آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


رسالة إلى محارب

رسالة إلى محارب

الأحد - 03 فبراير 2019 - 04:51 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:


لاأعلم أي قلبٍ تحمل أنت؟ متى تدرك ألماً تخبئه أمي بين ثنايا دعائها.
متى ستشعر أن أمي تنام دون قلبها? أمي التي كانت تغسّل مجيئك بابتسامة
وتنثرك دعوات عند خروجك أما آن لها أن تكتحل! أنت الذي كانت تحفك بخصوصية الشعور
والحديث -باعتبارك وحيدها - أما أشتاقت روحك?
لو تعلم حين تسّمر بصرها على صورة لك فتنغمس في معية الوجد أنْ يارب ...لما أسرفت وفرطت ! لو نظرتها وهي تفتتح الصلاة فترسلك
لربها لبايعت قوافل الموت إليها . سأخبرك عن خصلات شعرها الآيلة للبياض
منذ غيابك وكأنك تركت للهموم مهمة طي مسافة عمرها.
ماذا لو رأيتها وهي تقلّب فنجان ذكرى غيابك ورحيل أبدي لوالدك أظنك ستلعن الحرب وتنكمش ندماً.
تسند نفسها لجدار في الوقت الذي يُفترض أن تحفها رجولة ابنها الذي رعته دفقة دفقة.
تسقط رتل تنهداتها وتنكفأ على حافة انتظار . منذ غيابك لم تتقن أمي إلا الصمت والتوجع . منذ غيابك لم تنصف أمي حين الدعاء بيننا إذ أنت كالعادة الماثل بعد آية الكرسي وتمد شفتاها باسمك.
ماذا عني ? أتسلق أعناق الثواني تأملاً
لعلك تترك سلاحك وتجيئ تاركاً أرصفة الدنيا وسخف الحرب التي لن تنتهي مادام ينفث في مسامها تجار الحرب.
مالذي يساويه الوطن وأنا لاأجدك كي
أستند عليك حين ضعفي.
لعلك ياأخي لم تشعر بمن يستند بظله فحسب إذ لاسند .
افاعٍ تتلون بجميل اللفظ فأخشى عليّ . أنا موبوءة بالوحدة فمتى سأشفى! على جسر أسئلتي وحاجتي لك سأحتفي بنفسي التي لازالت تعج بكل مازرعه أبي فيّ من فضيلة. على حبال الحرب سأتدلى سلاماً وأغرسه عند أعتاب كل طفل في وطني أن الحرب لعنة .

نجاح هيسان