آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


خيانة عادلة لـ صابرين الحسني

خيانة عادلة لـ صابرين الحسني

الخميس - 22 نوفمبر 2018 - 11:57 ص بتوقيت عدن

- تحديث/ صابرين الحسني :



المشهد الأخير .....
خلف الباب وقف يسترق السمع لا، بل كل حواسه تجردت من وظيفتها الديمومية لتسمع خلف ذلك الباب الموصد .


المشهد السابق.. لا يستدعي العنوان المسقوف أعلى السطور، فلا يجوز نسخ الأحداث بعجل فالمنسوخ لم يتنزل بعد ...


خيانة...
كلمة منتزعة من غدر الحياة بطعم لا تستسيغه المرارة نفسها، ترفع سلاحا يقتل بعدالة الخداع وانتصارا لهزيمة الكرامة
فكيف تكون منعوتة بالعدالة؟!
فهي لا تُشبهها ولاحتى في تائها المزيفة، ولا ميزان الصرف يحتمل وضعهما في ميزان واحد فالأولى مثقلة بألم المصدر والثانية خفيفة بزيادة واحدة لفاعلها .


أيهما تفضل الخفيف أم المثقل وبإجابة بديهية متواترة كجمع الجميع... (الخفيف)


لكن إليك نظرتي ....
لا تخالف الرأي.. إلا بعد أن تعرف أن الثقيل والممتلئ مفيد أكثر!!


حين نأخذ خلية حية لنستنسخ منها مخلوقا مطابقا.. بعد أن يتفرد كل كائن بصفات وراثية مزيجة لا تشابه بها الآخر كما أسفرت يد العلماء آنفا، فهذه خيانة للطبيعة الحية؛ ولكن الدافع فيها أسمى فهي (للعلم والاكتشاف) .. حقيقة .


وعند حجب الواقع الإلهي في تهجين الكائنات مختلفة العائلة لنتاج برجوازي جديد فهذا اختراق للسلسة وفي إدراج ذلك الكائن فيها ولكن السبب هو : (من أجل تطور العلم) .


وفي تجارب علماء النفس في فهم آيديولوجية ما فإن أول ما يطبق عليه حيوانات في قفص بأي حق توضع تلك التجارب الحثيثة دون شعور فلا سبب إلا؛ (سلوكيات تحتم البحث) .


والخيانة الأولى. ...!


حين أخذ آدم تفاحته من الشجرة المحرمة بعد رضوخه للوسفير الدافع؛ (فضول) .


وعلى مرأى كل يوم حقوق ضائعة،أفواه خرساء، وظمأ للحياة بقطرة ماء ملوثة على الأرض.


كل تلك الجرائم تلوح على أيدي سفرائها علم الخيانة؛ ولكنها منعوتة بالعادلة مشفرة بحجج واهية بذريعة (الغاية تبرر الوسيلة ).


خيانة الطبيعة، الوجود الحي، الأمر الإلهي، السلطة، الجوع، والرغبة تحت أي مسمى فتلك خيانة لا تحتمل تبرير.


غادرة، موجعة،مقيتة .
ليس ثمة من لا يخون كل يوم فالحب خيانة كيميائية الدافع؛ لأنها تفاعل واضح وخليط يصعب ترشيحه من المشاعر .


الخيانة ...
خُلقت قبل الوفاء فهي صفة أبدية متجددة كالشمس التي تتفجر كل يوم
والوفاء...
صفة ضحلة، كاذبة، ناضبة، كالنفظ الأسود فكلاهما مهم في الحياة لهما ثمن على هامش الانقراض .


الخيانة مريحة تشتري بها القلوب من دون مال، تخون لتسعد آخرين بالكلمات،تخون لتعيش آمنا في وطنك...
كم هي عادلة؟
أجل هي الخيانة !!


الخيانة غير مناطة بعدد الأمثلة مهما تصوفت بعيدا...
فأنت خائن لأنك منعت عن نفسك الحياة الكريمة المعتدلة .
ليس غلوا في الأمر العادلة نعت استحقه ذلك المصدر .


وحين تعود للمشهد الأخير ...
مازال يسترق السمع !حين تركناه على ضحكات صوتها معه خلف باب موصد ونبضاته تتسارع لتفوق ذلك التردد المقسوم على زمن الثواني المسروقة للضحكات خلف ذلك الباب ...


خوف، رهبة،ألم،غضب، ودمع مستودعه غش لسنوات من وفاء ناضب ....


يمسك قبضة الباب بشحنة سالبة حرارتها في دائرة ليست كهربائية على التوالي سيفتح. ..لا توقف...!


فالخيانة دوما عادلة ...