آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عربية: قمة جدة تكشف قوة الشرق الأوسط لواشنطن

صحف عربية: قمة جدة تكشف قوة الشرق الأوسط لواشنطن

الثلاثاء - 26 يوليه 2022 - 10:39 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

كشفت قمة جدة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون وعدد من القادة العرب، عن شكل جديد للعلاقات العربية الأمريكية التي كانت تعتمد على مصلحة الطرف الواحد، في حين باتت تتحدد على تبادل المصالح والاحترام المشترك.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، ذكرت تقارير إخبارية أن العلاقات المتوازنة هي الحل الأمثل لدولة مثل الولايات المتحدة، فيما اعتبرت مصادر أن على واشنطن تصحيح صورتها والكشف عن حسن نواياها لحلفائها في منطقة الخليج.

شرق أوسط متجدد
في صحيفة الشرق الأوسط، قال يوسف الديني إن "تضارب وجهات النظر في الداخل الأمريكي عقب زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة، جزء من فوضى التأويلات السياسية"، وأضاف أن "هذه الظاهرة مثيرة للانتباه؛ حيث الانشغال عن الخطوط العريضة للزيارة، وهدفها الرئيسي المتمثل في إعادة موضعة الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط، إلى التفاصيل الصغيرة الشكلانية حول الزيارة، أنتج ذلك تضارباً كبيراً في تقييم نجاح الزيارة، في الصحافة الأمريكية وتقارير مراكز الأبحاث".

وأوضح الكاتب أن "الأكيد أنه من المبكر قراءة النتائج الكاملة؛ حيث لا تزال في حيّز ردود الفعل الأولية منها إلى تقديرات الموقف أو التحليلات المعمقة من قبل مراكز البحث والاستطلاع وخزانات التفكير؛ لكن المؤشرات على أنها لم تحقق إنجازات لافتة بالنسبة لجمهور حزبه، عطفاً على الجدل الذي سبق الزيارة".

وأِشار إلى أنه في السعودية، هناك إجماع حول نجاح سعودي كبير، والأهم بدء تكوّن مفهوم جديد عن التحول السعودي الكبير، وأهمه كما تعبر التقارير الغربية أن دول الاعتدال بقيادة السعودية أصبح لديها منطقها الخاص، وبدأت تتصرف بناء على أولوياتها.

واختتم مقاله بالقول "السعودية اليوم حصدت من الزيارة الأخيرة مكتسباً بات قابلاً للتصدير والاستلهام والتعميم من بقية دول المنطقة، يخص مفهوم السيادة، ويتجسد في التصرّف وفق ما تمليه المصالح الخاصة، وكان هذا واضحاً على مستويين: المستوى الأول في مسألة فك الارتباط بين ملف الطاقة والسيادة السياسية؛ حيث لم يستطع بايدن انتزاع أي وعود من الخليج بزيادة الإنتاج، وفي ملف آخر يعكس حجم الأوزان السياسية وثقل المملكة، وهو عدم الرغبة في خوض حرب مع إيران، أو ربط مسائل متصلة بسياسات الأجواء اللوجستية مع قصة يراد طرحها بشكل اعتباطي ومرتجل، كالملف الفلسطيني أو دعاوى التطبيع".

بين الربح والخسارة
ومن جهته، قال حسن إسميك في مقال له بصحيفة النهار اللبنانية "كتب الكثير حول ما يسعى الرئيس جو بايدن إلى كسبه من زيارته المزمعة إلى السعودية، مقابل ندرة الحديث عمّا تسعى السعودية إلى كسبه، وهنا تكمن المشكلة: عدم الاعتراف بأن العلاقات العربية - الغربية لم تعد طريقاً ذا اتجاه واحد".

وأضاف "تحتاج أمريكا إلى مساعدة السعودية والإمارات بقدر حاجة البلدين إلى دعمها، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي حيث أن خفض مستويات التضخم وأسعار الغاز يعدان على رأس أولويات الإدارة الأمريكية".

وتابع "يمكن أن يلعب كلا البلدين العربيين دوراً استراتيجياً في التخفيف من حدة الصراعات الحالية التي تشمل أمريكا وأوروبا وروسيا والصين، خاصة وأن كلاً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتمتعان بعلاقات جيدة ومؤثرة مع كل من روسيا عبر عضويتها في "أوبك بلس"، والصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، غير أن الزعيمين العربيين سيفضلان البقاء على الحياد إذا لم يلمسا التزاماً أمريكياً جاداً بأمنهما ومصالحهما".

ولفت الكاتب إلى أنه رغم ما يبدو من تباين في وجهات النظر بين الطرفين، فإن نقاط الاتفاق بين واشنطن والرياض تفوق القضايا الخلافية بينهما، فالطرفان متفقان على ضرورة بناء السلام في الشرق الأوسط، وإقرار حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وإنهاء تطوير طهران للأسلحة النووية، وكف يدها عن تمويل وتسليح الميليشيات المتطرفة التي تهدف إلى إضعاف الدول العربية وتدمير دولة إسرائيل.

وأردف قائلاً "تحتاج الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية كلتاهما إلى دعم بعضهما بعضاً بالقدر نفسه، وإذا تعامل الطرفان باحترام متبادل لمصالحهما فسيؤدي ذلك إلى وضع أساس جديد للعمل العربي الهادف لحل القضايا المعقدة، والمتعددة الأوجه في الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي أيضاً".

واشنطن تفقد البوصلة
وأما في صحيفة الاتحاد، قال علي بن سالم الكعبي "ليس عيباً أن يكتشف الصديق الأمريكي خطأ رؤيته بالنسبة لمنطقتنا ويعترف أن علاقته بها ليست مؤقتة، إنما هي علاقة استراتيجية ومتبادلة".

وأضاف "الإدارة الأمريكية تعرف تماماً أن خسارة حلفائها في منطقة الخليج ليس في صالحها، كما ليس من مصلحتها أن تهتز ثقة الساسة في دول المنطقة بها، وبالتالي عليها أن تصحح صورتها وتبرهن على حسن نواياها، بحيث تقوم بدور فاعل لإخماد نيران التناحر في كل من اليمن وسوريا وليبيا، وتبتعد عن اتخاذ مواقف في السر تتناقض مع ما يصدر عنها في العلن".

وأوضح الكاتب "لا شك أن المتغيرات الأخيرة دولياً وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية كانت سبباً مباشراً في مراجعة الإدارة الأمريكية لاستراتيجيتها التي كانت تهدف إلى التخلي عن تحالفاتها في الشرق الأوسط والتوجه نحو مناطق أخرى في العالم".

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعيش في هذه الفترة حالة لا توازن إلى درجة أنها تفقد البوصلة أحياناً فيما يتعلق بعلاقتها مع منطقة الخليج، أما على المستوى الداخلي فوضعها ليس أفضل حالاً، ذلك أن مخاوف الحزب الديموقراطي من الهزيمة كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في نوفمبر(تشين الثاني) المقبل، في ظل تزايد الضغوط بسبب ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، وشبح عودة ترامب لموقع الرئاسة.

وتابع قائلاً "بالعودة إلى قمة جدة للأمن والتنمية، فإن بايدن لم يحقق مبتغاه من حضورها لأن المعادلات السياسية في العلاقات الدولية تغيرت، وبات واضحاً أن زعماء المنطقة يجيدون إقامة علاقات ندية مع الدول الكبرى، علاقات قائمة على المصالح المشتركة".