آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


تجليات الغياب

تجليات الغياب

الأربعاء - 28 نوفمبر 2018 - 11:38 ص بتوقيت عدن

- تحديث/ هيام الأحمد-سورية:


كتبوا على سِفرِ الخلودِ سُطورا
وتَنَسّموا ريحَ الجِنانِ عُطورا

لا لم يموتوا إنّما قد غُيِّبوا
قد سَجلوا رغمَ الغيابِ حضورا!

لم يأبهوا للموتِ يَرصُدُ خَطوَهم
تبقى النُّسورُ لدى البلاءِ نُسورا!

للبحرِ جاؤوا يقطفونَ بشائِرا
كي يملؤوا حقلَ الحياةِ سرورا

والأمّهاتُ على الدروب قلوبُها
نَذَرَت لأفراحِ الرجوعِ نُذورا

ما كان في الحُسبانِ أنّ وِدادَهُ
إفكًا يَصيرُ إذا يشاءُ و زورا!

يا بحرُ كيف سقيتَهم كأسَ الرّدى؟
لو كنتَ تملكُ كالأنامِ شُعورا!

أولستَ مَيْتاً منذُ دهرٍ كاملٍ؟
كيف استطعتَ إلى الحياةِ عُبورا؟

وطويتَ أجسادَ الصّغارِ بقَسوةٍ
قد كنتَ بحرًا، كيف صرتَ صُخورا؟!

والوافدونَ القاصِدونَ مَسَرّةً
أَورَدتَهم عند الوصولِ ثُبُورا

ما كنتَ تَرعى للصغارِ مودّةً
أودعتَ أحلامَ الصغارِ قُبورا

يا طِيبَ أنفاسٍ تضمّخَ طِينُهُ!
مِسكًا يَضُوعُ على المدى وبخورا

غشّى السّوادَ قلوبُنا من بعدِ ما
كانت تَشِعُّ إلى الخلائقِ نورا

لكأنّ مَن للبعثِ وكِّلَ قد أتى
في الناسِ ينفخُ للفجيعةِ صُورا!

كلُّ القلوبِ وإن تَجَمّلَ صبرُها
ستظلُّ تَقبَعُ في العذابِ دُهورا

ياغيثُ سُقْيًا للقبورِ فإنّها
ضَمّتْ طيورًا للجنانِ وحُورا

يستبشرونَ بنِعمةٍ، طوبى لهم
يتبوّأونَ من الجِنانِ قصورا