آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


في الكِلْمَةِ السُّمُّ،أَمْ في الفِكْرَةِ المَرَضُ؟

في الكِلْمَةِ السُّمُّ،أَمْ في الفِكْرَةِ المَرَضُ؟

الأحد - 25 نوفمبر 2018 - 06:16 م بتوقيت عدن

- تحديث/ أحمد بخيت:


في الكِلْمَةِ السُّمُّ،أَمْ في الفِكْرَةِ المَرَضُ؟
"اذْهَبْ مَعَ الرِّيحِ"أَهْلُ البَلْدَةِ انْقَرَضُوا

إذا تَأَلَّمَ مِنْهُمْ شَاعِر ضَحِكُوا
وَإنْ تَبَسَّمَ طِفْلٌ فِيهِم انْقَبَضُوا

لَمْ يَفْرِضِ اللهُ إلَّا الحُبَّ فَاحْتَشِدُوا
ضِدَّ السَّمَاءِ، وَضِدَّ الأَرْضِ، وَاعْتَرِضُوا

حَدَّثْتُهُمْ كَذِبُوا،خاصَمْتُهُمْ فَجَرُوا،
آمَنْتُهُمْ غَدَرُوا، عاهَدْتُّهُمْ نَقَضُوا

كَشَعْرَةٍ في طَعامٍ، كَالذُّبَابِ عَلَى
كَأسِ الشَّرابِ كَمَا مِنْ لَعْنَةٍ فَضَضُ

كَأَنَّهُمْ لَيْلَةَ الحُمَى إذا حَضَرُوا
أَقْصَاهُمْ القَلْبُ إذْ أَدْناهُمْ الغَرَضُ

رَسائِلُ المِلْحِ ما خَطَّتْ أَنامِلُهُمْ
في دَمْعَةِ العَيْنِ،ما أَعْطَتْ يَدٌ حَرَضُ

سَنُّوا سَكاكِينَهُمْ حَتَّى إذا رعفتْ
لَمْ يَعْرِفْ النَّاسُ كَمْ مِنْ سُنَّةٍ فَرَضُوا

كَمْ قالَتِ الرِّيحُ في الصَّحْراءِ لامْرَأَةٍ:
ضُمِّي ثِيابَكِ إنَّ الذِّئْبَ يَنْتَفِضُ

كَمْ قُلْتُ لِلطِّفْلِ لا تَذْهَبْ إلى ذَهَبٍ
حِقْداً، فَإنَّ وُضُوءَ القَلْبِ يَنْتَقِضُ

عِشْتُ الحَيَاةَ وَلَمْ أَسْأَلْ بِها أَحَدًا
هَلْ جَوْهَرِيٌّ عَذابُ النَّاسِ أَمْ عَرَضُ

الرَّاكِضُونَ وَفي أَعْناقِهِمْ رَسَنٌ
طولَ السِّنِينِ،وَفي أَعْمَاقِهِمْ مَضَضُ

لا يَعْرِفُونَ لماذا كَيْفَ أَيْنَ مَتَى
لا يَعْرِفُونَ، مَن الأحياءُ من قُبِضُوا؟

لا يَعْرِفُونَ سِوى أَنَّ التُّرابَ دَمٌ
وَأَنَّهُمْ كَتُرابٍ خائِفٍ رَكَضُوا

هَلْ يَذْهَبُ الطِّفْلُ لَيْلاً في النُّعَاسِ إلى
مَدِينَةٍ لَيْسَ فِيهَا الغُولُ يعْتَرِضُ

أَلَنْ يُرْبَى بِمَنْفَى في مُنَظَّمَةٍ
كُلُّ الخَفَافِيشِ مِنْ أَمْوالِها قَبَضُوا؟

أَكُلَّمَا أَطْلَقَ الأَطْفَالُ ضِحْكَتَهُمْ
كَيْ يَنْبِضَ الكَوْنُ حُبًّا مِثْلَمَا نَبَضُوا

تَنَاوَلَ القائِدُ الأَعْلَى مُسَدَّسَهُ
وَاسْتيْقَظ الجُنْد مَذْعُورِينَ وانتفضوا