اخبار وتقارير

الخميس - 23 مايو 2019 - الساعة 10:33 م بتوقيت اليمن ،،،

خاص لصحيفة تحديث تايم .



حققت المقاومة الجنوبية انتصارات استراتيجية في مدينة الضالع، تلك الانتصارات مثلت ردع للتهور الحوثي نحو الجنوب كما أنها اسقطت الحجة على قوات الاصلاح المتمركزة شرق صنعاء في نهم، إذ أن انتصارات المقاومة الجنوبية في جبهة الضالع في قعطبة وحتى نقيل الشيم، تلك المناطق الجبلية الوعرة تمثل أكثر خطورة في المواجهات العسكرية من المناطق التي تتواجد فيها قوات الاصلاح في نهم، وهو المبرر الذي يتحجج به قيادة الاصلاح منذ أربع سنوات بأن المنطقة جبلية ووعرة ولايمكن تحقيق انتصارات عسكرية في تلك الجبهات.


الانتصار يحمل إبعادا متعددة

لم تقتصر الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية في جبهات الضالع على البعد العسكري فقط، وتعد الانتصارات هزيمة سياسية وإعلامية ونفسية للميليشيا، كما أنها قطعت الطريق على التصريحات السياسية لقيادة الحركة الحوثية التي عادة ما تأتي كذر للرماد في عيون الجنوبيين، ومن تلك المواقف تصريحات الحركة بأن لا توجه لديهم لاقتحام الجنوب مرة أخرى، وبعد هزيمة القوات الحوثية لن يكون هناك ذريعة لمثل تلك المواقف حيث أن انتصار الجمعة الماضية كان هزيمة لمعركة حاولت فيها تالحركة الحوثية اجتياح الجنوب مرة أخرى.

وبرأي محللين فإن الانتصار في معركة الدفاع عن بوابة الجنوب الضالع، لم يكن انتصارا عابرا، إذ أن موازين القوى العسكرية تغيرت خلال السنوات الماضية لصالح المقاومة الجنوبية التي وصلت إلى مشارف مدينة حجة بعد أن أمنت الساحل الغربي، ومثل الانتصار إضافة ورقما في المعادلة السياسية لصالح الجنوب، الأمر الذي جعل من المبعوث الدولي مارتن جريفيث، يؤكد في إحاطته إلى مجلس الأمن على ضرورة إشراك الجنوب كطرف رئيسي في المفاوضات المقبلة المتعلقة بوقف الحرب وإحلال السلام.

تلك التطورات العسكرية ألقت بظلالها على المشهد الجنوبي، وبادر رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي إلى دعوة قيادات المقاومة للاجتماع، الذي تمخض عنه قرارات مصيرية تصب لصالح الجنوب، حيث وجه الرئيس الزبيدي، بتشكيل محاور ومناطق عسكرية وربطها بغرفة عمليات موحدة، كما أكد على ضرورة تحرير بقية المناطق الجنوبية المحتلة في سيئون وبيحان وأبين، وتعيين قيادات عسكرية وأمنية من المقاومة الجنوبية لحماية الأمن والاستقرار الداخلي.


معارك الضالع تفضح جبهة نهم

منذ تقدم قوات الحوثيين صوب مدينة الضالع، ساندت أطراف في الشرعية وعلى رأسها حزب الإصلاح، هجوم الحوثي على المدينة، وبدون مواربة اشتغلت الماكينة الإعلامية للإصلاح ضد قوات المقاومة الجنوبية ومساندة الميليشيا الحوثية، وخلال الأيام الماضية كثفت من تزييف الحقائق ونشر الإشاعات من أجل إرباك المقاومة الجنوبية وزرع اليأس في نفوس المقاتلين، غير أن تقدم المقاومة الجنوبية وتحقيق الانتصار في قعطبة ومريس كشف حجم التضليل والتقليل من جهود المقاومة الجنوبية من قبل تلك المؤسسات الإعلامية الممولة من قطر وتركيا.

في موازة ذلك فضحت تلك الانتصارات مبررات الاصلاح في جبهات نهم التي تسوق بأن الطبيعة الجبلية تعيق تحقيق الانتصارات، إذا أن منطقتي قعطبة ومريس أشد وعوره من منطقة نهم التي تتمركز فيها قوات الإصلاح منذ أربع سنوات.


جبهة نهم ثقب أسود

مثلت جبهة نهم الثقب الأسود لنهب الأموال والسلاح من التحالف من قبل قيادات الإصلاح العسكرية وعلى رأسهم الفريق علي محسن الأحمر ووزير الدفاع محمد المقدشي، ومنذ أكثر من أربع سنوات والقوات تتمركز في مدينة نهم التي تبعد عن صنعاء فقط أربعين كيلو متر، الأمر الذي دعا قائد المنطقة العسكرية الأمريكية جوزيف فوتيل إلى زيارة جبهة نهم لتقييم التراجع في جبهة نهم التي من شأن التقدم فيها أن يغير الخارطة العسكرية والسياسية لصالح الشرعية.

وبحسب مصادرسياسية قالت لـ"تحديث تايم" بأن هناك قرار سياسي من قبل قيادة الإخوان المسلمين بعدم التقدم عسكريا صوب صنعاء، القرار يرتبط من جهة بالتقارب بين الإصلاح والحوثيين، وبالخلاف القطري الخليجي من جهة أخرى.

من جهته الشيخ محمد بن عبده أمين الجوفي، أكد لـ"نحديث تايم"، حجم التقارب الواضح والتعاون بين المعسكرات التي يتواجد فيها الإصلاح وبين الحوثيين، ولفت إلى أن مقاتلي الحوثي لايعيروا أي اهتمام للجبهات التي يتواجد فيها الجيش التابع لحزب الإصلاح ويتعامل معها كقوات صديقة ويستفيد منها بالمعلومات العسكرية الاستخبارية، ويضيف الجوفي، بأن المعارك مشتعلة حيث تتواجد القوات الجنوبية سواء المقاومة في الضالع أو العمالقة في الحديدة.

وتحولت جبهة نهم إلى نكتة عند الشعب اليمني، وبات يصفها قطاع واسع من المواطنين بجبهة أخر الشهر، حيث يتم تحركيها إعلاميا من أجل أن تصل المخصصات من التحالف، فيما سخر أخرون من قيام الإصلاح بترتيب عرس جماعي في الجبهة، في وقت يسقط العشرات من الجنوبيين يوميا في الجبهات الشمالية في مواجهة الحوثيين.