تقرير/ هلا عدنان
"قرابة شهر ونصف بقينا في المنازل ونحن تائهون، ولا نعرف شيئا عن الدراسة هل ستفتح المدارس أم لا، نطالع الطلاب في المدارسة الخاصة وهم يداومون بحسرة، فتح الإضراب وعدنا متلهفين ولكن كان التعليم والدراسة تمشي بوتيرة سريعة" بهذه الكلمات عبر طالب الثانوية العامة عبدالله محمد عن معاناته مع الإضراب وجراء تعويض ما فاته من المنهاج، بسبب تعطيل العملية التعليمية في مدارس عدن.
وبعد أن شل الإضراب مدارس عدن في مطلع سبتمر وشهدت العملية التعليمية بمحافظة عدن إضرابا واسعا، نفذه المعلمون في المدارس الحكومية رفضا لتحويل مرتباتهم الحكومية إلى البنوك وشركات الصرافة، عاودت المدارس بفتح أبوابها للطلبة في أوقات متفاوتة وانتظمت جميع المدارس بفك الإضراب في الثلث الأخير من أكتوبر.
حينها قرعت أجراس المدارس وعادت الحياة الطبيعية للمدارس الحكومية في عدن، تبقى هذه العودة العيون مفتوحة على كيفية عمل خطط مدروسة للاستدراك ومعالجة ما فات الطلاب، وخلق بيئة حاضنة ومشجعة لتعليم الطلاب بعد أن كان الإضراب محبطا لحماسهم الدراسي في بداية العام.
صعوبات وتحديات يواجهها المعلمون والطلاب بعد إعادة المدارس فتح أبوابها، التقرير التالي رصد أهمها من وجهة نظر المعلمين والطلاب..
*عدم استكمال الخطط*
أيمن جبير وكيل مدرسة ابن حنبل بدار سعد يؤكد أن "تأخر العام الدراسي أدى إلى عدم استكمال الخطط الدراسية التي أعدها المدرسون، وهو ماشكل ضغط على الطلاب بشكل مكثف من أجل انجاز الخطط".
*اعتماد الخطط المسبقة*
أما رهام معلمة أستمر الإضراب في مدرستها لأكثر من شهر ونصف تقول "بدأنا بعد الإضراب وكأننا في بداية عام دراسي جديد ومشينا على الخطة المعدة مسبقا قبل الإضراب، وأكيد سنكون متأخرون ودروس لم تنجز ولكن سوف تحط تحت قائمة الملاحظات وسيرصد أن التأخير بسبب الإضراب".
*لا حلول بالأفق*
وتحدثت معلمة الصفوف الإبتدائية هند قائله "لا توجد حلول بالأفق، أضطررنا للعودة لكي لا يضيع العام الدراسي على الطلاب، وبدأنا من حيث توقفنا قبل الإضراب، وهناك استجابة وتفاعل من الطلاب الذين عادوا متحمسين للدراسة ومن أولياء الأمور بالمتابعة".
*تفاوت مدة الإضراب بين المدارس*
أما ليزا البيحاني معلمة في مدرسة الوحدة في مديرية دارسعد تقول" نحن لم نستمر في الإضراب كثيرا استمر الإضراب فقط أسبوعان في مدرستنا، وداوم بعض المدرسين والبعض الآخر استمر بالإضراب وبدأ الطلاب بالتوافد، فالمدرسة حاولت اللحاق بالخطة الدراسية الأولى ولم يأثر الإضراب بشكل كبير على المنهج والطلاب".
*نلتزم حرصا على مصلحة الطالب*
المعلمة منيرة من مديرية المنصورة، تتدمر من وضع المدارس في عدن تقول "المدارس لا تلبي الاحتياجات الرئيسية للمعلمين والطلاب دون مراعاة الجهات المسؤولة وفوق هذا كل فترة تأتي قرارت غير منصفة لنا كمعلمين، وبخصوص الإضراب حاولنا قدر المستطاع أن نعوض الطلاب مافاتهم والتركيز على مايمكن أن يفيد الطلاب ونحرص على الالتزام لأن الطالب لا ذنب له".
*تكثيف الدروس*
تقول والدة الطالبة عائشة "أول ثانوي" من مديرية خورمكسر "عملية التعليم هي تراكمية وليست يومية، وما فات على الطلبة في الأيام السابقة للإضراب، يحتاجون إلى وقت طويل من أجل تعويضه، وليس في وقت قصير، عند استئناف الدراسة نرى تكثيف على الطلاب".
وتؤيدها بالرأي والدة الطالب مجد وضاح في الصف السابع قائلة "ابني يوميا يرجع للبيت وعليه واجبات كثيرة ولا يستطيع التوفيق بين الواجبات المنزلية والمذاكرة، نرجو التخفيف على الطلاب ليكون التعليم مشجعا لهم".. وتابعت "أخاف أن أضغط عليه وأحاول أساعده لكي لا ينفر من التعليم".
*قلق بعد الإضراب*
وتعبر هبة خالد طالبة متفوقة في الإعدادية عن قلقها من قدرتها على التوفيق في الدراسة بعد الإضراب حيث أن فكرة الإضراب بحد ذاتها تقلقها كونها أعتادت على الالتزام والتنظيم في مذاكرتها.
ويأمل المعلمون والطلاب بعد التحديات التي واجهوها بعد الإضراب أن يعمل الجميع معا لإيجاد حلول توفر التوازن بين مطالب المعلمين واحتياجات الطلاب، وذلك من أجل ضمان بيئة تعليمية مستقرة ومثمرة للجميع.