آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


حكمةُ اللهِ

حكمةُ اللهِ

السبت - 24 نوفمبر 2018 - 09:02 م بتوقيت عدن

- تحديث/ سارة حسن :



حملتُ تلك الصحيفة البائسة وجلستُ ببطئ شديدٍ على إحدى الطاولات،كنتُ أعاني من ألمٍ في ظهري لقد حملت الكثيرَ من الأحلام ليلة أمس.
أقترب مني رجل عجوز كان يعمل في ذلك المقهى ، لم يكن يحمل ورقة وقلما نظرتُ إليه، كان قميصهُ ممزقا ويداه ترتجفان
مرحباً آنستي .. ما طلبكِ ؟
أريد كأس ماء وكأس قهوة
مضى وأخذتُ أنا اقرأ الصحيفة امرأةٌ تناشد أهل الخيرِ وجريحٌ يريد بيع كليته ليحصل على تكاليف العلاج وطفل خرج من منزله ليلة أمس ولم يعد، إعلان لبيع شقة بملايين عدة وافتتاح لأحد المطاعم ..
عاد الرجلُ يحمل بيدهِ كأس الماء ، ترك الكأس ومضى ثم عاد يحمل كوب القهوة ، لا يقوى على حملهما معاً .
كان يتنقل بين طاولة وأخرى يذهب ويعود،
حملتُ صحيفتي وغادرتُ المكان ، مشيتُ بضع دقائق وشعرتُ أن جزء مني بقي عالقاً هناك في ذلك المقهى، عدتُ أدراجي..
لم أدخل.. انتظرتُ بجانب الباب حتى أنتهى ذلك الرجل من عمله ورأيت صاحب المقهى يرمي له عدة اوراق نقدية أخذها ومررها على جبهتهِ ثم فمهِ وانصرف بدون شعور مني لحقت بهِ ثم توقف عند باب أحد المنازل خرجت سيدة أعطائها النقود وذهب لينام تحت أحدى السيارات في ذلك الشارع، حملت نفسي وذهبت إليه
*أهو منزلك
-أنها أنتِ ! ماذا تفعلين هنا
*كنا نمشي بنفس الطريق، لماذا أعطيتها النقود وجئت لتنام هنا !
-ليس منزلي كنت مشرداً وكانت تلك السيدة تقدم لي الطعام كل يوم ولكن زوجها أصيب في أحد المعارك ولم يستطيعوا تحمل مصاريف العلاج ولديها طفلتان
*هل تعمل لتعطيها النقود ؟
-نعم
*لم تعمل لأجلك وتشردت والأن تعمل لأجلهم وأنت مشرد ّ!!
-حكمة الله يا ابنتي
*هل تقصد أن الله جعلك تتشرد لمساعدتهم ؟
-بل لنساعد بعضنا البعض ويتكفل هو برزقنا
...
قلت في نفسي " أنا أأكل وأنام ولدّي منزل وكل يوم أناجي ُإلهي بنبرة حادة قائلة : لماذا جعلتهُ يتركني لماذا فعلت ذلك "
أنصرفت من أمام ذلك الرجل وأنا مأطأطأةٌ رأسي خجلاً من الله