تحقيقات وحوارات

السبت - 20 أغسطس 2022 - الساعة 10:58 ص بتوقيت اليمن ،،،

(تحديث نت ) متابعات


تعرضت قناة ”الجزيرة“ لانتقادات واسعة من قبل ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن بثت القناة القطرية في أحد برامجها تاريخ الخلافات والصراعات السياسية في جنوب اليمن.

وكانت ”الجزيرة“ استعرضت في برنامج ”المتحرّي“، مساء أمس الجمعة، الصراعات جنوب اليمن، التي أدت لنشوب أحداث 13 يناير 1986، والتي شهدتها عدن وأسفرت عن سقوط الآلاف بين قتيل وجريح.

وتضمنت الحلقة، التي عُنونت بـ“الإخوة الأعداء“، وثائق ومقابلات لشخصيات كانت مطلعة على الأحداث، بينها رئيس جنوب اليمن وقتها، علي ناصر محمد، تتحدث عن حالة الصراع السياسي على السلطة في تلك الفترة، قبل أن تتحول إلى اقتتال مناطقي وقبلي.

رحمة الحوشبي.. أول قائدة طيران حربي يمنية
إيران.. رمي فتاة من دورية شرطة بعد اعتقالها لعدم ارتدائها الحجاب
وأسقط البرنامج الذي يعدّه ويقدمه، اليمني جمال المليكي، المنتمي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، الصراعات السياسية القديمة وما أدت إليه، على واقع جنوب اليمن الذي يُعاش في الوقت الحالي.

ولمّح إلى أن ما أسماها بـ“الانقسامات الحالية“ في جنوب البلاد، قد تفضي لتمزّق داخلي لا تضمن وحدة أراضي الجنوب، وتجعله عرضة للانقسامات، وتهدد بتكرار أحداث يناير 1986.

وسرعان ما تفاعل اليمنيون على مواقع التواصل، موجهين اتهامات للقناة التي اعتبروها تحاول الوقيعة بين ”جنوبيي اليمن“ انتقامًا لحزب الإصلاح الموالي للإخوان المسلمين والمتمرد على القرارات الرئاسية في اليمن.

وكتب الناشط السياسي صالح الحنشي، أن عنوان الحلقة بـ“الإخوة الأعداء“، يكشف ”النوايا الخبيثة لمن يقف خلفه، وفيه إصرار على نبش فكرة العداء والتذكير به“.

وقال في منشور على فيسبوك، استبق به موعد بثّ الحلقة، إن ما سيعرض ”مجرد مادة تاريخية، يتم فيها سرد أحداث قد مضت، ناقشوا مدى صحتها وكذبها“..

وأتبعه بمنشور آخر عقب بثّ الحلقة يقول فيه: ”برنامج سخيف، ولا شيء فيه يستحق المتابعة.. أقسم أنني ندمت أنني شاهدته.. محاولة بائسة فاشلة لإثارة الفتنة في الجنوب“.


ورأى المحلل السياسي، خالد سلمان، أن ما بثّته قناة الجزيرة، ”مجرد تجميع قصاصات ومرويات سبق لوكها على مدى عقود، وسرقة حديث البيض (الرئيس علي سالم البيض، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من العام 1986 وحتى العام 1990) من مكتبة تلفزيون عدن، وتصديرها بالحصري الخاص بالجزيرة، لا شيء جديدًا يستحق التناول في البرنامج سوى نكئ جراح الصراعات الداخلية، وتوظيفها في معركة الراهن السياسي بين الرئاسي والانتقالي والإصلاح الغاضب“.

وقال سلمان في منشور على فيسبوك، إن ”ما سيشتغل عليه إعلام الإخوان بعد التحري، أن الجنوب مفتوح على يناير أُخرى، وأن على كل صاحب ثأر أن يحمل بندقيته ويضغط على الزناد“.


وأشار الطبيب، عبيد البرّي، إلى أن البرنامج ”على الرغم من الغرض منه تشويه بالقيادة الجنوبية السابقة، إلا أن البرنامج لم يستطع إثبات تهمة المناطقية، فالذي جمع بين عبدالفتاح وعنتر ليس الضالع أو الجوف.. والذي نافر بين عنتر وعلي ناصر، ليس لأن أحدهما طوّر منطقته دون منطقة الآخر“.

وتابع البرّي في منشور له على ”فيس بوك“، أن البرنامج كشف دون إرادته، أن ”المسؤول عن إشعال الفتنة، في 13 يناير 1986، كان من خارج الجنوب. وكان هذا الأمر واضحًا جدًا من خلال ما ورد في البرنامج نفسه!“.



وقال الصحفي، ذويزن مخشف، إن برنامج ”المتحري“، لم يأتِ بأي حقائق أو اعترافات وشهادات وأحاديث عن أحداث متسلسلة عشاها الجنوب في حقبة ما بعد استقلاله، لا يعرفها الجنوبيون جيل وراء جيل“.

مشيرًا في مقال نشرته مواقع محلية، إلى أن معد ومقدم البرنامج السياسي الزميل جمال المليكي، لم يخرج بأي جديد يضاف، ”غير تأكيد الكشف عن دسائس ممول البرنامج ومالك فكرته الخبيثة التي شكلت خلال فترة إعداد البرنامج طيلة 3 سنوات، كما قال المليكي“.

وتساءل مخشف، عن أهداف البرنامج في هذا التوقيت والتطورات التي يشهدها المشهد السياسي الحالي في جنوب اليمن، منذ مواجهات شبوة، الأسبوع قبل الماضي، وتداعياتها المستمرة.

وقال إن علينا سؤال جمال المليكي: ”متى تفتح ملف حرب 19٩٤ على الجنوب؟ وللجماعة الإسلامية التي تنتمي إليها اليد الطولى في سبق التآمر والتخطيط الدموي على شريك الوحدة منذ الوهلة الأولى لتوقيع اتفاقها.!“.

وكان الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن)، علي ناصر محمد، قال في حوار سابق مع ”إرم نيوز“، إن الجنوبيين ”استوعبوا الدرس ولا يمكن أن يعيدوا تكرار سيناريوهات الماضي التي عانوا منها ولايزالون، هذا منتهى الغباء.. والجنوبيون ليسوا أغبياء إطلاقًا“.

وأشار الرئيس ناصر في حديثه، إلى أن ”هناك من يريد أن يحبس الجنوبيين في هذا المربع لتحقيق غاياته ويغذي ويستدعي صراعات الماضي حتى لا يتفقوا ويتحدوا على رؤية ومرجعية واحدة والدخول كطرف واحد في استحقاقات الحل السياسي المرحلي أو النهائي للأزمة اليمنية“.