آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عربية: الحرب في أوكرانيا... عالم جديد قيد التشكيل

صحف عربية: الحرب في أوكرانيا... عالم جديد قيد التشكيل

الأربعاء - 11 مايو 2022 - 10:16 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

أصبحت الحرب الدائرة في أوكرانيا، وفق الملاحظين والمحللين، علامة على بدايات تشكل عالم جديد سيقوم على أنقاض العلاقات والتوازن الدولي الناشئ عن نهاية الحرب الباردة، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، وهيمنة الولايات المتحدة على السياسة الدولية، في إطار سياسة القطب الكبير الواحد.

ووفق صحف عربية اليوم الأربعاء، تثبت الحرب في أوكرانيا تدهور وتراجع الدور والحضور الدولي لأوروبا إلى مرتبة هامشية مقارنةً مع واشنطن، رغم اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  تأسيس "مجتمع سياسي أوروبي" في محاولة لإحياء النفوذ الأوروبي الآفل.


بعد أوكرانيا... آسيا 
في هذا السياق قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الرئيس جورج بايدن، بعد أن كرس أشهراً "لدعم أوكرانيا ومعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحول تركيزه، على الأقل مؤقتاً، إلى آسيا مجدداً، في مؤشر على أن الحرب الدائرة في أوكرانيا لم تطغ على الأهداف الدولية الأخرى للإدارة" الأمريكية.

ومن المنتظر وفق الصحيفة، أن يلتقي بايدن الخميس قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا في قمة تستمر يومين وتعد مؤشرا على الانخراط الأمريكي الشخصي في منطقة مليئة بالنزاعات مع الصين، ثم يتوجه  إلى اليابان وكوريا الجنوبية، البلدان الحليفان للولايات المتحدة، ويعقد قمة في طوكيو مع رؤساء وزراء أستراليا والهند واليابان. 

وحسب يوكي تاتسومي من مركز "ستيمسون" فإن بايدن يبعث رسالة "لطمأنة الدول في منطقة الهندي والهادئ بأننا بالفعل نهتم بشؤون مرتبطة بأوكرانيا في الأمد القريب، لكننا ملتزمون بشكل أساسي بمنطقة الهندي والهادئ".

أما الباحث لدى "معهد المشاريع الأمريكي" هال براندز، فيقول :"الإدارة محقة في قولها إن الصين هي المنافس المنهجي الوحيد المهم للولايات المتحدة. لكن خلال العام الماضي، رأينا أن لدى الولايات المتحدة مصالح مهمة حقا في مناطق خارج آسيا، ويمكن أن تتعرض للخطر بسهولة أكبر مما نتوقع".

وتنقل الصحيفة عن تقرير جديد أصدره مركز الدراسات الأميركية في جامعة سيدني الأسترالية، أن "ترسانة الأسلحة الهائلة التي تملكها بكين تهدد القواعد الأساسية التي تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها. وأن مثل هذه القواعد يمكن اعتبارها بلا فائدة مع بداية الضربات الجوية في الساعات الأولى لأي صراع".

القطب الواحد
وفي صحيفة "الرياض" السعودية، قال د. إبراهيم النحاس، إن "أحادية نظرة واشنطن للعلاقات الثنائية، والأنانية المفرطة لمصالحها الدولية على حساب حلفائها وأصدقائها، وسعيها لفرض توجهاتها السياسية والأيديولوجية على من لا يتفق معها من حلفائها وأصدقائها....يمثل خطورة بالغة على الأمن والسلم العالمي إن قررت روسيا مواجهة ذلك بزيادة مساحة العمليات العسكرية".

ويضيف الكاتب، أن واشنطن ورغم الأخطار المتنامية على مصالحها وعلى سائر دول العالم " لم ولن تستسلم، وستسعى بكل الطرق وبشتى الوسائل لعزل روسيا عن المجتمع الدولي، ولتضمن بقاء روسيا بعيدة كثيراً عن منافسة أحادية الهيمنة الأمريكية على السياسة العالمية، ولتضمن واشنطن بقائها على رأس البنيان الدولي أحادي القطبية عقوداً قادمة".

وأكد الكاتب في الختام أن "على أطراف المجتمع الدولي، خاصة القوى العظمى والمؤثرة عالمياً، أن تدرك وتعي أن مجرد الدعوة للاصطفاف الدولي لطرف ضد الطرف الآخر تعني الدعوة المباشرة لزعزعة الاستقرار الدولي التي يُفقد فيها الأمن، وتغيب معها حالة السلم الاجتماعي. فهل ترتقي قيادات القوى العظمى لهذا المستوى من الإدراك والوعي لتحافظ على مكانتها العالمية، أم أن حالة الجهل المُغلفة بالكِبر والغُرور تدفعها لاتخاذ قرارات وتبني سياسات تعود بالسلب على جميع أطراف المجتمع الدولي".

عودة إلى 1989
من جهته تعرض موقع "اندبدنت عربية" إلى جهود الرئيس الفرنسي لإحياء وإنعاش النفوذ الدولي لأوروبا وفرنسا، بالعودة إلى الحديث عن مشروع الاتحاد السياسي الأوروبي الذي ظهر أول مرة في  1989 بعد سقوط جدار برلين.

واعتبر الموقع أن المشروع الذي طرحه منذ 3 عقود الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، عاد إلى الواجهة مجدداً بعد عقود من الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي، وتراجع الأقطاب المنافسة، في وضع أثبتت الحرب في أوكرانيا خطورته.

وحسب رئيس الحكومة الإيطالية السابق إنريكو ليتا أحد رؤساء معهد جاك دولور في باريس "كانت فكرة فرانسوا ميتيران جيدة جداً لكن كان فيها مشكلتان، الأولى حيث كانت روسيا في الاتحاد، والأخيرة تتمثل في الطرح المبكر جداً حيث سبقت إعادة توحيد ألمانيا".

وتتساءل أيضاً رئيسة فرع بروكسل في مركز الإصلاح الأوروبي كامينو مورتيرا "ماذا نعني بتعاون سياسي؟ وكيف سنجعله يعمل؟". وتضيف "قد ترى بعض الدول التي منعت من دخول الاتحاد الأوروبي لسنوات هذا الإعلان تقدماً، لكن علينا أن نرى خلفياته".

والمفارقة في دعوة ماكرون، لتوسيع التعاون الأوروبي للرد على التهديدات التي يتعرض لها الاتحاد، 
بتسوية معضلة توسيع الاتحاد الأوروبي والانضمام السريع جداً للاتحاد، أن فرنسا كانت تقود جبهة
أي توسيع جديد خوفاً من تعقيد عمل المؤسسات الأوروبية.

قزم سياسي
وفي صحيفة "عكاظ" السعودية، قال رامي الخليفة العلي، إن دعوة الرئيس الفرنسي في برلين، إلى إحياء مشروع الاتحاد السياسي الأوروبي، وتردد ألمانيا في الضغط على موسكو، ورفض المجر حزمة عقوبات جديدة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالحها، مؤشرات على "الضبابية التي تلف الموقف الأوروبي، فالقارة العجوز تذهب في بعض الأحيان إلى أبعد مدى في التعبير عن الانخراط في هذه الحرب، ثم ما تلبث أن تتردد، كما هي العادة الأوروبية العتيدة".

وأضاف الكاتب "من المفارقات أن الرئيس الفرنسي لم يكد ينهي خطابه أمام البرلمان الأوروبي حتى انتقلت الكاميرات إلى البيت الأبيض حيث وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانون التأجير والإعارة لزيادة الدعم العسكري لكييف، ما يعني انخراط واشنطن أكثر فأكثر في هذا الصراع".

ويعتبر الكاتب أن هذه المواقف تكشف حقيقة ومكانة أوروبا المتواضعة في صنع القرار العالمي قائلاً: "صحيح أن ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا ومن أكبر الاقتصاديات في العالم، وصحيح أن فرنسا البلد النووي ودائم العضوية في مجلس الأمن، وصحيح أيضا أن أوروبا مجتمعة الاقتصاد الأكبر في العالم، ولكن المؤكد أن هذا العملاق الاقتصادي، هو قزم سياسي، والحرب الأوكرانية تثبت مرة أخرى أن الدور الأوروبي يدور في هامش ما تتيحه واشنطن"