آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عربية: مقتل ابنة دوغين.. ضربة مؤلمة تحت الحزام

صحف عربية: مقتل ابنة دوغين.. ضربة مؤلمة تحت الحزام

الإثنين - 22 أغسطس 2022 - 10:59 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

من الواضح أن القاتل الذي أراد استخدام دم الفيلسوف الروسي والشخصية العامة، ألكسندر دوغين لإيفاد رسالة موجعة إلى والد روسيا الجديدة الوافدة من رحم الحرب الروسية في أوكرانيا قد لا يكون مدركاً للتبعات التي قد تتكشف في الأيام المقبلة والتي قد تنقل المواجهة إلى مرحلة أشد هولاً.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن محاولة اغتيال دوغين تأتي لا فقط مع استمرار الحرب على أوكرانيا بسياقها العام، بل أيضاً تشابكاً مع أحداث أخرى قد تدفع حلف الأطلسي إلى الدخول رسمياً في النزاع العسكري مع روسيا الذي قد يعمق ليس الصراع الدائر فحسب، بل أيضاً الأزمات الإنسانية حول العالم.

مرحلة جديدة من الحرب الأوكرانية؟
يرى جورج عيسى في صحيفة "النهار" اللبنانية أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا باتت أمام منعطف أخطر من المنعطفات السابقة مع اغتيال ابنة ألكسندر دوغين، لاسيما في حال تبين أن كييف وراءها، رابطاً إياها بعمليات مشابه بالساعات الماضية مع أنباء نجاة عمدة ماريوبول الموالي لروسيا من محاولة اغتيال مماثلة.

واعتبر أن محاولة اغتيال تلك تأتي بعد إعلان وزارة الدفاع الألبانيّة السبت عن اعتقال رجلين روسيّين وآخر أوكرانيّ خلال محاولتهم التسلّل إلى مصنع عسكريّ والتجسس عليه. حادثة ينظر إليها بمثابة اعتداء روسيّ مباشر على مصنع عسكريّ لحلف شمال الأطلسي ويأتي ذلك بالتزامن مع المخاطر المحيطة بالأعمال العسكرية حول محطة زابوريجيا النووية التي في حال أدى أيّ تسرّب إلى مقتل أشخاص في دول أطلسيّة، فهذا يعني تفعيل المادة الخامسة بطريقة "آلية".

تسويات كبرى في الأفق
أما عبدالله السويجي، اعتبر في صحيفة "الخليج" الإماراتية، أنه على الرغم من قرع طبول الحرب أو التلويح بها في أكثر من مكان في العالم، إلا أن عمق الأخبار وليس ظاهرها ينبئ بالذهاب إلى تسويات كبرى، لكونها الحل الوحيد للتخلّص من التوتّر الذي يسود، لأن الخيار الآخر، وهو الحرب، سيعقّد الأزمات أكثر ولن يحلّها.

وفي حين يشير السويجي إلى أن خيارات العالم تكاد تقتصر على السلام، أو إبقاء الوضع على ما هو عليه بفضل جهات عالمية تعتاش على صناعة التوتر لأهداف اقتصادية بحتة، يؤكد أن العالم لم يمر في أي حقبة من الحقب بوجود توازن الردع، وبالتالي هذا ما يجعل الناس متفائلين بوجود تسويات كبرى في الأفق.

عالم بدون روسيا
من جهته، يؤكد عزت سعد في صحيفة "الشروق" المصرية أن علاقات الولايات المتحدة بروسيا تحكمها حالة من العداء العام بخاصة بعد انطلاق العملية الروسية داخل أوكرانيا. وهذا يعني تضييق المجال أمام الدبلوماسية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تصاعد التوترات بشكل خطير ويعيق الجهود المتعددة الأطراف الرامية إلى معالجة حالات الصراع والأزمات الإنسانية حول العالم.

ويرى أن الدعم الأمريكي غير المحدود لأوكرانيا، ومواصلة حشد الحلفاء والمزيد من الضغوط التي تمارسها واشنطن على العديد من الدول لخدمة السياسة الأمريكية في هذا الشأن، أدى إلى ترسيخ الاقتناع لدى النخبة السياسية الروسية، بما فيها أولئك الذين عرف عنهم حماسهم لتعميق التعاون مع الغرب، بأن الحرب هي بالفعل "حرب وجودية لروسيا المهددة في كيانها ذاته"، وأنه "يتعين على البلاد اتخاذ تدابير جادة لضمان بقائها على قيد الحياة".

جروح بوتين
وفي صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، وصف غسان شربل مقتل ابنة دوغين بالضربة المؤلمة تحت الحزام، مؤكداً أن مجرد حصول الاغتيال يعني أن جهة ما قررت اجتياز كل الخطوط الحمراء، ونقل المواجهة إلى مرحلة أشد هولاً. ولكن إذا اتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء الحادث، فهذا يعني أن العقاب الشديد آتٍ، وأن على الرئيس فلوديمير زيلينسكي أن يتحسس أيامه.

ولكن مع الجراح العديدة التي تلقاه فلاديمير بوتين في السنوات الماضية من الدولة الروسية، من تراجع للنفوذ الروسي، ودخول دول سوفياتية سابقة في حلف الأطلسي والمشاكل العسكرية التي يعانيها في أوكرانيا وغيرها من المناسبات، يرى شربل أن شعور بوتين بالانتصار خطر ولكن شعوره بالهزيمة سيكون أشد خطورة، خاتماً يرتبط مصير العالم اليوم بما يدور في رأس رجل واحد. وعلى العالم أن يدفع ثمن دم دوغين وجروح بوتين.