آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

الدكتور بليغ يكتب


منابر ثورة الشعب الجنوبي ... أين هي؟

منابر ثورة الشعب الجنوبي ... أين هي؟

السبت - 04 نوفمبر 2017 - 06:50 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/ خاص


مر تاريخ الشعب الجنوبي منذ انطلاقة ثورته وحراكه السلمي بتغيرات كثيرة وتحديات صعبة وجسيمة , ولم يكن هذا التاريخ وهذه التغيرات والتحديات بمعزل عن التأثيرات السياسية و الاقتصادية الإقليمية منها والدولية , و هو ما ألزم العقلاء والحكماء وأصوات الحق في المجتمع الجنوبي دينيا وأخلاقيا إضافة إلى محاولاتهم واجتهاداتهم لتقديم الحلول والاقتراحات في مواجهة الصعوبات والتحديات التي يواجهها هذا المجتمع , يسعون لخلق منابر تستطيع من جهة إيصال صوت هذا الشعب القابع تحت نير الاحتلال إلى العالم , وتستطيع إيصال صوتها والتواصل مع جماهير الثورة الجنوبية من جهة أخرى .
ولما كانت القدرة على صنع هذه المنابر( الذي يحلو لنا ان نسميه الإعلام وما أدراك ما الإعلام) وكذا توجهاتها وأجنداتها تتأثر بعوامل موضوعية وذاتية تختلف من شخص إلى آخر ومن منطقة لأخرى,حيث للمال والمصالح وممارسة الضغوط بكافة أشكالها ساحة وباحة , وجد الحكماء من المناضلين والأحرار في ثورة الشعب الجنوبي أنفسهم أمام تحد صعب خصوصا في ظل صمت العالم عن قضيتهم ومدى الظلم والطغيان و التقتيل الذي أصابهم وعزوف منابر الإعلام الإقليمية والدولية عنهم , أمام هذا التحدي كان الحل في إيجاد منابر ثورية جنوبية , منابر تنبع من ثورة الشعب الجنوبي ومعاناته وأهدافه وكذلك تنوعه , من واقع الجنوبيين المباشر ,منابر تعرف حقيقة ما يجري وتنقله بنكهة الثورة الجنوبية وأصالة المجتمع الجنوبي .
فكانت البداية في الفعاليات واللجان الثورية المسئولة والمنظمة لهذه الفعاليات على اختلافها, وقد لعبت هذه المنابر الثورية الجنوبية دورا هاما للغاية . فعبرها كانت تطلق الدعوات وعبرها ترسل الرسائل , وعبرها كان يعرض موقف ثورة الشعب الجنوبي من مجمل ما يحصل من أحداث وتغيرات , وعبرها كانت تلتقي الأفكار الجنوبية وتناقش , ولكن هذه المنابر الجماهيرية الثورية رغم كل ما قدمته من خدمة كبيرة لم تسلم من اثر الانفعالات العاطفية الآنية والنزق الثوري الذي طالما صاحب الثورات والتي استغلتها أطراف سياسية مختلفة حاولت باستماتة احتواء وتجيير أو إعادة توجيه خطاب هذه المنابر الثورية لصالح هذا الطرف أو ذاك , وقد كانت الأحزاب اللاوطنية والمعتلفون ابرز هذه الأطراف وان لم تكن الوحيدة , ولكن كل محاولاتها في تلك الفترة باءت بالفشل لسببين بسيطين , الأول تمثل في حقيقة عدم ثقة جماهير ثورة الشعب الجنوبي في هذه الأطراف النابع من فشلها المثبت من ظلم للشعب الجنوبي وعبث بحقوقه وسفك لدم الأبرياء وعجز عن إيجاد أي حلول عبر تاريخ هذه الأطراف, والثاني هو ذاتية هذه الأطراف المفرطة واعتمادها على مصالح شخوصها كمعيار للقياس بدلا من أهداف ثورة الشعب الجنوبي .
وقد انتقلت هذه المنابر الثورية من حالة كونها ( مؤقتة ) الوجود في الفعاليات الثورية الجنوبية و واسعة الجغرافيا على امتداد الجنوب , إلى وضع أكثر استقرارا وديمومية وضمن جغرافيا العاصمة الجنوبية عدن ,فكانت صلاة الجمعة وخطبتها في المعلا , وساحة العروض في خورمكسر كمكان ثابت لكل الفعاليات الجنوبية , وساحة الشهداء في المنصورة , وتعددت المنتديات الثورية ونقاشاتها للقضايا وما تقدمه من وجهات نظر وما ينشر لها.
ثم انتقلت منابر الثورة الجنوبية مع وسائل التواصل الاجتماعي و واقعها الافتراضي , فصار كثير من الناشطين الجنوبيين لهم ما لا يستهان به من المتابعين والمهتمين سواء على الفيسبوك أو تويتر وغيرهما .
إلا أن المنابر الأعلى صوتا و الأبرز و الأكثر تأثيرا ومصداقية وقبولا في أوساط المجتمع الجنوبي بين جميع ما ذكرت ,هي المنابر الأكثر التصاقا بالواقع الجنوبي والأكثر قدرة على التعبير عن صوت ثورة الشعب الجنوبي , وتمثل صلاة الجمعة وخطبتها في المعلا وساحة العروض مثاليين على هذه المنابر المؤثرة.
الآن نعود إلى عنوان المقال وسؤاله: منابر ثورة الشعب الجنوبي ... اين هي؟
إن هذا السؤال يمثل أسئلة كثيرة أخرى ..
من ؟ أين ؟ متى ؟ كيف ؟ لماذا ؟
من الذي سعى لتقويض منابر الحق وأصواته في الجنوب واستبدالها بأصوات العبث والخنوع والتبعية العمياء ؟
أين كانت بداية الهجوم على هذه المنابر الثورية الحرة التي لطالما كانت صادقة مع ربها ونفسها ومع جماهير شعبنا الجنوبي ومتحسسة لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم؟
متى بدأ هذا الهجوم على منابر العقل والحكمة الجنوبية , وماذا يعنيه هذا التوقيت ؟
كيف تمكن هذا الطرف أو ذاك من الهجوم على هذه المنابر ومحاولة إلغاء تأثيرها الايجابي أو التقليل منه في توجيه جماهير ثورة الشعب الجنوبي وكشف الحقائق لهم ؟
وأخيرا ...
لماذا تمت مهاجمة هذه المنابر ومحاولة تعطيل دورها الهام , أي خطر تمثله هذه المنابر وعلى أي طرف , أو لنقل على أي مصالح لتتم مهاجمتها ؟
أسئلة لابد لنا من الإجابة عليها ...
همسة : يقول الرب العليم الحكيم الرحيم في محكم كتابه العظيم الموحى به إلى سيد البشر الرسول الامي الكريم :
قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49سورة سبأ.


د.بليغ اليزيدي