آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


لولا كتاب الحزن

لولا كتاب الحزن

الأحد - 06 يناير 2019 - 02:24 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:عبد الإله الشميري:

لولا كتاب الحزن /
ما فتحت رؤاك مناجم الإنسان/
ما ركعت لرجليك المعاني/
ما ترامت في عيون شقائق النعمان أرض الديناميت/
وماخلعت الباب مصعوقا ًعلى فزّاعة الأخطاء تنسجها شكوك الأصدقاء

دعهم يضجّوا في أغانيك اشتهاء،/
ربما لم يفقهوا ما خبّأ الله لهذا الليل في عينيك من شجن تبارك ضوؤه،/
أشجار بهجته الخفيّة باسقات،/
والرؤى لايستظلّ بظلّها من فلسف الوجع المقدّس عنكبوتا أسودا

لاتلتئم،/
فلربما انكسرت قلوب الأنبياء إذا التأمت/
وخرّ من جنبيك فصّ نادر،/
فتغادر الألوان زخرفها/
ويذوي الطل في عينيك يذوي الأقحوان

بارك بكاءك واحتشد في مزهريات الأسى/
إني رأيت الناس يلتمسون زهرة حزنهم فتسوقهم ريح التذكّرصوب محرقة الثواني الباسمات فيسقطون بحزنهم في زمهريرالنار/
إلّا أنت وحدك خارجا من زهرة الأحزان تقطف ذكرياتك عنبرودا ناضجا/
، من زهرة الأحزان تصعد سّلم التقويم والوجع المصفّى ضاحكا /
وتوزّع الحلوى على الأطفال /
تقرؤهم حكاياك القديمة/
ثم تنفخ في رماد المترفين/

لاتلتئم /
وانقش على الخدرالمعبّأ في الكؤوس:الحزن نورالله يمنحه القلوب اليابسات/
، يؤرشف الرؤيا بريدا عاجلا متجاوزا أيقونة" الإيميل"/
لايأتيك من أقصى المدينة راجلا،أوتستحم قطاتُه في راحتيك،/
كهجعة الوسنان يطرق أهله ويغوص في شفق المرايا /
تاركا تسنيم بصمته على شفق المرايا /
ثم يرحل خلف قبّرة تطهّرنفسها/

لاتطمئنّ قطاته إلّا لإنسان تجرّد من كرامة طينه وابتلّ بالأوجاع حتى شاهد الله على أعتاب رحلتها الكريمة جهرة/

إن كنت ذا وجع ... رأيتُ الله قل للمترفين/
وآية الرؤيا :عمود النور أشهده يظلّل جبهتي
فالحزن مملكتي وسرّ أناقتي /
وعشيرتي الكبرى وأصحابي،/
رصيدي في البنوك ورأسمالي /
،جنتي في زحمة الدنيا، /
بطاقاتي لكل العائدين من الغمام /
وقهوتي للعابرين، /
موائدي بالمنّ والسلوى،/
مفاتيح الكنيسة للعرايا والجياع،/
جلالة البيت الحرام وحائط المبكى،/
تراتيل المساجد، /
سكّراتُ تشهّد النغم المبّرد في الكمنجة والكمان/
سناء عرش الماء/
أعراس السناء/
سواسن الأجراس/
أجراس السواسن/
سيرة الأجراس/
أسراب البعيد المشتهى/
أسرارفاكهة السماء وتاج رأسي في محطّات النعيم/

لاتلتئم /
وانقش على الخدر المعبّأ بعض مانقش المريدُ توسّلا لوليّه:
يامهرجان الضوء /
يا فرحي المجنّح من أمامي من ورائي/
أي حرف من حروف الجرّ قُلّي لايجرّ مريده؟!!/

ياطور سينا /
يا وليّ الأولياء وياخلاصي /
جرّني من مقلتيّ إلى مساقط مقلتيك وهزّني هزّا لأغسلني بزنبقة اليقين/
تكٍسّرت ألواح روحي بالتّأنّي /
والطريق مسمّم بالأصدقاء /
ومبزغي شفق يقشّرجلده/
" كيف السبيل إلى وصالك دلّني" ؟!
إنّي تدلّيني عراجين الهوى سحبا إليك وتتقيني ذكرياتي الهائمات/

للحزن دورته/
ولن يحيا على أطرافها قوم أذلّوك اشتهاء يوم زينتهم لتشهد عيدهم/
أزلامهم محروقة في ضفّتيه ليس يخطؤها اتقادك في أنامله ولن يرخي قطافك نحو حزمتهم إذا استهموابها/

للحزن ما أغلى من الأسماء في صحن التذّكر يوم قسمة ملحنا:
سبّابة الإيمان،/
قنديل الصلاة، /
تبتّلات الشمع في أحداقنا، /
أقواس تأتأة الغريق،/
تكتّلات الوعد في خبز الفقير،/
تناسخ المصلوب حول دمائه وتوجّعات الأنبياء/

دعهم يضجّوا في أغانيك اشتهاء صاخبا،/
علّ الذي لايدرك الأشياء يدركها إذاشتّت قلبك في الأقاصي شمعة/
"فالعبد يقرع بالعصا" /
والحرّ تبعثه الإشارة من رنين قسيّها/

يافهرس الأحزان والأحزان لا تلقي لغيرك ظلّها..
لاتلتئم/
واقطف من الظل المبارك جوقة الأقمار علّ القوم يقتبسون من عينيك جوقة ضوئهم،/
دعهم يضجّو افي أغانيك اشتهاء، /
خلفهم ليل /كسوف سرمدي/
وأنت ربّ الشمعدان/
توزّع الرؤيا على سبّورة السّمّار /
تملأ "شهوةالكبريت" عمرا شاغرا /
وتقوّض الطوفان من أركانه، /
ترمي المودّة للجميع وتقتفي عصفور قلبك تقتفي أحزانه /
وتسرّ في خلجات نفسك: جلّ من خلق الدموع!!/

قالوا سقطتّ وماسقطتّ، /
لقد"أضأت زجاجة الدنيا "بميلك عن أعنّة خيلهم،/
ورفعت قدرك يوم أن أوحيت للعبرات: أن صبّي، لأفتحه الطريق إلى نهايته وأنصب في أقاصيه حدائق بسمتي/

أنت اليقين إذا نُسبتَ إلى الضلال وأنت روح الله تسري في حرائقهم،/
لك الزلفى إذاسلّمت قلبك للأسى تفاحة /
ودخلته متسقّطا أخبار قلبك في مباكيه /
وآنستَ الحقيقة في يديه.