آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


وحدي أراني في الطريق المُتلِفِ

وحدي أراني في الطريق المُتلِفِ

الأحد - 16 ديسمبر 2018 - 05:40 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:صديق اليوسفي:

وحدي أراني في الطريق المُتلِفِ
أبكي على وَضعِ البلادِ المؤسِفِ

وغناءُ أيّوبَ الذي في خافقي
يَبكِي، ويَستَبكي غُرورَ المُترَفِ

يا أيها الليل الذي يسطو على
فَجري، أعِد شَمسِي وغادِر مُصحَفي

يا شمسُ عُودي للضياء بأرضِنا
ولِأجلِنا يا أرضُ لا تتوقفي

بين النهار وبيننا ممتدةٌ
مأساتُنا، ومجازرٌ لا تَكتفي

والحبُّ يوشِكُ أن يموتَ ونحن في
مأساتِنا الكبرى نُطِلُّ ونَختفي

تتسارع الأوتار والآهات في
قلبي، وتَكويني إذا لم أنزِفِ

حبي بعيدٌ عنكِ يا عيني ويا
قلبي الذي بسوى الهوى لم يُعرَفِ

أشتاقها، أهفو لِهمسِ حديثِها
لعنادها، ولصمتِها والمعطفِ

وكأنني وكأنها في عالمٍ
متفاخرٍ بزمانه المُتخلّفِ

مُتجمدٌ بَصَري، وحولي رهبةٌ
نحوي تَسيرُ كأنها ليَ تَقتَفي

والنايُ شقَّ جدارَ رُوحي عازفاً
لحناً إذا جَنَّ الدُّجى لم يُعزَفِ

والبحرُ يعتنقُ المحيطَ، عليهما
بَجَعٌ تحلقُ في فراغٍ مُنطَفِي

وضجيجُ أفواجٍ من الإنسان في
زمنٍ من العثراتِ لم يتكشَّفِ

والريحُ تلتحفُ الرمالَ ولا ترى
إلا الدماءَ على جدالٍ فَلسَفي

حُمّى وأجنحةٌ تُنتِّفُ ريشَها
ريحٌ تَهيجُ وظُلمةٌ لا تَشتَفي

وأكادُ أُدركُ ما أكونُ، ولا أعِي
أَني الغُبارُ على جدارِ المُتحفِ

يا طائرَ الضوءِ انهَمِر كقصيدةٍ
قبل انهمارِ الثلجِ لم تَتَعجرفِ

مَن لي بها فَحنينها متطرفٌ
ومشاعري وُلِدَت بغير تَطرُّفِ

يمضي بنا الترحال وهي قريبةٌ
مني، ومن لحني تُطل وأحرفي

ما أروع الشوقَ المُجنحَ حينما
يَسخو بعودتِهِ إلى الخِلِّ الوَفي

مِن وَجهِ فاتنةٍ وضحكتها ومن
عِطرٍ يَفوحُ مِن الجمالِ المُسرِفِ

يا أيها الحبُّ المُضمخُ في دمي
زِدني عذاباً بالحنينِ وأَسعِفِ

حسبي بأني في هواها صادقٌ
ومصدِّقٌ، وبأن حزني يوسفي

مهما يكن بُعدُ المسافةِ بيننا
لا بُدَّ مِن يَومٍ نُسَرُّ ونَحتَفي