتا إلى أن :الاحزاب كانت قبل اعلان التحالف الجديد لاتدعم الشرعية رغم أنها هي الشرعية، مضيفا :
انا مش فاهم السيد السفير المشرف على الشرعية حد يضحك عليه ولا هو يضحك على آخرين كيف بتدعم أحزاب الشرعية شرعيتها؟
كيف تدعم نفسك ايش بتعمل يعني رياضة وتخسيس؟ معتبرا أن التحالف الجديد يسعى لميزانية جديدة.
ولم تكتف تغريدات نشطاء جنوبيون على منصات التواصل الاجتماعي في الهجوم على آل جابر، بل طالب العشرات من النشطاء السلطات السعودية إعفاء آل جابر من مهمته.