آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

عربي ودولي


التوتر على حدود غزة.. احتكاك بدون مخططات تصعيد

التوتر على حدود غزة.. احتكاك بدون مخططات تصعيد

الثلاثاء - 26 سبتمبر 2023 - 05:41 ص بتوقيت عدن

- العين الإخبارية

ينظر الفلسطينيون والإسرائيليون إلى التوتر الأخير على حدود قطاع غزة على أنه احتكاك محدود بدون مخططات تصعيد من الطرفين.

ولكن تجربة السنوات الماضية في قطاع غزة تشير إلى أن أحداثاً صغيرة قد تجر إسرائيل وحماس إلى تصعيد لا يرغبان فيه.

ومنذ عدة أيام يخرج شبان فلسطينيون إلى الحدود ما بين القطاع وإسرائيل ويطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز عليهم ما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل وإصابة العشرات.


ويستخدم الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة لقصف مواقع للفصائل الفلسطينية على الحدود دون التوغل في عمق قطاع غزة.

وللمرة الأولى منذ نحو عامين أطلق فلسطينيون بالونات حارقة من قطاع غزة على أراضي البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة دون التسبب بأضرار بشرية.

وقال الدكتور مخيمر أبوسعدة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، لـ"العين الإخبارية": "اعتقد أنه تصعيد محسوب بدقة، فما نراه هو شباب يذهبون إلى المنطقة الحدودية ويضرمون النار في الإطارات ويحاولون التشويش على الجنود الإسرائيليين بالمنطقة الشرقية". وأضاف: "تقول الفصائل الفلسطينية إن هذه التظاهرات هي للاحتجاج على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل الجماعات اليمينية الإسرائيلية لمناسبة الأعياد اليهودية".

وتابع الدكتور أبوسعدة: "هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الاحتكاكات ولا أعتقد أنها من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد كبير، علما بأن القصف الإسرائيلي لم يطل مواقع في عمق قطاع غزة وإنما مواقع رصد على المواقع الحدودية".

وأشار إلى أن "هناك احتكاكات مع الجيش ولكن لا توجد مؤشرات على تصعيد كبير".

وعادة ما يكون التصعيد على شكل قصف إسرائيلي في عمق قطاع غزة ترد عليه الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على إسرائيل، وهو ما لم يحدث في جولة التوتر الحالية.

وبخلاف المرات السابقة التي كان القصف الإسرائيلي يأتي بعد ساعات من إطلاق صواريخ من القطاع، فإن الجيش الإسرائيلي يسارع إلى استخدام طائرات مسيرة لقصف مواقع حدودية غالبا ما تكون فارغة.

وقدرت أوساط إسرائيلية إن ما يجري هو حالة من التوتر لا يريد لا الإسرائيليين ولا الفلسطينيين أن تتحول إلى جولة تصعيد جديدة.

وفي هذا الصدد قال مصدر أمني إسرائيلي لـ"العين الإخبارية": "غزة هي دائمة غير مستقرة وبلا شك فإن أي إطلاق نار من غزة على إسرائيل في أي وقت سيؤدي إلى تصعيد لا يريده الطرفان".

وأضاف: "بتقديرنا فإن حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، تركز على الأوضاع الاقتصادية في القطاع ولا تفكر حاليا باللجوء إلى التصعيد وهذا في مصلحة الطرفين".

واستدرك، المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "ولكن نحن دائما مستعدون والردود العسكرية جاهزة لأي تصعيد ولكننا نريد الهدوء".

وقالت أوساط إسرائيلية إن على الجيش الإسرائيلي ألا يسمح بإطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية الحدودية.

وفي هذا الصدد فقد اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان أن "حكومة نتنياهو السادسة تواصل سياسة الاستسلام والصمت".

وأضاف أن "حماس تقوم منذ أكثر من أسبوع بإرسال عناصر لتنفيذ أعمال "شغب" عنيفة على حدود قطاع غزة، والتي تشمل حرق الإطارات، وإلقاء الزجاجات الحارقة، وإلقاء العبوات الناسفة والرصاص الحي على جنود الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تفجير البالونات الحارقة".

وتابع: "وفي الوقت نفسه، تواصل الحكومة السماح بإدخال قائمة المواد "ذات الاستخدام المزدوج" إلى القطاع، مثل المواد الكيميائية ومعدات الاتصالات وقطع غيار المركبات، دعونا لا نتحدث عن إزالة القيود المفروضة على إدخال الكميات التجارية من الأسمنت والإطارات".

وزعم ليبرمان أن "سياسة التراخي والاستسلام التي تنتهجها حكومة نتنياهو هي ببساطة وصمة عار وضربة قاتلة للردع الإسرائيلي".

ولكن أوساطا حكومية إسرائيلية اعتبرت أن أقوال ليبرمان تأتي في سياق المناكفة السياسية مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" تل ليف رام في مقال تحليلي، تابعته "العين الإخبارية": " توضح إسرائيل بأن محاولة حماس إعادة غزة إلى معادلة الضغط على إسرائيل يوجد لها ثمن. مثلاً ألا يدخل آلاف العمال من غزة إلى إسرائيل. يدور الحديث عن حدث ذي مغزى للاقتصاد الغزي المنهار".

وأضاف أن "أعمال الإخلال العنيفة بالنظام على الجدار بحجوم كبيرة أو صغيرة، مثلما هو الآن، كانت دوما بالنسبة لحماس طريقة لتنفيس الضغط في القطاع أو كأداة لممارسة الضغط لتحسين الوضع الاقتصادي.

وفي إسرائيل يعتقدون اليوم أيضا بأن حماس ليست معنية بجر قطاع غزة إلى المواجهة، لكن الأيام الأخيرة إذا ما استمر الميل ذاته، ستشهد على أن تصعيدا أخطر قد يتطور بسرعة، في وضع تغلي فيه الساحة الفلسطينية على أي حال".

وتابع: "في السطر الأخير، في قطاع غزة، ساعة التصعيد المعروفة تتحرك دقة واحدة صغيرة إلى اليمين. هذه لا تزال خطوة صغيرة، وحماس تتحكم بشكل كامل بمستوى اللهيب. إلا أن التجربة المتراكمة في قطاع غزة تفيد بأنه عندما تبدأ حركة الساعة نحو التصعيد، فإن الحالات التي يتحرك فيها العقرب إلى الوراء قليلة جداً".