عربي ودولي

الخميس - 11 مايو 2023 - الساعة 07:44 م بتوقيت اليمن ،،،

تحديث نت / العرب

بغض النظر عن قدرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة يوم الأحد أو فشله في ذلك، فإن تركته الإعلامية ستبقى في العالم مدة طويلة، وعلى وجه الخصوص المسلسلات التركية التي تحيي تاريخ القبائل التركية القديمة وعقود الحكم العثماني.

ويأتي في هذا السياق إعلان شبكة تلفزيون “تي أر تي” التركية عن منصة البث الرقمي الجديدة “تَبي” الهادفة إلى تلبية الطلب العالمي على الإنتاج السينمائي التركي، تحت شعار “قصص تجمعنا”.

ويرى مراقبون أن أردوغان سيترك وراءه، إنْ فشل في الانتخابات، ما يشبه الإمبراطورية الإعلامية التي تروّج أفكاره التي تعيش في الماضي وتسعى لإحياء الهيمنة التركية على العالم الإسلامي ضمن خطاب ناعم تقوده المسلسلات التاريخية التي تحيي رموزا عثمانية وتحيطها بهالة من التدين والجهاد والشجاعة، ليستقبلها العالم الإسلامي ويتعامل معها كنموذج يجب أن يُستعاد.

وقالت “تي أر تي” إن المشاهدين من داخل تركيا سيتمكنون من الوصول إلى الأفلام والمسلسلات بجودة عالية على تطبيق “تَبي”، بينما يمكن للجمهور العالمي الوصول من خلال منصات الطرف الثالث يوتيوب وروكو، مع خيارات الترجمة والدبلجة باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والأردية، والمزيد من اللغات الأخرى.

وتعهدت الشبكة التركية بأن تقدم من خلال “تَبي” منظورًا فريدًا لسوق البث العالمي، وذلك عبر سرد القصص الذي يستكشف ثقافات وتراث وقيم نطاقات جغرافية مختلفة ومن خلال مجموعة واسعة من المحتوى الغني الذي سيتضمن مسلسلات حصرية جديدة.

وفي كلمته الأسبوع الماضي أكد مدير دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون على “مساهمة خدمة ‘تي أر تي’ الرقمية الجديدة في تعزيز قطاع البرامج التلفزيونية والأفلام في تركيا، وستعمل على إنشاء محتوى ذي جودة أفضل، وعلى أسس اجتماعية وثقافية، وهو ما يشكّل عنصرًا فاعلاً وحاسمًا بالنظر إلى تأثيرها الإيجابي على خدمات البث الأخرى في الساحة العالمية”، وبالتالي “ستخدم الخدمة الجديدة القطاع وبلدنا على حد السواء، مما سيزيد من قوة العلامة التجارية التركية”.

وفي مايو من العام الماضي أعلن المدير العام لشبكة “تي أر تي” محمد زاهد صوباجي أن تركيا تستعد لإطلاق منصة رقمية دولية بديلة لنتفليكس في عام 2023.

وقال صوباجي “في وقت يمر فيه النظام العالمي بأزمة عليك، كدولة، أن تشرح موقفك بشكل أفضل على المستويين الوطني والدولي. أنت بحاجة إلى إزالة تداعيات الأزمة على بلدك”.

وأكد المدير العام للتلفزيون التركي أن المعلومات المضللة ليست فقط في الأخبار، وإنما أيضا في الأفلام والمسلسلات والأشرطة الوثائقية والرسوم المتحركة وتطبيقات الهاتف المحمول المنتجة على المستوى المؤسسي والفردي؛ فهي أيضا يمكن أن تكون عنصرا من عناصر التضليل.

وبالتوازي مع النفوذ العسكري الذي أدى إلى تدخلات في ليبيا وسوريا وأذربيجان تركز تركيا على دخول العالم الإسلامي بواجهات مختلفة، والسعي لتقديم نفسها كبديل منافس لنفوذ دول مثل السعودية ومصر وكواجهة للتأثير الإسلامي.

وقد تجلى ذلك في العدد الكبير من المسلسلات التركية والأفلام التي تمت مشاهدتها في التلفزيون العربي والفارسي والبلقاني والقوقازي، وكان لهذه المسلسلات والأفلام والدعايات السياحية دور كبير في جذب المشاهدين، والتفاعل مع التاريخ العثماني كواجهة لخدمة الدين.

وصدّرَت تركيا مسلسلاتها خلال السنوات الخمس الماضية إلى نحو 152 دولة في العالم. واحتلت بذلك المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث الطلب من الخارج، وفقا لتقرير نشرته غرفة التجارة في إسطنبول.

وكشف التقرير تقدُّم صناعة السينما التركية التي باتت توفّر عوائد مجزية، إضافة إلى حصول العديد من الإنتاجات الدرامية على جوائز عالمية.

وأوضح إسرافيل كورولاي، نائب رئيس غرفة التجارة، أن “صناعة السينما لها مهمة يمكن وصفها بأنها محرك الاقتصاد، لأن قطاع السينما يُعَدّ أهمّ قطاع يُظهِر القوة الإبداعية للبلاد”.

وذكر أن قطاع إنتاج المسلسلات التركية أصبح في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، إذ بلغت قيمة تصدير المسلسلات أكثر من 500 مليون دولار.

وأعلن كورولاي أن تصدير المسلسلات، الذي بدأ في السنوات العشر الماضية وتطور بسرعة، أثر كثيرا في العديد من القطاعات مثل المنسوجات والمصوغات والعقارات والسياحة، مضيفا أن التصدير ليس له بُعد اقتصادي فحسب وإنما هو ذو بُعد ثقافي أيضا.