آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

الدكتور بليغ يكتب


الشهيد المهندس عبدالله الضالعي أبو محمد ... صوت الحق المستمر

الشهيد المهندس عبدالله الضالعي أبو محمد ... صوت الحق المستمر

الخميس - 24 أغسطس 2017 - 05:57 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


قبل يوم واحد اتصل بي الأخ د.محمد صالح اليزيدي , ليخبرني أن المهندس عبدالله الضالعي أبو محمد قد اغتيل في الضالع , لم استوعب الخبر , وطلبت منه أن يتأكد فقد يكون الأمر مجرد تداولات بلا مصادر أو تشابه في الأسماء , أو هكذا تمنيت أن يكون , لكنه عاد مؤكدا أن هذا الرجل العظيم قد استشهد غدرا وغيلة , ولأنني لم أتقبل الأمر كفاية , طلبت منه أن يتأكد أكثر من حيثيات استشهاده تقبله الله , لعلي أجد في تفاصيل الاغتيال الجبان ما ينفي موت المهندس , هي محاولات بائسة مني لتقبل موته , عجزت عن الكتابة حينها وتركت كل شيء , فقد ضاعت مني الكلمات والقدرة على صياغة الحديث من هول الصدمة .
جلست مع نفسي أتذكر جلساتنا وحواراتنا مع الشهيد أبو محمد , ومع هذه الذكريات بدأ الشعور بالصدمة تجاه خبر استشهاده باغتيال جبان يتحول إلى غضب مستعر في القلب ولعنات على القتلة ومن يقف وراءهم , مع هذه الذكريات بدأت تفاصيل صغيرة وتلميحات في حديثه تتجمع أمامي, ترشدني إلى تفسير يقبله العقل والقلب معا لأي أمر اغتيلت نفسه الطاهرة , لينتقل حالي بسرعة كبيرة من الغضب والدعاء على القتلة إلى توهان و حيرة عن سبب اغتياله تقبله الله .
فلم يكن الشهيد من المسؤوليين الكبار في الحكومات المتتابعة , ولم يكن من أرباب الثراء الفاحش ممن يغذون هذه الجماعة أو تلك لأمر في نفس يعقوب , ولم يكن من أمراء الحرب المنتفعين من بقائها أو من قيادات الإرهاب المتطرفة , ولم يكن من ممتهني السياسة ممن يديرون ملفات السياسة بعداء الآخرين أو التطرف في نقدهم وقذفهم لمن خالفهم .
فلم أجد إلا أن أتابع بصمت كل ما كتبه الأخوة من أهل الشهيد البطل ومن أصدقائه وزملائه ومتابعيه ومحبيه , ابحث في وسط هذا الكم الكبير من المشاعر المملؤة بالحب لهذه الهامة الوطنية الجنوبية العظيمة عن سلوى تخفف مما بي من الم وحسرة على فقدانه , لأنني أعي تماما أنني لم افقد صديقا عزيزا فقط , بل فقد الوطن الجنوبي بأكمله وثورته التحررية السلمية احد أهم وأعظم واصدق رجالاته مقاما وفكرا وتأثيرا .
تلك المتابعة الصامتة الباحثة عن سلوى من حزن شق القلب شقا لعزيز اغتالته أيادي غادرة , نبهتني لعظم مقام الشهيد وكبر مقام الشهادة , وكيف يصنع الشهداء بدمهم وكذا بفكرهم حركات أخلاقية وطنية سياسية ثابتة و شديدة التأثير وعلى أسس وخلق عظيمين, كما نبهتني إلى أن قيمة فكر الشهيد ستبقى , ولن تموت , بل أن اغتياله بهذه الطريقة الجبانة لن يزيد الثورة الجنوبية إلا قوة , لن يزيدها إلا ثقة اكبر بصحة ما كان يقدمه الشهيد من فكر باحث عن الحق ومؤازر لفكرة العدل والرحمة ومواجهة الطغيان بشجاعة, وأيضا حجم الأثر الذي كان يسببه هذا الفكر الراقي من هم وارق لمن اغتالوه من أرباب الطغيان والظلم و معاداة الحرية , ونبهتني إلى عدم التفات الجنوبيين إلى حجم الملف الأمني الذي يدار في الجنوب ويتعامل مع القضية الجنوبية على أساس امني لا على أساس سياسي ويجب مواجهته كتحد ماثل أمام الشعب الجنوبي وثورته التحررية السلمية.
و انطلاقا من كل ما ذكرت فاني أجد أن أعظم تحية وتقدير لهذا الشهيد البطل , وأوجع ضربة ورد على من اغتالوه , يكون بنشر ما قاله وكتبه , وهنا أدعو الإخوة لكتابة ما سمعوه من أراء عنه في كل المحطات التي سبقت اغتياله , لنبقي مدرسته الفكرية قيد الحياة وباقية الأثر .
طوبى لك أبا محمد مقام الشهادة وجنة رب العالمين , طوبى لك الحياة الطيبة ورزق الرزاق الكريم ,,,
و عزائنا لأسرة الشهيد الحي عند ربه المهندس عبدالله الظالعي أبو محمد الكريمة ...
سائلين الله عزوجل ان يلهمهم الصبر والسلوان , وينزل عليهم من سكينته ورحمته الرب الرحمن الرحيم,,,
وداعين الله القوي العزيز العظيم أن ينتقم ممن اغتالوه انه ذو الطول المنتقم شديد العذاب ,,,
همسة فخر بنبرة حزن في أذن الجميع : يقول العزيز الجبار في كتابه العظيم
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)
آل عمران
د.بليغ اليزيدي
عصر الخميس
24 أغسطس 2017 م
dr_b_alyazeedi@yahoo.com