آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


لا تخجلي من حكايتنا

لا تخجلي من حكايتنا

الأحد - 25 نوفمبر 2018 - 04:51 م بتوقيت عدن

- تحديث/ مروان الجوبعي:

مناسبة هذه الليلة الدافئة
كنت أود أن أقول لك
"كل عام وأنت حبيبتي"
أو أن اقتبس لك نص من قصائد درويش
أو أن اهدي لك وردة كما يفعل الناس هنا
لكنني قروي لا أجيد هذه المراسيم
وفضلت أن احكي لك حكاية عن الشتاء:
كان الشتاء فيما مضى يجمد عروقي
وفي عز الخريف تنبئني القشعريرة عن قدومه
إلا هذه العام.
هذا العام تعب الناس من أسئلتي:
"هل وصل الشتاء؟
أين هو؟
ولماذا الدفء لم يفارقني؟"
تشابهت الإجابات
وكانت عبارة عن ضحكات ساخرة
ربما سخر الناس من بلاهتي
لكني بالعادة لا ألقي بالا لسخريتهم.
فقد سخروا من هيئتي الريفية
من غجريتي
من جهلي
من مهنتي
من عقدة لساني
من شعر رأسي
من ملامح وجهي
من قناعاتي
من أفكاري
من معاناتي وفقري
ومن صرخات الجوع في أمعائي
وغدا سيسخرون من هذا النص
وسيسخر اهل المدينة عندما يجدون
راعيان ريفيان يتجولان على البحر.
أو من لهجتنا الغريبة
عندما نطلب من البائع قنينة ماء
وقد تسخر الأرصفة المنمقة من خطواتنا حينما نمشي عليها.
وقد تسخر هذه الجدران من براءتنا
كلما تعرينا أمامها
وقد يسخر أهل الريف أيضا
عندما يقرأون كلماتي المهداة إليك، على الملأ
ولكن هل نستسلم؟
طبعا ... لا !
علينا أمام هذا اللؤم أن نؤمن بأنفسنا
وأن نرفع رؤوسنا إلى الأعلى
لأننا توأمان من رحم المعاناة ولدنا.
وعلينا أن نسخر من سخريتهم
لا من أشكالهم
لأن ضمائرنا لا تسمح لنا بهذا
وفي النهاية
لأننا نسير بخطى واثقة
ولأننا لا نلتفت إليهم
أو نضعف أمامهم ..
بالنهاية
سننتصر
وهنا حكايتي أنتهت
فيا من طردت الشتاء
وزرعت الدفء بأعماقي
لا تخجلي من حكايتنا
بل عليه أن يخجل من يحاكم بساطتنا