آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

تحليلات سياسية


الجنوب وفلسطين .. حكاية إخوة عمدت بالدم " تحليل خاص "

الجنوب وفلسطين .. حكاية إخوة عمدت بالدم " تحليل خاص "

الثلاثاء - 24 أكتوبر 2023 - 07:24 ص بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص.


تقرير / أبو مصطفى السالمي.

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة هي اللحظة التي يخرج فيها آلاف الجنوبيون الشارع في مسيرات حاشدة كما حدث يوم الجمعة الماضي في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديدا بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة المحاصر.. رسالة إخاء سطرها الجنوبيون، فقد شهدت العاصمة عدن تظاهرة حاشدة، كما خرجت مسيرة أخرى في محافظة حضرموت، ومثلها في شبوة وغيرها في أبين ولحج والمهرة.. وفي المسيرات حمل الجنوبيون الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للشعب الفلسطيني مرددين الهتافات التي تعبر عن رفضهم لجرائم الكيان الصهيوني وعدوانه الأخير على قطاع غزة والممارسات التي يرتكبها بحق الفلسطينيين هناك.

وقد كان للمجلس الانتقالي الجنوبي وفروعه في المحافظات الدور الأعظم في تسيير هذه المظاهرات ترجمة للعلاقات التاريخية المميزة التي تجمع وريث دولة اليمن الجنوبي مع محطات فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني الشعبي والسياسي منذ سبيعينات القرن الماضي.


الانتقالي وحرب غزة.. لا لجرائم الكيان الصهيوني.

لأن الدم العربي يتدفق في شريان الكرامة ووريد الصمود فمن الطبيعي أن يصل لقلب الأمة العربية (فلسطين) هو ما جسده القائد الرمز رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي في لقائه الأحد الماضي بسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن سعادة ستيفن فاجن.. وقد تناقلت المواقع الإخبارية زئير الزبيدي عندما أكد للسفير الأمريكي موقف الجنوب من فلسطين بقوله: "أكدنا على دعم السلطة الفلسطينية، ودعمنا لمبادرة حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية المقدمة من المملكة العربية السعودية، ودعم جهود الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال ما تضمنّه الاتفاق الإبراهيمي، كما نرفض وندين أي استهداف للمدنيين".. ولأن المواقف تخرج من مشكاة واحدة فها هي هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تصدح بصوت قائدها نفسه، وتؤكد موقف الانتقالي في مستهل اجتماعها أمام المجزرة التي ارتكبتها قوات الكيان الصهيوني، وبقصفها مستشفى المعمداني في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف الجرائم التي يرتكبها الكيان بحق الأبرياء في قطاع غزة".



الجنوب والانتفاضة الفلسطينية .

لو طرقنا باب التاريخ وفتحنا صفحاته لوجدنا في سطوره القديمة موقف الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) من فلسطين، فعاصمة الجنوب (عدن) كانت موطنا للمقاومة الفلسطينية وقاداتها، ومخزنا لسلاحها، ومقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد فتحت مراكز التدريب لهم فيها، إضافة تمويل الفلسطينيين بالسلاح السوفيتي النادر في سياق رؤيتها القومية العربية، وسنذكر في هذه العجالة فقط حكاية واحدة من كتاب (ألف حكاية وحكاية للجنوبيين مع فلسطين).. ومختصر الحكاية أن المسؤول الفلسطيني عباس زكي في مقابلة على قناة (الميادين) قال: "إن الرئيس علي ناصر محمد (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) سلم المقاومة الفلسطينية سلاح استراتيجي ممنوع ووحيد كان يتواجد لحماية مطار عدن، أثناء فترة رئاسته، وأن السوفييت هددوه من مغبة ذلك، لكن الرئيس الجنوبي علي ناصر رد على السوفييت بالقول: إذا لم يصل هذا السلاح إلى المقاومة في فلسطين، فإنه – أي الجنوب - سيُلغي كل المعاهدات".. وهذه الحكاية تؤكد أن الجنوب كان مستعد للتضحية بحليفه الكبير لأجل فلسطين.



الجنوب في حرب أكتوبر 1973م .

لا ولن يستطيع كائن من كان أن نكر دور الجنوب في حرب أكتوبر 1973م عندما أغلق مضيق باب المندب على سفن وبارجات الكيان الصهيوني، حيث قام الرئيس الشهيد سالم ربيع علي بمعيه الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي بإغلاق باب المندب بمدمرتين حربيتين مما اربك طريق الملاحة العالمي مما سهل للقوات المصرية اقتحام خط بارليف الشهير، ولم تفتحه إلا في يناير 1974، بعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى وبدء انسحاب الكيان الصهيوني من غرب قناة السويس.



الخلاصة :

سيبقى الشعب الجنوبي داعما للقضية الفلسطينية بكل السبل المتاحة، وهو ما توارثه الأبناء عن الآباء وما قدموه للفلسطينيين في حقبة اليمن الديمقراطي لا يمكن أن يغفله التاريخ، ولن ينسى كتاب التاريخ الدور الذي لعبته (عدن) وصول السلاح للمقاومين الفلسطينيين، وكل ذلك لنصرة القضية الفلسطينية.. فلا أحد يزايد على الشعب الجنوبي.. نقطة أول السطر.