آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عالمية: مخاوف من تهريب الأسلحة بأوكرانيا.. وانتخابات "بلا تغيير" في لبنان

صحف عالمية: مخاوف من تهريب الأسلحة بأوكرانيا.. وانتخابات "بلا تغيير" في لبنان

الأحد - 15 مايو 2022 - 10:33 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

أثارت أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، مخاوف تتعلق باحتمالية تهريب السلاح في أوكرانيا، وذلك في ظل استمرار تدفق المساعدات العسكرية الغربية لكييف التي مزقتها الحرب الروسية.

يأتي ذلك فيما اعتبرت الصحف احتمالية انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالإضافة إلى هجمات أوكرانيا المضادة في شرق البلاد بمثابة ”انتكاسة“ للعملية العسكرية الروسية، و“كابوس مؤرق“ للرئيس، فلاديمير بوتين، الذي يخشى توسع تحالف الناتو على حدود بلاده.

وسلطت الصحف الضوء أيضا على الشأن اللبناني في وقت تستعد فيه البلاد لإجراء أول انتخابات عامة منذ احتجاجات 2019، وسط تقارير تتحدث عن ”اقتراع لا يحمل تغييرا“ للبلد الغارق في أزمة اقتصادية ”متوحشة“.



ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن تدفق الأسلحة الغربية، خاصة الأمريكية إلى كييف، ”يثير مخاوف من تهريب الأسلحة، وذلك بعد أن أفادت تقارير مخابراتية بفقدان العديد من المعدات العسكرية في أوكرانيا التي تعد أحد أكبر مراكز التهريب في أوروبا“.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه ”من المقرر أن يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الأيام المقبلة على حزمة مساعدات أمنية بقيمة 40 مليار دولار من شأنها زيادة تدفق الصواريخ والمدفعية والطائرات دون طيار إلى أوكرانيا التي مزقتها الحرب“، مشيرة إلى أن قدرة واشنطن على تتبع هذه المعدات أثناء دخولها لا تزال غير واضحة.

وأوضحت أن ”سوق الأسلحة غير المشروعة في أوكرانيا، تضخم منذ الغزو الروسي الأول في 2014، مدعوما بفائض من الأسلحة السائبة والقيود المحدودة على استخدامها“.

وأضافت: ”يأتي هذا الواقع غير المريح للولايات المتحدة وحلفائها وسط نداءات عاجلة من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتوفير المدفعية اللازمة لمواجهة القوات الروسية في شرق وجنوب البلاد“.

في سياق متصل، نقلت الصحيفة عن خبراء أسلحة قولهم إنه ”من المستحيل تتبع مثل هذه المعدات لحظة دخولها إلى أوكرانيا ليس فقط إلى أين تذهب ومن يستخدمها، لكن كيف يتم استخدامها“.

ونقلت ”واشنطن بوست“ عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن بلاده ”أجرت فحصا شاملا للوحدات الأوكرانية التي تزودها بهذه الأسلحة، بينما أجبرت كييف على توقيع اتفاقيات لا تسمح بإعادة نقل المعدات إلى أطراف ثالثة دون إذن مسبق من الحكومة الأمريكية“.

لكن الصحيفة نوهت إلى أن ”وسائل إنفاذ مثل هذه العقود ضعيفة نسبيًا، بل وزاد ضعفها بسبب التاريخ المختلط لواشنطن في الامتثال لها“.

وأشارت إلى أن ”مشروع قانون الإنفاق الطارئ الذي ينتظر الموافقة عليه في مجلس الشيوخ سيعمل على ترسيخ مكانة أوكرانيا كأكبر متلق للمساعدة الأمنية الأمريكية في العالم، حيث تتلقى كييف منذ ثلاثة شهور أكثر مما قدمته واشنطن لأفغانستان أو العراق أو إسرائيل في عام واحد“.

ونقلت ”واشنطن بوست“ عن ويليام هارتونغ، خبير الحد من التسلح في ”معهد كوينسي“ للأبحاث، قوله إن ”المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تتجاوز ذروة المساعدة العسكرية الأمريكية لقوات الأمن الأفغانية خلال تلك الحرب التي استمرت 20 عاما“.

وأضاف هارتونغ: ”لكن في هذه الحالة، كان للولايات المتحدة وجود كبير في أفغانستان، الأمر الذي أوجد على الأقل إمكانية تتبع مكان انتهاء الأسلحة. وبالمقارنة، فإن حكومة الولايات المتحدة تتجاهل نفسها في ما يتعلق بمراقبة الأسلحة الموردة للميليشيات المدنية والجيش في أوكرانيا“.

ونقلت الصحيفة عن خبراء آخرين قولهم: ”ليس من الواضح ما هي خطوات التخفيف من المخاطر أو المراقبة التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى، أو الضمانات التي حصلت عليها، لضمان حماية المدنيين من خلال عمليات النقل الكبيرة هذه في ظل الحرب“.

واختتمت ”واشنطن بوست“ تقريرها بالقول إن ”هناك مخاوف إضافية بين مجموعات المراقبة بشأن انتشار الأسلحة وسط تقارير عن أن موسكو جندت مرتزقة من ليبيا وسوريا والشيشان، بالإضافة إلى مجموعة فاغنر الروسية، حيث يؤدي إدخال المقاتلين الأجانب إلى مخاطر عودة الأسلحة إلى بلدانهم الأصلية عند انتهاء القتال في أوكرانيا“.

كابوس بوتين

أفادت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية بأنه مع احتمال أن تطلب فنلندا والسويد عضوية (الناتو)، فضلا عن الهجوم المضاد الأوكراني في الشرق، يواجه الغزو الروسي لأوكرانيا مزيدا من ”الانتكاسات“.

وجاء في تقرير للصحيفة أنه ”لسنوات، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ينظر إلى توسع الناتو باعتباره تهديدا وجوديا من شأنه أن يترك موسكو محاصرة بالصواريخ الغربية على أعتابها. والآن، يبدو أن الغزو قد أعاد الحياة لكابوس الزعيم الروسي، حيث بات الناتو على وشك البدء بأكبر توسع محتمل له منذ ما يقرب من عقدين من الزمن“.

وانتقدت روسيا على الفور الخطوة، وأوقفت صادرات الكهرباء إلى فنلندا ووعدت برد عسكري تقني غير محدد بعد أن حذرت من أن هذه الخطوة ستشكل تهديدا واضحا لأمنها القومي، وحذر بوتين نظيره الفنلندي أمس من خطورة القرار.

ونوهت إلى أن بعض المحللين أعربوا عن قلقهم من أن روسيا تمهد الطريق للتهديد بنشر أسلحة نووية بالقرب من الحدود مع فنلندا، وأن قبول السويد وفنلندا في ”الناتو“ سيجلب معه التحالف العسكري الغربي مباشرة إلى حدود روسيا التي يبلغ طولها 810 أميال مع فنلندا، وسيشكل ”تحولًا عميقًا“ آخر في المشهد الاستراتيجي لأوروبا.

وعلى الجانب الميداني، أشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية بدأت في الأيام الأخيرة تعزيز سيطرتها على مدينة خاركيف بعد أشهر من الهجمات الروسية والقصف العنيف، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن موسكو تسحب كتائبها المدمرة من أجل حماية خطوط الإمداد الحيوية إلى الشرق وتعزيز الوحدات المتعثرة في أماكن أخرى في دونباس.

واعتبرت أن ”النمو المحتمل لحلف الناتو أضاف إلى قائمة متزايدة من الانتكاسات للزعيم الروسي، حيث لا يزال الهجوم العسكري لجيشه في شرق أوكرانيا متوقفًا، وذلك بعدما زعم معهد دراسة الحرب، ومقره واشنطن، أن الأوكرانيين انتصروا الآن في معركة خاركيف“.

ورأت أنه ”بعد أن فشل في حملته الأولية للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والإطاحة بالحكومة، لا يستطيع الكرملين قبول هزيمة أخرى في الشرق“، محذرة من أنه ”مع عودة قوات موسكو حول خاركيف نحو الحدود الروسية، من المتوقع أن تقاتل بشراسة للحفاظ على فتح طرق الإمداد الحيوية عبر المنطقة“.

انتخابات بلا تغيير في لبنان

رأت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية أن الانتخابات العامة في لبنان التي انطلقت الأحد، وهي الأولى منذ أزمة اقتصادية وسياسية حادة عصفت بالبلاد أواخر 2019، ”لا تشير إلى أي تغيير ملموس من شأنه أن ينهي الأزمات المتفاقمة منذ أكثر من ثلاث سنوات“.

وقالت الصحيفة إن لبنان ”بحاجة ماسة للتغيير لكن انتخابات اليوم من غير المرجح أن تساعد في ذلك“.

وأضافت أن ”اللبنانيين الذين يعانون من أزمة بعد أزمة يتوجهون إلى صناديق الاقتراع ولا تلوح في الأفق نهاية للشلل السياسي“.

ونوهت إلى أنه ”في السنوات الثلاث الماضية، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها، مما أدى إلى محاصرة الغالبية العظمى من السكان في براثن الفقر. وأثار الانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي في البلاد سلسلة من الاحتجاجات التي بدأت في 2019، والمعروفة أيضا باسم ثورة 17 أكتوبر“.

ومثالاً على تفاقم الأزمة، أوضحت الصحيفة أن ”مجموعات المجتمع المدني والنشطاء والمواطنين الذين شاركوا في الاحتجاجات الجماهيرية خلقوا معارضة مجزأة، مما يقلل من احتمالية أن يتمكن المرشحون المستقلون من قلب الطبقة السياسية الحالية والحصول على مقاعد كافية لإحداث تغيير“.

وتابعت أن ”السنوات الثلاث الماضية أظهرت أن الدولة اللبنانية فشلت في توفير الخدمات الأساسية للشعب، كما أظهرت هذه الفترة  كيف نجحت الأحزاب السياسية الطائفية وأهمها حزب الله في صد الاحتجاجات الجماهيرية وتفريق الغضب العام من خلال تجاهل المطالب السياسية أو اتهام بعضها البعض بالحفاظ على الوضع الراهن وترسيخه“.

وقالت ”الإندبندنت“: ”انغمس لبنان في انهيار مالي منذ هذه الفترة، حيث تم اقتراض أموال جديدة لضمان مدفوعات عالية الفائدة. لكن الانهيار أجبر البنوك الخاصة على إغلاق حسابات المودعين بالدولار. وحتى اليوم، لم يتم تحميل أي شخص المسؤولية عن هذا الانهيار الاقتصادي“.

وأشارت إلى أن ”مثل هذا الوضع المالي والاقتصادي تسبب في اشتعال أزمة متعددة الأبعاد أصابت جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك نقص الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، والتضخم غير المنضبط، واستنزاف مستويات المعيشة، وانهيار الطبقة الوسطى، والنزوح الجماعي من البلاد“.

ورأت أن ”انفجار بيروت في أغسطس 2020، الذي أودى بحياة أكثر من 218 شخصا وخلف أكثر من 6500 جريح، كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير التي أدت إلى وصول اللبنانيين إلى مستوى جديد من السخط والغضب“.

وقالت إنه ”سرعان ما أصبح الانفجار في مرفأ بيروت رمزًا لفساد وإهمال الطبقة السياسية، وفاقم من استياء السكان من الأحزاب السياسية التقليدية، التي يُنظر إليها على أنها المتسبب في المأساة“.


وأضافت: ”وعلاوة على ذلك، أدت المحاولات السياسية لعرقلة التحقيقات في الانفجار إلى تسييس التحقيق واستقطاب الرأي العام وتفاقم الاستياء“.

واعتبرت أن هذا الحادث المأساوي، بالإضافة إلى الأزمات الأخرى في السنوات الثلاث الأخيرة، يُضاف إلى رصيد فشل انتخابات اليوم التي لن تكون كافية لتغيير المشهد السياسي“.

واختتمت الصحيفة البريطانية بالقول: ”لا يتوقع أن تُغير الانتخابات الكثير من الوضع المتأزم، ومن الصعب التكهن بمن سيفوز، وفي بلد يائس من التغيير، لا بد أن يتغير التكوين الحالي للبرلمان بشكل جذري والانخراط في حوار وطني جاد يمكن أن ينقذ البلاد من الموت“.