آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

عرض الصحف


واشنطن بوست: هكذا يستطيع ديسانتيس هزيمة بايدن

واشنطن بوست: هكذا يستطيع ديسانتيس هزيمة بايدن

الأحد - 23 أبريل 2023 - 04:27 م بتوقيت عدن

- تحديث نت/واشنطن بوست::

حقق الديموقراطيون فوزاً مدوياً في ولاية ويسكونسن مع تمكنهم من إيصال القاضية الليبيرالية جانيت بروتوسافيتش إلى المحكمة العليا أوائل الشهر الحالي

وتفوقت بروتوسافيتش على منافسها القاضي المحافظ دانيال كيلي بفارق بلغ نحو 11 في المئة من أصوات الناخبين. في تعليق على الحدث قال أحد النقاد الليبيراليين: "من الصعب تخيل أي مرشح رئاسي جمهوري يفوز بولاية ويسكونسن سنة 2024، ومن المرجح أن يستمر هذا النمط في ولايات رئيسية أخرى في الغرب الأوسط". لكن الخبير في الشؤون الانتخابية وعالم الاجتماع الدكتور روي تيكسيرا يرى أن هذا التحليل سابق لأوانه.

هل نسي ما حصل في 2020؟
كتب تيكسيرا في صحيفة "واشنطن بوست" أن الديموقراطيين فازوا بسباق مماثل سنة 2020 بهامش يكاد يكون متطابقاً، وفي الواقع، كانوا يتنافسون ضد الجمهوري نفسه. لكن الرئيس بايدن فاز بالولاية في وقت لاحق من تلك السنة بستة أعشار من النقطة المئوية. لن يقول تيكسيرا إن ولاية ويسكونسن أصبحت مضمونة.

إن ما يدفع الحماسة الديموقراطية هو الاعتقاد بأن دونالد ترامب سيكون مرشح الحزب الجمهوري. صحيح أن أرقام ترامب كانت قوية في استطلاعات الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. وحسّن اتهامه في نيويورك من موقفه إلى درجة أن هامش تقدمه على حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بين الجمهوريين يبلغ الآن في المتوسط نحو 24 نقطة. لكن لا شيء من ذلك يضمن أن ترامب سيكون المرشح الجمهوري.

حماسة الجمهوريين خفتت
تراجع تفضيل الناخبين الجمهوريين لترامب عما كان عليه خلال سنوات رئاسته، حين وصلت نسبة "تفضيله بقوة" إلى 70 في المئة. يقول نحو ثلث الجمهوريين الآن إنهم جمهوريو ترامب-أولاً. حين كان في منصبه، وصف نصف الجمهوريين أنفسهم بهذه الطريقة. سيعتمد الكثير على كيفية تقييم الجمهوريين لمسألة قابلية حصد الأصوات مع تبلور السباق؛ كلما فعلوا ذلك انفتحت الأبواب أكثر أمام المرشحين غير الترامبيين. وأكثرهم بداهة هو ديسانتيس الذي قد يعلن ترشحه في مايو (أيار).

نقاط ضعف بايدن
وجد أحدث استطلاع لشبكة سي أن أن الأمريكية أن 37 في المئة فقط يرون أن بايدن نجح في مساعدة الطبقة الوسطى، بينما رفض 62 في المئة هذا التقييم. إنه صافي تقييم سلبي بـ25 نقطة. من بين ذوي الأصول الهسبانية، كان تقييم بايدن عند ناقص 32 نقطة في هذا المقياس. ومن جميع الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي، وصل الرقم إلى ناقص 37 نقطة؛ وبين الناخبين البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي، وصل تقييمه السلبي الصافي بشكل مذهل إلى 51 نقطة. ستتغير هذه الأرقام على الأرجح لكنها ليست تحديات بسيطة.

ديسانتيس وبايدن... وجهاً لوجه
فاز ديسانتيس أيضاً على بايدن في استطلاعات رأي تجريبية. في متوسط استطلاعات رأي ريل كلير بوليتيكس، يتقدم ديسانتيس على بايدن ببضع نقاط وكان متقدماً أو متعادلاً في كل استطلاع منذ بداية شهر مارس (آذار). كان ديسانتيس يميل بشدة إلى قضايا الحرب الثقافية من خلال "الحرب على اليقظة". يُنظر إلى هذا عموماً على أنه محاولة للحصول على أصوات اليمين المتطرف والإنجيليين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.

بالنسبة إلى الديمقراطيين ذوي التعليم الجامعي، هذه التحركات هي استبدادية ببساطة، إن لم تكن فاشية، ولا يمكن أن تجذب سوى هامش من الناخبين الأكثر رجعية. لكن وجهات نظرهم قد لا تتوافق مع كيفية نظر عدد من الناخبين العاديين غير الحاصلين على تعليم جامعي إلى مثل هذه السياسات. على سبيل المثال، ومن خلال استطلاعي رأي أجريا في مارس (كلية ماركيت للحقوق وهارفارد-هاريس)، حقق ديسانتيس في المتوسط تقدماً بـ12 نقطة على بايدن بين الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي. ويقارن ذلك بتفوق ترامب المتواضع المكون من 4 نقاط بين الناخبين غير الحاصلين على تعليم جامعي سنة 2020.

ست ولايات قد تصبح جمهورية
أضاف تيكسيرا أن التقديرات المنمذجة تبين كيف أن تحسناً بمقدار 5 نقاط في حصة الجمهوريين من أصوات الطبقة العاملة، مع انخفاض مقابل بـ5 نقاط في حصة التصويت نفسه للديمقراطيين، من شأنه، إذا ظلت جميع العوامل الأخرى كما هي، أن ينتج فوزاً للجمهوريين بـ312 مقابل 226 صوتاً على مستوى المجمع الانتخابي سنة 2024. الولايات التي تنتقل إلى الحزب الجمهوري ستكون ميشيغان وبنسلفانيا ونيفادا بثلاث نقاط، وأريزونا وجورجيا بأربع نقاط، وويسكونسن بخمس نقاط.
اختراقات كبيرة لديسانتيس
بين الناخبين الهسبانيين، قد تكون قوة ديسانتيس النسبية في مواجهة بايدن أكبر. في استطلاعات رأي مارس، كان ديسانتيس يخسر الأصوات الهسبانية بـ7 نقاط أمام بايدن مقارنة بعجز ترامب البالغ 25 نقطة. وفي 2020، فاز بايدن بـ9 نقاط على مستوى الأصوات الهسبانية في فلوريدا. لكن في انتخابات حكام الولايات سنة 2022، فاز ديسانتيس بأصوات الهسبانيين في الولاية بفارق 13 نقطة.
فاز ديسانتيس بقوة في مقاطعة ميامي-ديد ذات الأصول الهسبانية، والتي تعد تاريخياً جدار حماية للديمقراطيين، بفارق 11 نقطة. وحصل على مقاطعة أوسيولا بسبع نقاط تقريباً، وهي مقاطعة تتجه فيها الأنظار إلى البورتوريكيين الذين اعتمد عليهم الديموقراطيون في السابق. على مستوى الولاية، قسم ديسانتيس الصوت البورتوريكي مناصفة تقريباً مع المرشح الديموقراطي المنافس تشارلي كريست.
وفق تيكسيرا، قد يؤدي التحسن الملحوظ لديسانتيس على ترامب بين الهسبانيين إلى تعريض بايدن للخطر في بعض الولايات الرئيسية سنة 2024. لن يحتاج ديسانتيس إلى كسب الأصوات الهسبانية في هذه الولايات، وإنما فقط إلى مواصلة تقويض تفوق الديمقراطيين بين هؤلاء الناخبين. في ولاية نيفادا، انخفض هامش تفوق الديموقراطيين بين الهسبانيين سنة 2020 بمقدار 16 نقطة. في ولاية أريزونا، انخفض بمقدار 10 نقاط.

حكمة

إذا واصل ديسانتيس هذه الاتجاهات، كما تشير البيانات الحالية، فمن الممكن أن يفلت الديمقراطيون قبضتهم الهشة عن هذه الولايات. لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كان ديسانتيس قادراً على جذب ما يكفي من الناخبين الهسبانيين وناخبي الطبقة الوسطى للتغلب على بايدن. بالكاد بدأ السباق وكانت جولات ديسانتيس الأولية مهتزة إلى درجة أن بعض مانحيه يتمهلون في اتخاذ القرار. لكن سيكون من الحكمة أن يأخذ الديموقراطيون ديسانتيس على محمل الجد والتخطيط وفق ذلك حسب تيكسيرا.