آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


تسريع ضم أوكرانيا إلى الناتو غير صائب.. لهذه الأسباب

تسريع ضم أوكرانيا إلى الناتو غير صائب.. لهذه الأسباب

السبت - 08 أكتوبر 2022 - 11:09 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/وكالات:

لا ينبغي أن يُمارِس الرئيس الأوكراني فلايديمير زيلينسكي ضغوطاً للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي حالياً. فهذه الضغوط تزيد من خطر توسّع نطاق الحرب الدائرة، وينبغي أن يظل التركيز منصباً على مواصلة تسلم الأسلحة من الغرب لأن شكل السلام سيحدده ميدان المعركة، بحسب كريستوف شيلتس في تقرير له لصحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية.

ستحسم ساحة المعركة شكل مفاوضات السلام مُستقبلاً. ومن الممكن أن تظل مسألة عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي مُستبعدة إلى الأبد إذا وجدت موسكو نفسها في موقف يجعلها قادرة على إملاء شروط السلام من مركز قوة تمارس تسع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وغرب البلقان ضغوطاً على التحالف العسكري كي يُرحِّب بأوكرانيا. وقد دعا الرئيس الأوكراني إلى "التعجيل بالانضمام" إلى الحلف.

وأوضح معد التقرير "بقدرِ ما هو مفهوم أن بلاده تريد الانضمام إلى تحالف عسكري دفاعي قوي مثل حلف شمال الأطلسي، فإن التوقيت خاطئ. وبطبيعة الحال، يجب أن نعترف بالكفاح البطولي الباسل للشعب الأوكراني من أجل البقاء. غير أنّ زيلينسكي يجب أن يكون حريصًا على عدم المغالاة في مدى استعداد الغرب لدعمه وتأييده".

من الصواب، برأي معد التقرير، أن يُطالب الرئيس الأوكراني مراراً وتكراراً بدبابات قتالية. فهي ضرورية لشن هجوم مضاد ناجح ومُستدام في شرق أوكرانيا. ومن الصواب أن يُطالب زيلينسكي بالمزيد من الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي، حتى لو كان حريّاً ببروكسل ألّا تنسى أن ثمة مناطق أخرى مثل طاجيكستان أو اليمن أو السودان تواجه أزمات.

قرار خاطئ
غير أن انضمام أوكرانيا السريع الآن إلى حلف شمال الأطلسي سيكون خاطئاً بشكلٍ جوهري، برأي الصحيفة. فإذا أمست أوكرانيا سريعاً عضواً جديداً في حلف شمال الأطلسي، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى جرِّ الحلف إلى الحرب نظراً لالتزامه بالدفاع عن الدول الأعضاء فيه، بحسب نص المادة الخامسة من ميثاقه.

ومن الممكن أن تثير تلك الخطوة حفيظة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقدرٍ أكبر فتدفعه إلى تصرفات خارجة عن التوقعات وتصعيد الموقف بقدرٍ أكبر، وربما حتى يلجأ إلى استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية (ناهيكَ عن المخاطر النووية). وفي الوقت عينه، ستتحد صفوف النخبة الروسية دعماً للكرملين إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو.

ويضيف "لقد كان خطأً جسيماً أن ترفض المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وكذلك الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، انضمام أوكرانيا وجورجيا السريع إلى حلف شمال الأطلسي في 2008. وقد انتقدت العديد من دول حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة، هذا القرار عن حق".

الحوار مع بوتين
غير أن التوافق الفرنسي الألماني لم يتزحزح عن سياسة الحوار مع بوتين الذي كشفَ آنذاك بالفعل عن وحشيته إذ غزا الإقليمين الجورجيين أبخازيا وأوسيتيا. لكنّ هذا الخطأ التاريخي لا يمكن إصلاحه بالتعجيل بعملية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في 2022 أو 2023، تقول الصحيفة الألمانية.

وتضيف الصحيفة أن "النقاش الدائر حول عضوية الناتو حاليّاً ليس عوناً لكييف. فالانضمام خلال الفترة التي تتراوح بين خمس وثمانِ سنوات غير واقعي أبداً" و"لا ينبغي للرئيس الأوكراني أن يبالغ في تقدير استعداد الغرب لتقديم الدعم. فالأهم من ذلك ضخ المزيد من الأسلحة الغربية لأن السلام سيتحدد في ساحة المعركة. وينبغي لزيلينسكي الآن أن يُمارس ضغوطاً أكبر بكثير من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة".

وعليه أيضاً بحسب الصحيفة أن "يتعامل مع جُبن المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يتوارى وراء واشنطن فيما يختص بتزويد أوكرانيا بالدبابات لأنه لا يريد أن يكون أولَ مُورِّد للدبابات في أرض المعركة. وفي الوقت ذاته، يتعين على ألمانيا تحديداً التي تدين بدين حربي تاريخي إلى أوكرانيا أن تقود المسيرة".

لماذا؟ يتساءل معد التقرير، مجيباً: "لأنه كلما كانت الأسلحة التي تتلقاها أوكرانيا من الغرب أفضل، كُلِّلت جهود الجنود الأوكرانيين بالنجاح في أرض المعركة. ستحسم ساحة المعركة شكل مفاوضات السلام مُستقبلاً. ومن الممكن أن تظل مسألة عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي مُستبعدة إلى الأبد إذا وجدت موسكو نفسها في موقف يجعلها قادرة على إملاء شروط السلام من مركز قوة".