آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عربية: تسريبات المالكي.. وصفة كارثية لإحراق العراق

صحف عربية: تسريبات المالكي.. وصفة كارثية لإحراق العراق

الأحد - 24 يوليه 2022 - 10:17 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

فجرت التسريبات المنسوبة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق، ورئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، غضباً عارماً بين الأوساط السياسية والشعبية في العراق، حيث أخذ الخلاف بينع وبين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، منعطفاً غيرَ مسبوق، زاد من شدة التصدع السياسي داخل البيت الشيعي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأحد، اشترط مقتدى الصدر رحيل المالكي عن المشهد قبل الحديث عن أي تسوية مع خصومه الشيعة، في حين تسعى فرق دولية مختصة بالكشف عن الأخبار المزيفة، إلى تأكيد مدى حقيقة التسريبات وصحتها وما إذا كانت مفبركة.

الصدر يرفض الصلح
وفي السياق، استبعد وزير الصدر والمتحدث باسمه محمد العراقي إجراء مصالحة بين الصدر والمالكي على خلفية التسريبات الصوتية المنسوبة إلى المالكي، التي أساء بها إلى الصدر وإلى مختلف الفاعلين في العراق.

وقال في بيان إن "التسريبات الصوتية المنسوبة إلى نوري المالكي تتضمن تعدياً على المرجعية وشتماً للشعب العراقي وإساءة إلى القوات الأمنية وتعدياً على الحشد وإثارة الفتنة واتهامات قيادات وطنية بلا دليل وتعامل مع الخارج بلا غطاء قانوني".

وقالت أوساط سياسية عراقية لصحيفة العرب اللندنية إن "الصدر استعاد المبادرة في مواجهة المالكي بعد أن كان الأخير قد دفعه إلى الهروب من الساحة السياسية والتخلي عن حق التيار في تشكيل الحكومة، وإن زعيم دولة القانون وقائد الإطار التنسيقي ليس أمامه سوى البحث عن تسوية تترك لخصمه الدور الأول وتسمح له هو بالبقاء في المشهد إلى حين تغير الظروف واستعادة المبادرة".

وأشارت الأوساط إلى أن التسريبات تركت المالكي لوحده، وأن مكونات الإطار التنسيقي ستضطر للقطيعة معه والبحث عن مسار للتسوية بدونه، كما أن الحشد الشعبي الذي كان ورقة قوية بيده سيجد نفسه مضطراً إلى الحياد، وحتى إيران الذي يستقوي بها فإنها ستكون مجبرة على البحث عن بديل له.

حقيقة التسريبات
ومن جهتها، ذكرت صحيفة البلاد السعودية أن فريق دولي مختص بمتابعة وكشف الأخبار المزيفة، أكد أن التسجيلات الصوتية المنسوبة للمالكي "غير مفبركة".

وقال فريق "التقنية من أجل السلام" وهي مؤسسة تطوعية تهتم بالحد من انتشار العنف والإرهاب، "حرصاً منا على أداء عملنا بشكل حيادي وموثوق في توضيح الحقائق وكشف الأخبار المزيفة للجمهور الكريم، عملنا ومنذ اللحظات الأولى من قيام المدون علي فاضل بنشر أول مقطع صوتي على التحقق من ذلك".

وأضاف الفريق أنه "مع نشره لتسجيلات أخرى بعد ذلك، استمرينا في العمل على تدوين الملاحظات حول تلك التسجيلات لمعرفة حقيقتها"، موضحاً أنه "رغم النفي المتكرر للمالكي لتلك التسجيلات وادعائه فبركتها عبر اقتباس مقاطع من صوته وتركيبها لتظهر بهذا الشكل، إلا أن الملاحظات التي توصلنا لها حول الفيديو تثبت عكس ذلك".

وتابع "أوضح المنشور أنه وبعد متابعة التسجيلات الخمس المسربة، تبين أنه لم يتم فبركتها عن طريق دمج مقاطع صوتية مختلفة للمالكي لإظهارها بهذا الشكل، كما أنه وفي جميع التسجيلات المتداولة، كان الانتقال بين الجُمل متناسقاً جداً وطبيعياً، ولم يلاحظ وجود انتقالات مختلفة وغير متناسقة أو وجود قطع كدلالة على دمج مقاطع صوتية مختلفة".

وكشف الناشط السياسي علي فاضل، أنه عرض التسجيلات قبل النشر على مختصين أكدوا له صحتها، مضيفاً أنه "زد على ذلك، أن وسائل الإعلام الكبيرة التي نشرت التسجيلات لا يمكن لها أن تلعب بسمعتها وتنشر أشياء مفبركة".

نفق مظلم
وبدورها، قالت صحيفة الوطن البحرينية "لا تزال أزمة تسريبات التسجيلات الصوتية لرئيس الوزراء العراقي الأسبق تلقي بظلالها على الساحة الشعبية والسياسية في العراق، حيث يطلق عليها إعلامياً بـ(ويكيليكس المالكي)".

وأوضح مراقبون ومحللون أن تلك التسريبات الخطيرة ربما تضع نهاية سياسية حتمية لمشوار نوري المالكي مع الحكم في العراق، فيما اعتبرها آخرون أنها تمثل انتحار سياسي، لاسيما بعدما فسروها على أنها تزرع الفتنة بين الفصائل السياسية في العراق، والتي فشلت حتى اللحظة في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية.

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميدي، أن تسريبات المالكي تعد "فتنة طائفية كبرى"، محذراً من مشروع تدمير حقيقي للعراق، وأضاف منتقداً رئيس الوزراء العراقي السابق "ما صدر عن المالكي، لا يمكن أن يصدر عن رجل دولة، حيث النيل من أجهزة الدولة الأمنية، والحديث عن إسقاط للمكونات العراقية السنية والشيعية والكردية، إنَّ التسجيل المسرب للمالكي يعني نهايته السياسية، ولو استمر في المشهد محاولاً البقاء، حيث اتضحت العقائدية، والتطرف، في خطابه وتوجهه، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصل بالعراق إلى بر الأمان".

وأشار إلى أن "خطاب المالكي المسرب هو وصفة كارثية لإشعال الحريق الكبير في العراق، وبين كل المكونات، وليس المكون الشيعي-الشيعي وحسب، وهذا أمر يجب التصدي له بكل الطرق، لأنَّها حرب من شأنها أن تحرق الأخضر واليابس".