آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عالمية: تخبط أمريكي بشأن دعم أوكرانيا.. والضفة الغربية على صفيح ساخن

صحف عالمية: تخبط أمريكي بشأن دعم أوكرانيا.. والضفة الغربية على صفيح ساخن

الأربعاء - 26 أكتوبر 2022 - 10:04 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/إرم نيوز:

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن تخبط أمريكي وانقسام داخل الحزب الديمقراطي حول مسألة دعم كييف.

وفي الملف الفلسطيني، حذرت تقارير صحفية من سخونة الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد استشهاد خمسة فلسطينيين أمس في مدينة نابلس جراء حملة شرسة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ضغوطات أوكرانية.. وتخبط أمريكي

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن أوكرانيا كثفت من ضغوطاتها أمس على الغرب من أجل الحصول على مليارات الدولارات كمساعدات اقتصادية وعسكرية بعد الهجمات الروسية على البنية التحتية التي تركت البلاد تكافح من أجل إنتاج ما يكفي من الكهرباء.

جاء ذلك بعدما ضغط الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على قادة السياسة ورجال الأعمال الغربيين المجتمعين في برلين الثلاثاء، من أجل مزيد من التمويل لإعادة بناء بلاده.

وقال زيلينسكي في افتتاح المؤتمر المعني بإعادة إعمار وتحديث أوكرانيا "روسيا تدمر كل شي. إن الدعم الاقتصادي ليس ضروريًّا غدًا، إنه مطلوب الآن. لدينا حاجة ملحة لإعادة بناء المنازل والمدارس ومحطات الطاقة."

وأشارت الصحيفة إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت حرج بالنسبة للزعماء الغربيين، بعدما أدى قرار روسيا بقطع تدفق الغاز الطبيعي لأوروبا إلى إغراق المنطقة في أزمة طاقة تغذي التضخم وكذلك الاحتجاجات في جميع أنحاء القارة.

وقالت الصحيفة "في أوروبا، كان هناك انحسار طفيف في الدعم السياسي لأوكرانيا على الرغم من الاحتجاجات المتزايدة في جميع أنحاء القارة بشأن تكاليف المعيشة والتضخم المرتفع، لكن المساعدات ظلت متخلفة باستمرار عن الدعم الأمريكي."

وأضافت "يعد الاتحاد الأوروبي بتقديم دعم شهري قدره 1.5 مليار دولار لأوكرانيا في عام 2023، لكنه فشل في الحصول على ثلث 9 مليارات دولار التي وعد بها أوكرانيا في مايو/أيار الماضي."

وتابعت "في تقرير الشهر الماضي، قالت المفوضية الأوروبية والحكومة الأوكرانية والبنك الدولي إن التكلفة الحالية لإعادة الإعمار والتعافي في أوكرانيا تبلغ 349 مليار دولار لكنها من المرجح أن تنمو في الأشهر المقبلة".

انقسامات وتراجع عن المواقف

في غضون ذلك، بدأت الانقسامات في واشنطن بالظهور فيما يتعلق بمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، وذلك بعدما تراجع الديمقراطيون الليبراليون في مجلس النواب عن دعوتهم للرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالسعي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وبعد يوم واحد من إصدار خطاب يحث إدارة بايدن على السعي لإجراء محادثات دبلوماسية مباشرة مع روسيا بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سحب التقدميون أمس تلك الدعوة؛ ما يعكس الانقسامات العميقة ليس فقط بين الحزبين، بل بين الديمقراطيين أنفسهم.

وفي رسالة بُعث بها أمس الأول، الإثنين، دعا التجمع التقدمي في الكونغرس إدارة بايدن إلى "البحث عن إطار واقعي لوقف إطلاق النار"، و"متابعة كل السبل الدبلوماسية لدعم مثل هذا الحل المقبول لشعب أوكرانيا".

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، سرعان ما أثار الخطاب، الذي جاء قبل أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، ردَّ فعل عنيفًا بين الديمقراطيين الآخرين، الذين اتهموا 30 مشرعًا وقعوا على الرسالة بتقويض الدعم لكييف في وقت حرج في حربها "ضد العدوان الروسي".

وقالت الصحيفة، إن توقيت الرسالة يعد أكثر خطورة من الناحية السياسية، مشيرة إلى أن أوكرانيا "ليست مستعدة للمفاوضات" في هذه المرحلة، خاصة أن هجومها المضاد الذي بدأ منذ أشهر ناجح حتى الآن، كما إنه لا يوجد مؤشر على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستعد للتفاوض أيضًا.

ونقلت "بوليتيكو" عن رئيسة التجمع التقدمي الديمقراطي، ألبراميلا جايابال، قولها إنه تمت صياغة الرسالة منذ عدة أشهر، "ولكن للأسف تم الإفراج عنها من قبل الموظفين دون فحص."

وأضافت جايابال، في حديثها مع الصحيفة، أنها تقبل "المسؤولية" عن الإخفاق المحرج، مضيفة أن توقيت الرسالة تسبب في تشتيت الانتباه واختلط مع اقتراح زعيم الأقلية في مجلس النواب، كيفين مكارثي، أخيرًا، بأن الجمهوريين قد يتراجعون عن تمويل أوكرانيا.

في المقابل، قال مصدر مطلع لـ"بوليتيكو" إن جايابال قد "وافقت شخصيًّا" على إصدار الرسالة يوم الإثنين.

معضلة روسية في "الأرض والجو"

ميدانيًّا، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن معهد دراسة الحرب، ومقره واشنطن، زعمه أن من المرجح أن تستعيد القوات الأوكرانية السيطرة على جزء من إقليم خيرسون، ولكن ليس المنطقة بأكملها، وذلك بحلول نهاية العام الجاري؛ ما يوجه ضربة موجعة لجهود موسكو الحربية.

ووفقًا للمجلة، قال المعهد الأمريكي في تقرير، إن التمركز الروسي في مدينة خيرسون الساحلية لا يمكن الدفاع عنه على الأرجح، وإنه "من المرجح أن تستولي القوات الأوكرانية على المنطقة بحلول نهاية العام الجاري".

وأضاف "القوات الروسية بدأت انسحابًا جزئيًّا من شمال غرب خيرسون حتى في أثناء الاستعداد للدفاع عن المدينة."

ونقلت المجلة عن جورج باروس، المحلل في ملف روسيا وأوكرانيا بمعهد دراسة الحرب، قوله إن مدينة خيرسون تعد "منطقة ذات أهمية إستراتيجية" بالنسبة لأوكرانيا.

وأضاف باروس لـ"نيوزويك": "إن الآثار الإستراتيجية لاستعادة الأوكرانيين لتلك المنطقة هي أنها ستساعد في منع إمكانات روسيا الهجومية لتكون قادرة على الذهاب إلى منطقة ساحلية إستراتيجية أخرى في الجنوب، بالقرب من البحر الأسود."

وأشار باروس إلى أن التقييم الأخير الصادر عن "معهد دراسة الحرب" قد خلص إلى أن الحملة الأوكرانية تسعى فقط لطرد القوات الروسية من الضفة الشمالية لنهر دنيبرو". وقال "سيكون من الصعب على الأوكرانيين المناورة عبر النهر."

وأردف "من المحتمل أن تستولي القوات الأوكرانية على الضفة الشمالية للنهر. وإذا تم ذلك، ستكون الخطوة الأوكرانية أكبر هزيمة عسكرية روسية منذ خسارة معركة كييف في مارس."

محاولة روسية للتفوق

وفي أزمة أكثر تحديثًا للكرملين، ذكرت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية أنه على الرغم من حملة الحداثة التي أطلقتها الدولة بشأن تحديث القدرات العسكرية، تكافح القوات الجوية الروسية من أجل التفوق في أوكرانيا.

وسلطت الصحيفة الضوء على حادثين منفصلين قد وقعا في أسبوع واحد عندما تحطمت طائرتان حربيتان فوق مبان سكنية في مدينتي ييسك وإيركوتسك السيبيرية، وتسببا في مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين.

وقالت الصحيفة الروسية – الناطقة بالإنجليزية - إنه بينما ألقى المحققون باللوم على كلا الحادثين في الفشل الفني، فإن حادثين مرئيين في غضون أسبوع يسلطان الضوء على التحديات التي تواجه القوات الجوية الروسية بعد ثمانية أشهر من الحرب مع أوكرانيا.

وأضافت "بعد أن فشل في تحقيق التفوق الجوي المبكر في الصراع، استمر سلاح الجو في لعب دور داعم في غزو موسكو، وهو فشل يقول بعض المحللين إنه أساسي للأداء المتعثر للقوات الروسية في أوكرانيا ككل."

وتابعت "بعد استثمار مليارات الروبلات في تحديث القوات الجوية الروسية على مدى العقد الماضي، توقع العديد من المحللين أن القوة الجوية الروسية سوف تطغى بسرعة على دفاعات أوكرانيا، وتكتسب السيطرة على سماء كييف."

وأردفت: لكن الخسائر الفادحة في أوائل مارس دفعت القوات الجوية إلى تبني تكتيكات تجنب المخاطر، ولعب دور ثانوي للقوات البرية الروسية، وهي خطوة ينسبها المحللون إلى قلة خبرة الطيارين في الأسطول الروسي."

تصاعد العنف بالضفة الغربية

وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية العملية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام على مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة بـ"الأكثر دموية" هذا العام، حيث أسفرت أمس فقط عن استشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل، وإصابة أكثر من 21 آخرين.

وقال جيش الاحتلال إن قناصة وجنودًا يحملون صواريخ تطلق من على الكتف وأعضاء في جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك) هاجموا المدينة القديمة في الساعات الأولى من صباح أمس، وإنهم فجروا ما زعم أنه "معمل للقنابل" وقتلوا أحد قادة جماعة مقاومة فلسطينية ناشئة تدعى "عرين الأسود"، في معركة بالأسلحة النارية.

في المقابل، نقلت "الغارديان" عن وسائل إعلام فلسطينية قولها، إن اثنين من القتلى كانا غير مسلحين في طريق عودتهما من العمل إلى منزلهما. وأضافت أن الثلاثة الآخرين ينتمون إلى فصيل "عرين الأسود".

ونقلت الصحيفة عن محمود العالول، نائب رئيس "حركة فتح" قوله لتلفزيون فلسطين، إن عددًا من أفراد قوات السلطة الفلسطينية كانوا من بين المصابين، مشيرًا إلى أن الغارة الإسرائيلية تمت دون التعاون مع السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالتنسيق الأمني.

وأشارت "الغارديان" إلى أن حركة "عرين الأسود" تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث يشعر ثلاثة ملايين شخص بالغضب من الاحتلال الإسرائيلي المفتوح والحكم القمعي للسلطة الفلسطينية.

وتلقي إسرائيل باللوم على الجماعة، التي تنشط في محيط نابلس، في العديد من الهجمات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إطلاق النار على رقيب في جيش الاحتلال كان يرافق مستوطنين يهودًا في مسيرة دينية بالقرب من بلدة سبسطية.

وقالت الصحيفة، إن جميع أنحاء الضفة الغربية تعاني من غارات ليلية إسرائيلية تقريبًا منذ مارس. وأوضحت أن نابلس تخضع لحصار عسكري إسرائيلي على مدار الأيام القليلة الماضية، ما يقيد الحركة بشدة، كما واجه السكان المحليون تصاعدًا في هجمات المستوطنين.

وذكرت الصحيفة "يبدو أن العنف يزداد سوءًا؛ إذ استشهد أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية هذا العام، وهو رقم قياسي منذ سبع سنوات"، مشيرة إلى أن معركة أمس تأتي في إطار تصاعد مقلق في أعمال العنف خلال حملة القمع التي شنتها إسرائيل منذ أشهر ضد نشطاء مشتبه فيهم.

واعتبرت الصحيفة أن استخدام الطائرات دون طيار في حملة نابلس أمس يمثل تصعيدًا في قوة النيران التي عادة ما تستخدمها تل أبيب في الضفة الغربية المحتلة، إذ أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن القادة وافقوا أخيرًا على هجمات بطائرات دون طيار في مناطق محتلة أخرى، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات المتزايدة تأتي قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر المقبل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الذي من غير المرجح أن يفوز بأغلبية مستقرة، إن إسرائيل ستواصل حملتها ضد أهداف "المتشددين" في نابلس ومدن أخرى.