آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


"التنوير الإسلامي".. كتاب يوثق للحداثة والتدين في الشرق

"التنوير الإسلامي".. كتاب يوثق للحداثة والتدين في الشرق

الجمعة - 08 فبراير 2019 - 05:29 م بتوقيت عدن

- تحديث/ متابعات:

صدر مؤخراً عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة كتاب "التنوير الإسلامي الصراع بين الدين والعقل في العصر الحديث"، لمؤلفه كريستوفر دو بليج وترجمة بدر الرفاعي، وهو الكتاب الذي يعد استكمالاً لجهود إدوارد سعيد في تأصيل التنوير العربي والإسلامي في كتابه الرئيسي "الاستشراق"، لكنه يعتمد منهجية سردية مختلفة، تبدو أكثر بساطة.

يدافع بليج في كتابه عن الحضارة الإسلامية نافياً الاتهامات التي تطالها من افتقار للحداثة ويوثّق مراحل ما وصفه بالتحول في اتجاه البحث عن التنوير من منظور إسلامي، فالكتاب كما يراه مؤلفه هو الأول باللغة الإنجليزية الذي يتوجه إلى القارئ العادي ويدعو إلى التحرر من أثر الرؤى الغربية للتاريخ، ورؤية ما حققه مسلمون في الغرب من نجاحات.

ويقول المؤلف إن اتهام الحضارة الإسلامية بالافتقار إلى الحداثة وإلى نمط من الإصلاح يؤدي إلى طريق مسدود، لأن من يتبنون هذه الفكرة يتجاهلون النجاحات التي حققها مسلمون يعيشون في الغرب ونجحوا تماما في الاندماج داخل مجتمعاته، ودمج القيم الحديثة للتسامح والتجريب وتطبيع الإيمان دون الاعتداء على حريات الآخرين.

ويضيف أنه "في زمن يتبنى فيه البعض الأعمال الوحشية باسم الإسلام، فإن قدرتنا على تقييم الحضارة الإسلامية تضعف بفعل المغالطات التاريخية التي روجت لها رؤية المؤرخين الغربيين"، ويجادل بليج في أن التنوير الإسلامي لم يحدث في الحقيقة بسبب الغرب، بل وجد شكله الخاص به، فمن غير المقبول إخضاع الحضارة الإسلامية لمنظور صاغته الحداثة الأوروبية في التحولات التي مرت بها أوروبا ابتداء من القرن الثامن عشر.

ويؤكد الكتاب كذلك أن الإسلام شهد خلال القرنين الثامن والتاسع عشر تحولا مؤلما ومنعشا شمل إصلاحا وتنويرا وثورة صناعية، وجرى كل ذلك في وقت واحد، لكن الغرب أخفق في إدراكه لكن قليلا من أبنائه جاء إلى الشرق الإسلامي بعقليات متفتحة لديها الاستعداد لتجاوز النظرة الضيقة للمفهوم الغربي عن التطور والتقدم.

ويوضح بليج الحاصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الدراسات الشرقية من جامعة كامبردج، أن الشرق الذي كتب عنه الزوار الأوربيون في القرنين الماضيين كان مختلفاً تماماً في الحقيقة، مؤكداً أن المعرفة التي مررها الكتاب الأوروبيون إلى قرائهم في الغرب كانت ناقصة.

ويقر المؤلف بأن مبادئ الحداثة والتقدم وردتا إلى الشرق الأوسط من الغرب، وقوبلا برفض الكثيرين من المحافظين والرجعيين، إلا أنها في النهاية استقرت على فكرة "تحجيم الحداثة" وقصرها في سلسلة من الاقتراحات كان من شأنها "إحياء الإسلام" دون تغييره، لكن هذا النهج الانتقائي لم ينجح حسب زعم المؤلف لكنه استمر في تقديم اقتراحاته.

ويضرب بيليج مثالا بجملة التغييرات التي مرت بها المؤسسات الدينية في مصر منذ وصول الحملة الفرنسية في عام 1798 وحتى الآن، حيث ظهر من داخلها أسماء تحملت أقوى أعباء النهضة من أمثال رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده.