آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


إنه فنّ خداع الجماهير

إنه فنّ خداع الجماهير

الثلاثاء - 13 نوفمبر 2018 - 11:36 ص بتوقيت عدن

- تحديث/ إبراهيم الحكيمي:

من وحي رواية "مزرعة الحيوان" لـ جورج أورويل. كُتبت في نوفمبر عام 1943- فبراير 1944.

جاءت فكرة الدولة ببساطة.. حين ظن الناس أنهم لن يستطيعوا تنطيم أمورهم إلا في حالة واحدة. وهي اختيار مجموعة من الناس الأكفاء (ذوي المعرفة) ومنحهم صلاحيات الإدارة والسيطرة على القوة والموارد بشرط بديهي أن يستخدموا كل قواهم وجهودهم في مصلحة الجميع دون استثناء. وبالطبع في البداية قبل التعيين يكونون صادقين للغاية في نواياهم ومخلصين.

تأتي مرحلة السيطرة، السلطة، والقوة فيتغيرون كثيرًا، يبدأون بالتلاعب بالقوانين وإخفاء الحقائق بغية الاستمتاع بالحكم لفترات أطول واستغلال كل شيء لمصلحتهم الشخصية وذويهم دون غيرهم.. (هذا مافعلته الخنازير في الرواية.. واستأثرت بأكل التفاح وشرب الحليب دون غيرها)

ثم يبدأ تغييب المبادئ والأسس الرئيسية للحكم الرشيد، وعوضا أن يثور العامة ضدهم لخرقهم المبادئ والقوانين، ينالون التشجيع والتأييد من البعض. هؤلاء البعض هم من البلداء الذين عجزوا عن نيل المعرفة والتعلم فأصبح من السهل خداعهم ليؤمنوا بأي شيء يصل إليهم من الحكام.

وحين يدرك العامة الأمر ويوقنون بحدوث الخداع والمؤامرة للسيطرة على أملاكهم ومواردهم وثمار جهودهم من قبل الأشخاص الذين وكلوهم بأنفسهم لإدارة أمورهم، يكون الأمر متأخرًا للغاية.. يصبح الحكام شرسون جدًا ومؤمنين إيمانا كاملا أن الثروات والأملاك وحتى الشعب من حقهم وسيقتلون كل من يقول غير ذلك. تسيطر شهوة السلطة على وجدانهم وخيالهم ويصبحون عبيدًا لهذه الشهوة تحكمهم وتعلمهم التمرد ضد إنسانيتهم رغمًا عنهم.
ويصبح الشعب خائفًا، خائرًا وخاضعًا.. إذ كيف يستطيع دون وعي ومعرفة تفوق وعي ومعرفة الحكام وأدواتهم واستشارييهم، هزيمتهم واسترداد حقوقهم..

وهنا يحدث الاحتقان.. ويُفقد الاحترام بين الطرفين، وتنتهي الثقة ويبدأ العبث والنزاع والظلم ظاهرا. ويبدأ فرض الأوامر وطلب التنفيذ بالقوة.. يزداد الاهتمام (بالكلاب) الذين هم جيش "نابليون" رئيس "مزرعة الحيوان" ويزداد القهر والبطش...
فكيف السبيل للخروج من كل هذا؟
المعرفة.. قد تسهل الوصول لإجابة على السؤال، بل ربما الوصول إلى حل للمشكلة..