آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


كيف تشيخ الطفولة

كيف تشيخ الطفولة

الأربعاء - 28 نوفمبر 2018 - 11:59 ص بتوقيت عدن

- تحديث/ أعياد عامر:

في طفولتي كان هناك بوابات سرية خلف اللوحات الجميلة
بوابات سرية خلف المرايا وبرك الماء المتكونة من ليلة ممطرة
بوابات تأخذني ببساطة لأرض العجائب التي أهواها
في طفولتي كانت أذني تسمع شكوى الخزانة وثرثرة الأريكة وإفشاء المصابيح بأسرارنا للظلام
كانت أغاني الشرفات جميلة
و سجائر أبي كانت ترددها
كانت زهرة الفل حبلى بالفرح
وبفرح كنت أراقب جنينها
كان للقمر حبيبة يراقصها فوق السحاب
وكان لعدن جدائل طويلة
وعينان عسليتان
كان في البحر حورية تعشق الصياد ...
وتبعث قبلاتها على هيئة لؤلؤات
اما اليوم فقد شاخت طفولتي
وضاعت البوابات و مفاتيحها
ضعف سمعي
وغابت أغاني الشرفات خلف صرير اليوم
شاخت طفولتي
وكبر بطن زهرة الفل
لكنها أنجبت حزن أمهات الشهداء ....
شاخت طفولتي
والقمر أدرك أن ما كان يراقصه ليس إلا ظل صخرة
شاخت طفولتي
وشاخت جدائلك ياعدن
وابيضّ لون العسل في عينيك
شاخت طفولتي
والحورية العاشقة ماتت عندما حاصرتها شباك حبيبها الصياد ...