آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


ذا ناشونال إنترست: بوتين أطلق استراتيجية مدوية لاستعادة الامبراطورية

ذا ناشونال إنترست: بوتين أطلق استراتيجية مدوية لاستعادة الامبراطورية

الأربعاء - 15 يونيو 2022 - 12:30 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

كتب محرر شؤون الأمن القومي في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مارك أيبسكوبوس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق رؤية مدوية لاستعادة الإمبراطورية، راسماً ملامح الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى لروسيا في وقت يتصاعد فيه الاضطراب العالمي.

وكما لم يهتم بطرس الأكبر باعتراف الأوروبيين بسان بطرسبرغ أرضاً روسية، فإن بوتين غير مهتم باعتراف الغرب بضم بخيرسون، وميلتيبول، وماريوبول أو أي منطقة أخرى يكسبها الروس عسكرياً في أوكرانيا. وزار بوتين يوم الجمعة الماضي معرض إنجازات الإقتصاد الوطني في موسكو لإحياء الذكرى 350 لولادة بطرس الأكبر، الإمبراطور الأول لروسيا. وقال بالمناسبة إن "بطرس الأكبر شن حرب الشمال العظمى طيلة 21 عاماً. وبدا أنه في حرب ضد السويد. لكنه استعاد ما كان لروسيا". وأضاف "نعم، هكذا كانت الأمور، عندما أسس بطرس الأكبر عاصمة جديدة في سان بطرسبرغ، فإن الدول الأوروبية لم تعترف بها أرضاً روسية. كانوا يعترفون بها جزءاً من السويد".

مكانة روسيا
ولطالما أبرز بوتين مفهومه لمكانة روسيا في العالم بناءً على قراءته لماضي بلاده. وسبق له أن قارن نفسه مع القيصر ألكسندر الثالث، الإصلاحي المحافظ الذي حاول تجنب التورط الخارجي للتركيز على بناء القاعدة الصناعية، والمؤسسات المحلية للإمبراطورية الروسية. وتحدث بوتين بتعاطف عن بيوتر ستوبلين، رئيس الوزراء الروسي الذي حكم بقبضة من حديد، وكان سباقاً في إدخال إصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية طموحة، لوقف تفتت في الإمبراطوية في بداية القرن العشرين.

سلسلة من الحروب
أما بطرس الأكبر، الذي شن الحروب لضمان مكانة للإمبراطورية الروسية، قوة أوروبية كبرى، فربما كان الأكثر إلهاماً في زمن الحرب بينما تستعد روسيا لحرب استنزاف طاحنة في أوكرانيا.

ومع ذلك، ثمة مقارنات تاريخية أعمق في كلام بوتين. إذ أن بطرس الأكبر لم يحقق نجاحاً فورياً في كل مغامرة عسكرية، لكنه كان مثابراً للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية الجوهرية لروسيا.

وعمل على تكييف رؤيته لمصير روسيا قوة قارية مهيمنة، بناء على تقييم واقعي لما يمكن أن يحققه في وقت قصير، وبالاعتماد على تقسيم منافسيه تدريجياً.

أسفرت حرب الشمال الكبرى عن سيطرة روسية صريحة على البلطيق ودفعت الامبراطورية إلى قوة عظمى، لكنها استمرت 21 عاماً وتخللتها نكسات روسية في مراحلها الأولى. ولذلك، أشار بوتين تحديداً إلى حرب الشمال الحدث مشابه للحظة الحالية، وبدا كأنه يطلب من الروس الاستعداد لنزاع طويل الأمد.

اعترف الغرب أم لا
والمقارنة التاريخية الأخيرة مع النزاع الأوكراني مؤشر آخر على أن الكرملين لا يفكر في التراجع عن أي أراض أوكرانية احتلها، أو سيحتلها في المستقبل.

وكما لم يهتم بطرس الأكبر باعتراف الأوروبيين بسان بطرسبرغ أرضاً روسية، فإن بوتين غير مهتم باعتراف الغرب بضم بخيرسون، وميلتيبول، وماريوبول أو أي منطقة أخرى يكسبها الروس عسكرياً في أوكرانيا.

وينطبق المنطق الذي ينطوي عليه كلام بوتين، في الوقت الذي كان أسطول بحر البلطيق الروسي يجري مناورات في كالينينغراد، الجيب الروسي وسط أوروبا، على أي أراضٍ كانت خاضعة للإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفييتي، بما فيها فنلندا، وجمهوريات البلطيق، وأجزاء واسعة من بولندا.

يقول بوتين إن بطرس الأكبر لم يكن يأخذ شيئاً من أحدٍ، لكنه كان يستعيد ما كان لروسيا. وبينما تستمر الحرب في أوكرانيا دون مبادرات ديبلوماسية، يوجد خطر لتحولها، على غرار حرب الشمال العظمى، إلى نزاع مرير مع عواقب لن يكون في الإمكان التراجع عنها.