آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


( للحزنِ غَرناطتان )

( للحزنِ غَرناطتان )

السبت - 22 ديسمبر 2018 - 10:40 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:أجود بجبل



أشارَ لأسرابِ بطٍّ تطيرُ
ومِن تحتِها تُومِضُ الطلَقاتُ

وإذ هيَ تملأُ
مِن فرحِ الريحِ أجنحةً
حانَ منها التفاتُ

رأت وادياً للحروبِ
تُدَفِّنُ أولادَهُنَّ بهِ الخائباتُ

رأت صُوَراً لقوارضَ جَذلى
وصُبحاً تُنَكِّسُهُ اللافتاتُ

فطارت تُواصِلُ هِجرتَها بعيداً
لكي لا يَراها الرُّماةُ

فقالَ الفتى : إنّها لحظةٌ
لقتلى القراطيسِ فيها رُفاتُ

وأدركَ أنَّ الغنائمَ تكفي
ليندلِعَ السادةُ النكِراتُ
……………………

لأندَلُسٍ ما بكى أحَدٌ عليها
ولمْ يَحكِ عنها الرواةُ

يُخادِعُ ناقتَهُ بالوصولِ
وليس لها مِن خُطاها نجاةُ

فسارَ مُصاباً بأولى الحروفِ
ولا أبجديّةَ إلّا الفَلاةُ

لَدَيهِ من الليلِ لَيلٌ جسيمٌ
تُزَوِّرُهُ شمعةٌ مُفتراةُ

خرائطُهُ غيرُ مُتَّفَقٍ عليها
وأوراقُهُ شُبُهاتُ

قبائلُ شَوكٍ على جانبيهِ
ووقتٌ تُشَوِّهُهُ البصَماتُ

شوارعُهُ لا تؤدّي لغيرِ الحروبِ
وأحلامُهُ غَزَواتُ

فكَمْ طُرِقَ البابُ ليلاً عليهِ
وكانت على البابِ تبكي الحياةُ

وَشَت للترابِ به نخلةٌ
وسمّاهُ هذا النبيُّ الفراتُ

فما اكتشفَ الجُندُ إيماضَهُ
ولا عَرَفَت عُمرَهُ السنَواتُ

ولكنّ زيتونَهُ ظلَّ يعلو
لتَزلَقَ في زيتِهِ الظلُماتُ

ويفتحَ باباً بقلبِ سجينٍ
يَشُكُّ بأنَّ المُغنّينَ ماتوا

وصَفصافُهُ معبدٌ للشحاريرِ
في كلِّ غُصنٍ لديها صَلاةُ

هوَ الآنَ مُزدهرٌ بالرموزِ
ومِن عُشبِهِ تبدأ الطرُقاتُ

يرافقُهُ في طريقِ المياهِ
نبيُّونَ ليست لهم معجزاتُ

سِوى ما يُرَبُّونَ مِن قلقٍ في الحروفِ
لتُنجِبَهم كَلِماتُ

لديهِ مِن الحزنِ غَرناطتانِ
ومُلْكٌ مُضاعٌ لهُ وشَتاتُ

وبَوصَلَةٌ لللتوقُّعِ
تِسرِدُ للأرضِ ما لم تَقُلْهُ الجهاتُ

مُضافاً لنافذةٍ تتوارى
بها مِن بقايا النهارِ فُتاتُ

ووَفقاً لأجمَلِ ما ضاعَ منهُ
رأى أنَّ مَجدَ الزجاجِ حَصاةُ