ادب وشعر

السبت - 27 فبراير 2021 - الساعة 09:09 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ حسين قاضي

كثير ما نقرأ عن قصص الحب والتى تنقسم إلى أسطورية وصادقة وكاذبة...الخ، والأغلب بالطبع يعرف مجنونا ليلى - قيس بن الملوح وقيس بن الذريح - اللذان أحبا حتى داهمهما جنون الحب، والأغلب يقرأ القصائد التي رويت عنهم،
كـ "أصابك عشق أم رُميت بأسهم.. فما هذه إلا سجية مغرم"، وغيرها من القصائد والقصص كقصة جميل وبثينة اللذان كانا يلتقيان ليقيما ما أقاما خلسة، والغريب في أمرهما أن كلًا منهما متزوج، فالسؤال هُنا هو: هل الحب أن تخون من يصونك؟!، هل هذا يسمى حب ؟!

والأغلب بالطبع يعرف عنترة وعبلته التي حارب لأجلها طيلة عمر ولم ينفك يتركها، وبسبب فعلته الأغلب أصبح يعرف عبلة، وما أدهاكِ يا عبلة!

مع إحترامي الشديد لكل شخصية ذكرت ولكل شخصية لم تذكر ولكن كل من هؤلاء أضافوا صفات للحب ليست به، فجميل وبثينة أضافوا للحب صفة الشهوة والخيانة وأن لا زواج سيفرق الحب!، وعنترة أضاف أن السمعة لا تهم وليست أقوى من رابطة الحب!، ومجنونا ليلى أضافا للحب صفة الجنون!

وغيرهم الكثير كروميو الذي يختلس النظر لجولييت، و " فالنتاين" الذي أصبح وصمة عار للحب، وأضاف للحب صفة الزنى، فهو الذي كان راهبًا متعبدًا ولأجل الحب الذي ادعاه أصبح زانيًا، يا للعار!!

هل حقًا بهذه القصص يريدوننا أن نحب؟!، هل بهذه القصص يعلمونا الحب؟!، هل حقًا بهكذا روايات سنتبادل المحبة؟!

لو كان جميل يحب بثينة لتركها تعيش حياتها بشرف وكرامة دون أن يلحق بها العار، ولو كانت بثينة تحب جميل لتركته ينجو من القتل التي بالطبع كانت تعرفه!

ولو كان عنترة يحب عبلة لتركها تعيش حياتها دون أن تصبح مثالًا على ألسن الجميع!، ولو كانت عبلة تحب عنترة لقالت له وبقسوة اتركني !!، لكي ينجو كلًا منهما!

ولو كان روميو يحب جولييت حقًا، لتقدم لخطبتها دون أن يظل مختلسًا كاللص، ولو كانت جولييت تحب روميو لأجبرته أن يتقدم للخطبة!!

ولو كان فالنتاين أحب فعلًا سيتقدم ومن ذا سيرفض راهبًا متعبدًا في ذاك الزمان !!

كثير ما نسمع أن الحب الصادق لا يجتمع مطلقًا ولا يصح للحب أن يجتمع فهكذا هو وهكذا عذابه!!، ويذكرون لنا هذه الأمثلة!

الحب أكبر مما يدعون، الحب أنقى مما يصفون، الحب أسمى مما يشعرون، الحب أن لا تخون محبوبك حتى فكرًا، الحب أن تنادي للقمر فيجيب المحبوب، الحب هو أن يأن قلبك ويأن قلب المحبوب معك، الحب هو أن تشعر بيدٍ تربت على كتفك دون أن تراها، الحب هو أن تخشى أن لا يحمد المحبوب ربه بعد "العطسة"، الحب هو نصيبك الحلو في هذه الحياة فلا تشوهه بشهوة بائسة!
الحب أن تساءل نفسك كل يوم هل سيكون من نصيبي !!، الحب أن تؤنب فؤادك إن غاب المحبوب عنه لحظة!، الحب أن تغار على المحبوب من نفسه المتأني، أن تغار عليه من مياه البحر التي داعبت قدميه، أن تغار عليه من سكون الليل، أن تغار عليه من قطرات الندى، من ومضات الذكريات، من ورد الربيع!، الحب أكبر وأنقى مما يقولون!

الحب حب أبا بكر والنبي محمد، الحب حب زبيدة وهارون، الحب حب النبي وخديجة، الحب حب إمرأة فرعون لربها، الحب أن تذكر الروح قبل كل شيء!.


- الحب أم النجاة؟!

فلنفترض بأنك تحب شخصًا ما وهو يحبك، وتم تخييرك بين الحب والنجاة، بمعنى آخر: إن واصلتما حبكما لن ينجو من الضرر أو العقاب محبوبك، فهل ستبتعد عنه أم ستخاطر ليغرق محبوبك وتظل أنت تناظره؟!

كانت أغلب الإجابات تقول النجاة ثم النجاة ثم النجاة بهدف إسعاد الآخرين وبهدف أن ينجو حبيبي، ولكن البعض أيضًا قال سأخاطر وسنغرق معًا وإن عشنا سنعيش معًا، والملفت في الأمر أن من تشجع للمخاطرة هم النساء!

وكانت هناك ٱجابات متقلبة كأن يقولوا سنخاطر وحين أقول لهم : " ما أسهل الحرب على المتفرجين"، يعودوا ليقولوا النجاة يا صديقي!

والسؤال الآخر كان: هل ستخبر محبوبك بإنك إبتعدت عنه لكي ينجو ؟!

فالبعض قال سأخبره ليكون إبتعاد وليس فراق، والبعض قال لن أخبره، و أغلبية الإجابات كانت بعدم إخباره!!

فرفقًا بالحب يا سادة وتفكروا جيدًا حين تحبون فالقلوب ليست مضخات دم فحسب بل مضخات حب أو كره، فلرب كلمة تقلب الضخ!!

ختامًا..
كن أنت مثال حب لمن بعدك، فالحب لا أن أتغزل بفلانة أو أن تتغزلين بفلان، الحب السلام، فلنصنع السلام معًا لينجو الكل!
لا نختلف على من مات، ولا نتشارك الهموم بل نرميها، لا نتقاتل لأجل من توفى أو لأجل شخص، كن صادقًا لتكون حبًا، كن عاملًا لا قائلًا فحسب، ابتعد عن حب الشجار لننجو، ابتعد عن حب الشهوة لننجو، ابتعد عن حب المخدرات لننجو، ابتعد عن السلاح لننجو، ابتعد عن التسميات لننجو، ابتعد عن الفتاوى في زمن الفتنة - إن لم تكن شيخ دين - لننجو، ابتعد عن كل ما يؤدي لنقاش حاد، فكلنا واحد وكلنا نحب بعضنا، فلنحب بصدق ولنحب بإتقان، فلنكن بادرة خير .