آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


كسفينةٍ تمضي بلا بَحّارِ

كسفينةٍ تمضي بلا بَحّارِ

الأحد - 06 يناير 2019 - 02:19 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:محمود العكاد:

كسفينةٍ تمضي بلا بَحّارِ
ما زلتُ أبحثُ لي عنِ استقرارِ

مشهورةٌ أحوال قلبيَ كُلّها
كبلادنا في نشرةِ الأخبارِ

جُرحي يُعظّمُ طاعنيهِ محبّةً
ودمي يراهُ بنظرةِ استحقارِ

ومَواطنُ الأحزان أهوى عيشها
فالحُزن للشُعراءِ خير ديارِ

يَنسى المآسي النّاس بعدَ غيابها
وأساي يَحضرُ قَبلهُ استذكاري

لكنّما لا بُدّ تَأتي نظرةٌ
هيَ في الحقيقةِ مَوعدٌ لحوارِ

تُحيي بها موتاً وتَحملُ مَوتها
وتسيرُ نحوَ مدينةِ الأسرارِ

أحلى اللقاءات الجميلة صُدفةٌ
محفوفةٌ بتبادلِ الأنظارِ

والآن غَطّتني المُصادفة التي
أحتاجُها يا كُلّ نبضٍ عارِ

في شكلِ أُنثى جاءكَ الحُبّ الذي
من ذنبهِ يتساقطُ استغفاري

وكأنّها مخلوقةٌ من دهشةٍ
ممزوجةٍ بتَفتّحِ الأزهارِ

الحُسنُ أخطرُ ما يكون لعاشقٍ
وأنا عشقتُ محاسنَ الأخطارِ
ِ
ولهاً أقوم من الذهول مُكابراً
ولها أُحلّقُ بي كطيرِ كناري

بُستانُ مُوسيقى بضحكتها نَما
فتراقص الإعجاب في اقشعراري

ومجامراً صارت ضلوعي فجأةً
والقلبُ للأحشاءِ موقدُ نارِ

جَذَبَتْ شُعوري دون وعيٍ مثلما
جذبَ الجمالُ تَغَزّل الأشعارِ

وغرقتُ بي حتّى شعرتُ بأنّها
جاءتْ تُحَوّلني إلى أنهارِ

ورأيتُ في العينينِ سهم تَردّدٍ
يخشى من الإفصاحِ والإنكارِ

يا بنت في هذي العيون مدينةٌ
سُكّانها شعبٌ من الأنوارِ

يا بنت أصبحتِ المحبّة داخلي
بحري وأنتِ القصد للبحّارِ

محمود العكاد