آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


صحف عالمية : جهود إنقاذ "إعجازية" بتركيا وسوريا.. ورغبة روسية في "تدمير" الدفاعات الأوكرانية

صحف عالمية : جهود إنقاذ "إعجازية" بتركيا وسوريا.. ورغبة روسية في "تدمير" الدفاعات الأوكرانية

الأحد - 12 فبراير 2023 - 11:05 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت/إرم نيوز:

بعد تخطي حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا حاجز الـ29 ألف قتيل، قالت صحف عالمية اليوم الأحد، إن رجال الإنقاذ يسابقون الزمن لانتشال الناجين أو جثث الأشخاص من تحت الأنقاض، وسط تقارير تتحدث عن بدء حملة "تصحيح" في أنقرة تستهدف بعض المسؤولين عن انهيار المنازل.

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، أوردت الصحف تقارير ميدانية تكشف عن رغبة روسية في "تدمير" الخطوط الدفاعية الأوكرانية، قبل البدء في شن هجوم "كبير" مزعوم تزامنًا مع الذكرى الأولى للغزو.

وفي إسرائيل، أشارت الصحف إلى تواصل غضب الشارع للأسبوع السادس على التوالي ضد الحكومة اليمينية المتطرفة وخططها لإصلاح القضاء، وسط مطالبات باستقالة بنيامين نتنياهو.         

عمليات إنقاذ "إعجازية".. وتركيا تبدأ "حملة التصحيح"

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن عمليات الإنقاذ المستمرة منذ ستة أيام جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا قد شهدت جهودًا "إعجازية"، وذلك بعدما تخطت حصيلة القتلى حاجز الـ29 ألفًا وتشريد الملايين، في كارثة إنسانية هي الأعنف في المنطقة منذ قرن على الأقل.

وقالت الصحيفة إن عمال الإنقاذ قد واصلوا أمس السبت، إخراج الناجين من الزلزال من تحت الأنقاض في جنوب تركيا. وأشارت إلى أنه حتى مع انتهاء جهود الإنقاذ في شمال غرب سوريا، بدأ عمال الإغاثة في جميع المناطق المتضررة بتحويل تركيزهم إلى انتشال الجثث وتوفير المأوى للنازحين. ووصفت الوضع في سوريا بـ"المرعب والفوضوي".

وأضافت أن حجم عمليات الإنقاذ التي جرت أمس – والذي قدر بالعشرات – يعكس مدى كفاح عمال الطوارئ من تركيا وجميع أنحاء العالم ومعاناتهم مع ظروف الطقس القارس، من أجل البحث عن "أي دليل للحياة" تحت الأنقاض، وصعوبة انتشال جثث الموتى وسط أكوام من المباني المنهارة.

وأعلنت تركيا أمس أن ما لا يقل عن 24617 شخصًا قد لقوا حتفهم جراء زلزال، بينما أصيب أكثر من 80 ألفًا. وفي شمال غرب سوريا، قتل أكثر من 2100 شخص. وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، لقي ما لا يقل عن 1387 شخصًا مصرعهم.

خبراء في مجال الصحة العامة قالوا إن البقاء على قيد الحياة لأكثر من 130 ساعة تحت الأنقاض يعد "أمرًا رائعًا للغاية لم نسمع عنه من قبل.. نحن في زمن المعجزات".
واشنطن بوست
ونقلت "واشنطن بوست" عن خبراء في مجال الصحة العامة قولهم إن البقاء على قيد الحياة لأكثر من 130 ساعة تحت الأنقاض يعد "أمرًا رائعًا للغاية لم نسمع عنه من قبل. نحن في زمن المعجزات".

وخلف الزلزال – الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر - دمارًا واسعًا في جميع أنحاء جنوب شرق تركيا وشمال سوريا.

في غضون ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تركيا بدأت أول حملاتها لتصحيح المسار، وذلك بعد تزايد الغضب الشعبي تجاه استجابة الحكومة "البطيئة" للكارثة وتسامحها مع البناء الرديء، وذلك بعدما أعلنت أنقرة أمس عن اعتقال عشرات المقاولين الذين ألقت عليهم باللوم في انهيار بعض المباني.

ونقلت الصحيفة عن وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية أن أكثر من 100 شخص اعتقلوا في جميع أنحاء المقاطعات العشر المتضررة من الزلزال، إذ أمرت وزارة العدل المسؤولين في تلك المقاطعات بإنشاء "وحدات للتحقيق في جرائم الزلزال".

كما أمرت وزارة العدل التركية، وفقًا لـ"الأناضول"، المسؤولين بتعيين مدعين عامين لتوجيه تهم جنائية ضد جميع "البنائين والمسؤولين" عن انهيار المباني التي أخفقت في تلبية القوانين الحالية، والتي تم وضعها بعد كارثة مماثلة وقعت عام 1999.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الاعتقالات تعد الخطوات الأولى التي اتخذتها الدولة التركية نحو تحديد ومعاقبة الأشخاص الذين ربما أسهموا في مقتل مواطنيهم جراء الزلزال. وأشارت إلى أنه عبر منطقة الزلزال، أعرب السكان عن غضبهم مما زعموا "أنهم بناة فاسدون يطمحون في زيادة أرباحهم على حساب أرواح الناس"، كما أعربوا عن انتقادهم للحكومة.

الاعتقالات تعد الخطوات الأولى التي اتخذتها الدولة التركية نحو تحديد ومعاقبة الأشخاص الذين ربما أسهموا في مقتل مواطنيهم جراء الزلزال.
نيويورك تايمز
وأضافت الصحيفة أنه بينما وضعت تركيا قوانين بناء بعد زلزال 1999، قال السكان إنها لم تطبق في كثير من الأحيان لأن المقاولين "يمكنهم كسب المزيد من المال عند قطع الزوايا؛ أي خلط الخرسانة واستخدام قضبان معدنية أرخص لتدعيم الأعمدة، من بين أشياء أخرى."

وقالت الصحيفة إنه بالرغم من تشديد مسؤولين أتراك على أهمية الوحدة وجهود الدولة للتصدي للكارثة، تتصاعد الدعوات الشعبية التي تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الأزمة، بما في ذلك المباني المعيبة والاستجابة المتأخرة للزلازل.

تكتيك روسي لـ"سحق" الخطوط الأوكرانية

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول عسكري أوكراني بارز قوله إن روسيا قد تؤجل الإعلان عن تعبئة جديدة مزعومة في صفوف جيشها بسبب هجومها المتصاعد في جبهات متعددة في ساحات المعركة، مشيرًا إلى أن الكرملين يركز الآن على "تدمير" الخطوط الدفاعية الأوكرانية قبل الذكرى الأولى للغزو.

وفي مقابلة مع الصحيفة الأمريكية، زعم نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجنرال فاديم سكيبيتسكي، أن روسيا مستعدة لبدء تعبئة جديدة، "لكنها تكافح من أجل دمج القوات التي أضافتها بالفعل في سبتمبر".

وأضاف سكيبيتسكي أن موسكو تنتظر "تقييم نجاح هجومها المكثف" الذي تشنه منذ أيام في جميع أنحاء البلاد للبدء في إجراءات التعبئة العسكرية الجديدة. وتابع: "كل شيء جاهز بالنسبة للروس.. الموظفون في أماكنهم، والقوائم جاهزة، والأشخاص المكلفون بتنفيذ عمليات التوظيف والتدريب على أهبة الاستعداد."

وكانت روسيا كثَّفت في الأسابيع الأخيرة هجماتها على خطوط الدفاع الأوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا. كما فرضت موسكو خناقًا تامًا على مدينة باخموت في دونيتسك من ثلاث جهات، إذ يمنح سقوطها للكرملين انتصارًا رمزيًّا بعد معارك دامية مستمرة من أكثر من 10 أشهر.

وصرح سكيبيتسكي بأنه حتى إذا مضت روسيا قدُمًا في جولة جديدة من التعبئة، فمن المحتمل أن تعاني من المشكلات ذاتها التي كشفت عنها الموجة السابقة. وقال: "إنهم يستعدون لموجة ثانية من التعبئة، لكن تقييمنا أنهم سيتأخرون لأنهم لم يتغلبوا على كل الصعوبات التي مروا بها خلال الموجة الأولى".

ونقلت "الجورنال" عن وزارة الدفاع البريطانية قولها، أمس السبت، إن القيادة الروسية تواجه خيارًا صعبًا "يتمثل إما في الاستمرار في استنفاد قواتها، أو تقليص الأهداف، وإما إجراء شكل آخر من أشكال التعبئة". ونفى المسؤولون الروس مرارًا أن تكون التعبئة الجديدة وشيكة.

في غضون ذلك، تحدثت الصحيفة عما وصفته بـ"إشارة واضحة لإطالة أمد الحرب الأوكرانية"، وذلك بعدما صرح يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة "فاغنر" الروسية، وهي جماعة مرتزقة شبه عسكرية، بأن خطط الكرملين للاستيلاء على شرق أوكرانيا "قد تستغرق عامين".

وأشار بريغوزين، وهو أقرب حلفاء بوتين، إلى أن تركيز روسيا الآن ينصب على الاستيلاء على بقية منطقة دونباس التي لم تحتلها منذ بداية الحرب قبل عام تقريبًا. وقال بريغوزين، في مقابلة نادرة نقلتها الصحيفة، "إنه إذا كان الهدف هو احتلال كامل الجزء شرق نهر دنيبرو، فسيستغرق ذلك نحو ثلاث سنوات."

القيادة الروسية تواجه خيارًا صعبًا "يتمثل إما في الاستمرار في استنفاد قواتها، وإما تقليص الأهداف، وإما إجراء شكل آخر من أشكال التعبئة".
وزارة الدفاع البريطانية
على صعيد آخر، ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن قادة الكرملين يخشون من طموح بريغوزين "المفرط" جراء الحرب الأوكرانية، مشيرة إلى أن مجموعة "فاغنر" قد تسببت في انقسامات بالكرملين وسط رد فعل سياسي عنيف بشأن الحرب.

ونقلت "نيوزويك" عن سيرجي ماركوف، وهو أحد الصقور الروس ومؤيد لبوتين، قوله إن بعض قادة الكرملين يخشون من بريغوزين "الذي لا يمكن التنبؤ به". وزعم ماركوف أن الكرملين أرسل توجيهًا إلى التلفزيون الحكومي الروسي بعدم "الترويج المفرط لبريغوزين وفاغنر" .

وأضاف ماركوف، المحلل السياسي الروسي الذي يعمل إلى حد كبير "كآلة دعائية لبوتين" وفقًا للمجلة الأمريكية، أنه من الواضح أن القادة الروس "لا يريدون إدخال بريغوزين إلى المجال السياسي لأنه لا يمكن التنبؤ به، فهم يخشونه قليلاً".

النجاحات المزعومة لمجموعة "فاغنر" في سوليدار، أدت إلى تغذية طموحات بريغوزين السياسية، إذ قال محللون إنه يبدو أنه يهدف إلى الحصول على منصب عام قوي في إدارة بوتين.
نيوزويك
وأشارت المجلة إلى أن تصريحات ماركوف تعد أحدث مؤشر على تنامي التوتر بين بوتين وبريغوزين.  وقالت إن النجاحات المزعومة الأخيرة لمجموعة "فاغنر" في سوليدار قد أدت إلى تغذية طموحات بريغوزين السياسية، إذ قال محللون إنه يبدو أنه يهدف إلى الحصول على منصب عام قوي في إدارة بوتين. 

تواصل الغضب الإسرائيلي.. ودعوات لاستقالة نتنياهو

وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن عشرات الآلاف قد نزلوا إلى الشوارع أمس في مظاهرات ضد ما وصفته بـ"دكتاتورية المجرمين"، وذلك استمرارًا لموجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والمناهضة لحكومة بنيامين نتنياهو وخططها فيما يتعلق بالتعديلات القضائية.

وقالت الصحيفة العبرية إن أكثر من 80 ألف إسرائيلي قد تظاهروا للسبت السادس على التوالي ضد خطط الحكومة اليمينية المتطرفة للإصلاح القضائي، وسط دعوات عديدة إلى إضراب عام غير مسبوق في جميع أنحاء البلاد غدًا، الإثنين.

وأضافت أن المتظاهرين تحدوا صافرات الإنذار والطقس القارس، واحتشدوا في تل أبيب، والقدس المحتلة، وحيفا، وبئر السبع، وأشدود، وبيت شيمش، وكفار سابا، ومستوطنة أخرى بالضفة الغربية المحتلة.

وتابعت "هآرتس" أن ما يقدر بنحو 50 ألف شخص قد شاركوا في المظاهرة بتل أبيب، بما في ذلك أعضاء حركة "هاشومير هاتزاير"، وهي حركة شبابية دعت إلى استقالة نتنياهو. وأردفت أن آخرين ناشدوا الزعماء الغربيين للتدخل في أزمة الإصلاح القضائي في البلاد، مع لافتات تطالب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بـ"إنقاذهم".

وفي القدس المحتلة، أفادت الصحيفة العبرية بأن ما لا يقل عن 7 آلاف متظاهر قد تجمعوا خارج منزل الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، وهتفوا ضده بسبب رد الفعل "السلبي" منه تجاه خطط الحكومة المتطرفة لإضعاف القضاء في البلاد.

وفي خطوة تزيد من التوترات السياسية وتنذر بمزيد من الانقسام في البلاد، نشر رؤساء الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم بيانًا مساء أمس، تزامنًا مع المظاهرات، زعموا فيه أن "جلسة محكمة العدل العليا لإعلان أن نتنياهو غير لائق هي بمثابة محاولة انقلاب عسكري غير شرعية".

وكانت تقارير عبرية أفادت نهاية الشهر الماضي بأن المدعي العام الإسرائيلي "يفكر في عزل نتنياهو" بعد أن قدمت المنظمات الحقوقية غير الحكومية التماسًا إلى المحكمة العليا.