آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

تحليلات سياسية


زيارة السفير الزعابي إلى عدن وسقف العطاء الإماراتي يغطي سماء اليمن " تحليل خاص "

زيارة السفير الزعابي إلى عدن وسقف العطاء الإماراتي يغطي سماء اليمن " تحليل خاص "

الخميس - 09 نوفمبر 2023 - 08:04 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص.

تقرير / أبو مصطفى السالمي .

الإمارات شريان يمد اليمن بالحياة.

مواقف إنسانية سجلها التاريخ قديما وحديثا، فدولة زايد الخير ممدودة اليد بالخير والعطاء، ولسنا بصدد رصد أو إحصاء عطاء الإمارات في هذه السردية السريعة ولكننا سنتحدث عن آخرها، وهي منحة المشتقات النفطية العاجلة المخصصة لتشغيل محطات الكهرباء في المحافظات الجنوبية والتي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، والتي تزامنت مع زيارة سفير دولة الإمارات لدى اليمن محمد الزعابي إلى عدن، برفقة وفد وفرق فنية إماراتية من مؤسسات مختلفة.

ولأن الشيء بالشيء يذكر تؤكد أن دولة الإمارات حضرت في العاصمة عدن وشبوة جنوبا إلى حضرموت شرقا والمخا في تعز غربا، بتدخلاتها الحاسمة وبمشاريع حيوية في مجال الطاقة المتجددة لتعمل في تشييد محطات كهرباء بالطاقة الشمسية متوقع أن تدخل في الشهور المقبلة مما يوفر لليمن قرابة 100 مليون دولار شهريا كانت تستهلكها الكهرباء في عدن فقط.



الكهرباء.. الأيادي الإماراتية البيضاء.

زيارة السفير الزعابي هذه المرة إنسانية من منطلق إحساس قيادة دولة الإمارات ممثلة بسمو الشيخ محمد بن زايد بما يعانيه الشعب اليمني من تردي في الخدمات وأهمها الكهرباء.. فبعد أن تعالت أنات وآهات اليمنيين من حرب الخدمات، وجدت تلك الآهات آذنا إماراتية صاغية حيث مدت الإمارات أمس الأول الثلاثاء كهرباء عدن بشحنة وقود تبلغ 40 ألف طن ديزل.

ولأن سقف العطاء الإماراتي يغطي سماء اليمن فقد أكدت قيادة الإنسانية الإماراتية أنه ستصل خلال أسبوعين شحنة مازوت تقدر بقرابة 30 ألف طن، لتحقيق استقرار لخدمة الكهرباء من خلال تشغيل كافة محطات توليد الكهرباء والتي توقفت معظمها عن الخدمة إثر نفاد الوقود.

وتأكيدا لسعي الإمارات لحل مشكلة الكهرباء أو للتخفيف من المعاناة أجرى السفير الإماراتي، بمعية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي، زيارة ميدانية إلى محطة الطاقة الشمسية في منطقة بئر أحمد في عدن، وذلك للاطلاع على مستوى الإنجاز في المشروع وموعد استكماله ودخوله الخدمة.

في الزيارة قدم الزبيدي شكره وتقديره "للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على مواقفهم الأخوية الصادقة ومساندتهم لشعبنا في مختلف الظروف ودعمهم اللامحدود لبلادنا في كل المجالات، فهذا عهدنا بهم دائما وأبدا".. معربا عن سعادته "بما رأيناه من جهود كبيرة تبذل لإنجاز هذا المشروع الحيوي الذي نأمل أن يكون باكورة مشاريع كبيرة لتوليد الطاقة من مصادر طبيعية متجددة تساعدنا في إيجاد حلول مستدامة للكهرباء".. موجها "الجميع بتكثيف الجهود لإنجاز المشروع وإدخاله الخدمة في أقرب وقت ممكن".. مشددا على "أهمية تدريب كادر محلي يتولى إدارة المشروع وتشغيله وإجراء الصيانة الدورية للمحطة والحفاظ عليها".

ومن جانبه أشاد رئيس الحكومة اليمنية بدعم الإمارات في الكهرباء فقال: " نثمن الدعم الكبير في مجال الطاقة المتجددة خاصة مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميجاوات في عدن ومشاريع الطاقة المتجددة في المخا".. مشيرا إلى أن "استمرار دولة الإمارات في تقديم الدعم في هذا المجال والعمل المشترك لإنشاء محطات طاقة كهربائية بالرياح لعدن، ومحطات طاقة شمسية في عدد من المحافظات، خاصة أن هذه المشاريع النوعية تلامس هموم المواطنين في المناطق المحررة، وتشكل نقلة نوعية في قطاع الطاقة الحيوي".

ومن خلال هذه المشاريع تسعى دولة الإمارات إلى وضع الحلول الاستراتيجية المستدامة في قطاع الكهرباء، وذلك بعد سنوات من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعرقلته جهود التنمية في البلاد.



عطاء بلا قيود وسخاء بلا حدود .

أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال لقاء له مع وفد إماراتي برئاسة السفير الإماراتي محمد الزعابي بـ"العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبدور دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن تحالف دعم الشرعية، وتدخلاتها الإنمائية والإنسانية السخية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والاستقرار، والتنمية والسلام".

ومن جانبها أكدت الحكومة اليمنية أن المشاريع التنموية الإماراتية في عدن وعدد من المحافظات، والتدخلات في الجوانب الإنسانية، تعزز تماسكها، وجاء ذلك في كلمة رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، خلال لقاء السفير محمد الزعابي، حيث أكد أن "الدعم الاقتصادي والسياسي المقدم من الإمارات أساسي في تماسك الدولة والحكومة الشرعية".

وأشاد عبد الملك بـ"الدعم الإماراتي المقدم لليمن وشعبه في مختلف الظروف والمراحل، ومشاركتها الفاعلة في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وحرصها الكامل على تقديم الدعم اللوجستي والمادي للحكومة لتجاوز التحديات الراهنة".. مثمنا "المشاريع النوعية التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في قطاعات الشرطة والأمن وتوفير الاحتياجات اللوجستية الضرورية من سيارات وصيانة وبناء مقرات الشرطة في العاصمة المؤقتة عدن".. لافتا إلى "أهمية استكمال الدراسات والأعمال الخاصة بتطوير ميناء عدن، والشراكة مع مؤسسات وشركات الملاحة الجوية لتطوير مطارات وخطوط الطيران في مختلف مناطق اليمن".



استجابة سريعة هنا مقابل استجابة سريعة هناك !

ان الاستجابة السريعة التي ابداها سفير دولة الإمارات العربية المتحدة للهموم المزمنة التي يعاني منها الاهالي في العاصمة عدن والمحاولات الجادة التي يقوم بها السفير محمد الزعابي لايجاد حلول ممكنة ومعالجات لتلك الاحتياجات الخدمية الملحة لتشير بطرف خفي الى ملامح واضحة للمقاربة الدبلوماسية الاماراتية في اليمن والتي ترتكز على اشباع احتياجات الشعب المنكوب في المحافظات المحررة خدماتيا وتنمويا ولو بالحد الادنى على العكس تماما من تلك المقاربة الاخرى والتي ترتكز بشكل اناني على خطف سلام مسلوق من الحوثيين في صنعاء وترك ابناء المحافظات المحررة لمصيرهم في مواجهة ثالوث الحرب والجوع والتهجير ومن هذه الزاوية نستطيع ان نجد التفسير القويم والجواب الصحيح لتسائل يتناثر في مخيلة الجميع من هنا وهناك مفاده " لماذا يزور السفير ال جابر صنعاء اكثر من عدن ؟!" .