آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عالمية: شكوك حول شرطة البرازيل.. والتشدد الإسرائيلي يصل لعلم فلسطين

صحف عالمية: شكوك حول شرطة البرازيل.. والتشدد الإسرائيلي يصل لعلم فلسطين

الثلاثاء - 10 يناير 2023 - 10:42 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/إرم نيوز:


لا تزال تداعيات المشهد البرازيلي تتصدر عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة الثلاثاء، والتي أثارت تساؤلات حول "ولاء قوات الأمن" نظراً لسهولة اقتحام المتظاهرين لمقرات السلطة الثلاثة في البلاد.

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، سلطت الصحف الضوء على المعركة المحتدمة للسيطرة على باخموت بشرق البلاد، وسط تقارير تتحدث عن تعزيزات أوكرانية مكثفة حول المدينة وسط هجمات روسية "لا هوادة فيها".

وناقشت الصحف تقارير أخرى تعتبر قرار الحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة بشأن إزالة العلم الفلسطيني من الأماكن العامة "إهانة" لهوية الشعب الفلسطيني، ونواة لمواجهات جديدة من العنف، ويشير إلى الميول المتشددة للائتلاف الحكومي.

"ولاء" الشرطة البرازيلية
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عبر موقعها الإلكتروني مقالاً للرأي سلط الضوء على المشهد البرازيلي في ضوء أعمال الشغب واقتحام مقرات السلطة الثلاثة الذي وقع الأحد، معتبراً أن الأحداث تثير تساؤلات حول "ولاء" قوات الأمن.

وذكر المقال أن اقتحام القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا في البرازيل من قبل الآلاف من أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو، كان دراماتيكيًّا وصادمًا، لكن الأحداث جرت بـ"سهولة مدهشة"، ما يشير إلى احتمال تواطؤ بعض قوات الأمن المكلفة بحراسة المقرات الحكومية في قلب العاصمة برازيليا.

يتعين على الرئيس الجديد الآن القلق بشأن حدوث موجة تمرد عارمة خلال الفترة المقبلة من قبل اليمين المتطرف
مقال بصحيفة "فاينانشيال تايمز"
وقال إنه على الرغم من أن قوات الأمن قد تمكنت من السيطرة على الموقف في نهاية المطاف، إلا أنها عندما تحركت إلى الحي الحكومي، لم يكن الأمر للانضمام إلى المحتجين ولكن لإبعادهم.

وأضاف المقال أنه بغض النظر عن التعاطف الذي قد يحمله بعض الجنود أو الشرطة لأجندة المتظاهرين اليمينيين المتطرفين - ومن الواضح أن عددًا منهم يفعل ذلك - فإن قيادة قوات الأمن البرازيلية ظلت حتى الآن بقوة وراء الديمقراطية، حيث قامت بتطهير المباني التي كانت فارغة في ذلك الوقت، وأعادت النظام واعتقلت عدة مئات.

ووفقًا لما جاء في مقال الرأي، قالت مونيكا دي بول الخبيرة البرازيلية في "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" بواشنطن، إن "أكثر ما يقلقني في الأيام المقبلة هو ما سيحدث للشرطة وقدرتها على ضمان الأمن للجميع".

وتساءلت "إلى أي مدى ستتمكن السلطات في جميع أنحاء البلاد من احتواء مثل هذه الأعمال وهذا النوع من الإرهاب الداخلي".

ورأى المقال أنه يجب أن يتحمل بولسونارو مسؤولية كبيرة عن "المشاهد البغيضة" التي ظهرت في البرازيل، معتبرًا أن رفضه الهزيمة الانتخابية بشكل واضح لخصمه اليساري المخضرم، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورفضه المتهور للظهور عند التنصيب لتسليم السلطة، عوامل أسهمت في هذه "الكارثة القذرة".

وأضاف "يسلط التمرد الفاشل الضوء على الصعوبات التي يواجهها لولا وهو يبدأ فترة رئاسية ثالثة في ظروف اقتصادية وسياسية أقل مواتاة بكثير من إداراته السابقة من 2003 إلى 2010".

وتابع "وفي حين أن معظم البرازيليين يدعمون بقوة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًّا، فإن أقلية كبيرة لم تغفر قط للزعيم اليساري الفساد الذي ازدهر خلال حكم حزب العمال أو الركود العميق الناجم عن سوء إدارة خليفته ديلما روسيف".

وأردف "وبالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد وارتفاع مستويات الفقر في ظل مجتمع شديد الاستقطاب، يتعين على الرئيس الجديد الآن القلق بشأن حدوث موجة تمرد عارمة خلال الفترة المقبلة من قبل اليمين المتطرف".

وفي هذا الشأن، قال أوليفر ستوينكل، وهو خبير أيضًا في الشأن البرازيلي "سيكون هذا مصدر إلهاء كبير لحكومة لولا في الأسابيع والأشهر المقبلة. التحديات التي تواجه لولا معقدة للغاية، ولا تشمل الاقتصاد فحسب، بل تشمل أيضًا مجتمعًا منقسمًا بعمق مع عناصر متطرفة، وربما تشمل أجزاء من المؤسسة الأمنية".

تعزيزات أوكرانية بباخموت
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أوكرانيا عمدت الاثنين، إلى تعزيز مواقعها الدفاعية حول مدينة باخموت المتنازع عليها بشرق البلاد، وذلك بعد أيام من "إعصار" روسي عنيف تضمن هجمات "لا هوادة فيها" على مدينة وبلدة سوليدار القريبة.

وقالت الصحيفة إن باخموت وبلدة سوليدار المجاورة كانتا محور جهود مكثفة من جانب موسكو لإحراز تقدم في منطقة دونباس التي تحاول فيها القوات الروسية "بشكل يائس" التقدم منذ أوائل الصيف.

باخموت أصبحت مسرحًا لقتال وحشي منذ وصول الجنود الروس إلى ضواحي المدينة في أوائل تموز/ يوليو الماضي
صحيفة "الغارديان"
وأشارت إلى أنه في الأيام الأخيرة، ركزت الهجمات الروسية على سوليدار في محاولة واضحة لعزل البلدة لتسهيل عملية تطويق باخموت.

وفي تحليل إخباري لها، رأت "الغارديان" أن الاستيلاء الروسي على سوليدار، التي تقع في الشمال الشرقي من باخموت، من شأنه أن يعرّض القوات الأوكرانية في المنطقة لخطر التطويق ويوفر لموسكو فرصة كبيرة للسيطرة على مدينة باخموت.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم، إنه على الرغم من التكهنات بأن الكرملين ربما يستعد لحملة تجنيد جديدة لما يقرب من 500 ألف جندي إضافي، إلا أن إستراتيجية الرئيس فلاديمير بوتين، للتجنيد الإجباري ربما تسهم في زيادة عدد القتلى الروس.

وقال المحللون إن التناقص الكبير للقوات الروسية في شرق أوكرانيا "لا يبشر بالخير" لأي تعبئة جديدة، معتبرين أن حملة التجنيد المزعومة ربما لن تكون حاسمة بمفردها.

وأضافوا أن الحرب تتطلب معدات عالية الجودة، وجنودًا مدربين بشكل أكبر من حشود المجندين ذوي الدوافع الضعيفة.

يأتي ذلك تزامنًا مع تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيها إن قوات بلاده تقاوم الهجوم الروسي المستمر منذ 6 أشهر على باخموت، مشيرًا إلى أنه سيتم نقل وحدات إضافية للمساعدة في الدفاع عن المدينة المحاصرة "رغم كل الصعاب".

ونقلت الصحيفة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها الاثنين، إن القوات الروسية حاولت شن هجمات على باخموت وعلى جبهتين أخريين في منطقة دونيتسك الشرقية، أفدييفكا وليمان.

وذكرت الصحيفة أن "باخموت أصبحت مسرحًا لـ"قتال وحشي" منذ وصول الجنود الروس إلى ضواحي المدينة في أوائل تموز/ يوليو الماضي، على أمل السيطرة وفتح الطريق إلى المراكز السياسية والاقتصادية في سلوفيانسك وكراماتورسك، وفي الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس أيضًا".


المدنيون في "جحيم باخموت" لم يروا زيلينسكي خلال زيارته
وأشارت "الغارديان"، إلى أن القوات الروسية كانت ركزت قوتها النارية على المدينة في الأشهر الأخيرة بعد أن استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على أجزاء من البلاد التي احتلتها روسيا.

ووفقًا لتحليل الصحيفة، قدّر بعض المحللين أن موسكو ليس لديها شيء تكتيكي بارز لتكسبه من الاستيلاء على مدينة باخموت، لكنهم رأوا أن الخطوة قد تكون انتصارًا رمزيًّا للزعيم الروسي في ضوء الانتكاسات الأخيرة لجيشه.

إزالة العلم الفلسطيني
على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القرار الذي أصدره وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بشأن إزالة الأعلام الفلسطينية من الأماكن العامة، "إهانة" للهوية الفلسطينية وشعبها، كما إنه ينذر بتصعيد التوترات المتأججة بالفعل.

وذكرت الصحيفة، أن قرار بن غفير يأتي ضمن سلسلة إجراءات قاسية اتخذتها الحكومة اليمينية الجديدة في البلاد التي تستهدف الفلسطينيين بشكل واضح، كما إنه يأتي بعد أسبوع من خطوة "استفزازية" أخرى قام بها الوزير المتطرف عندما اقتحم المسجد الأقصى.

الخطوة تعطي الشرطة سلطة تقديرية مطلقة لحظر التلويح بالعلم الفلسطيني في جميع الظروف
مركز "عدالة" القانوني
وأوضحت الصحيفة أن الأعلام الفلسطينية ليست غير قانونية في إسرائيل، لكن الشرطة لها الحق في إزالتها من الأماكن العامة إذا اعتبرت خطرًا على النظام العام.

وأضافت أن توجيه بن غفير ضد "رمز شعبي" للعديد من الفلسطينيين يشير إلى الميول المتشددة للائتلاف الحاكم تجاه الشعب الفلسطيني المغتصب.

وجاء قرار الوزير المتطرف بعد أن لوَّح سكان قرية عربية في الداخل بالعلم الفلسطيني كجزء من الاحتفال بعودة كريم يونس إلى الوطن، بعدما قضى 4 عقود في السجون بعد إدانته بقتل جندي إسرائيلي.

كما جاءت الخطوة، وفقًا لتقرير "الجورنال"، بعد سلسلة من الإجراءات العقابية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، "انتقامًا لتحركاتها ضد إسرائيل في المحافل الدولية".


أقدم أسير.. من هو كريم يونس الذي أفرجت عنه إسرائيل بعد 40 عامًا؟
في السياق، نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن مسؤول بالشرطة الإسرائيلية قوله، إن "قرار إزالة العلم يستند إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك الطبيعة والظروف التي تم فيها رفعه، وأي إجراءات تم اتخاذها، لكنه لم يعلق بشكل مباشر على الحظر الشامل الذي أمر به بن غفير".

وأضاف المصدر للصحيفة "بالتزامن مع رفع العلم، تؤخذ هذه العوامل في الاعتبار في ضوء السلامة العامة واحتمال ارتكاب جرائم جنائية، مثل دعم منظمة . وبعد مراجعة شاملة، ستحدد الشرطة مسار العمل المناسب في حادثة معينة تتعلق بالوضع وفي بعض الأحيان، قد يتم ذلك بالتشاور مع مسؤولي الأمن الآخرين".

كما نقلت الصحيفة عن مركز "عدالة" القانوني لحقوق "الأقلية العربية" في إسرائيل قوله إن القرار الجديد قد يذهب إلى خطوة أخرى "أكثر إثارة للقلق"، معتبرًا أن الخطوة تعطي الشرطة سلطة تقديرية "مطلقة" لحظر التلويح بالعلم الفلسطيني في جميع الظروف.

وقالت الصحيفة البريطانية إنه من الناحية العملية، أبلغ محللون فلسطينيون أن شرطة الاحتلال تعتقل بانتظام الأشخاص بسبب التلويح بالأعلام.

ونقلت عن يارا الهراوي، كاتبة ومحللة سياسية فلسطينية، قولها "أعتقد أن الأمر الجديد سيوسع صلاحيات الشرطة وشرطة الحدود لملاحقة أي شخص".

وأضافت الهراوي، وهي محللة بارزة في مؤسسة "الشبكة" الفكرية الفلسطينية "ستفتح الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة الباب أمام نظام أقسى في الضفة الغربية المحتلة. إنه أمر مقلق فيما يتعلق بتصعيد أعمال العنف".